الأمير مقرن بن عبدالعزيز يرعى حفل خريجي جامعة الأمير مقرن    جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز تحتفل بتخريج الدفعة السادسة    جمال الورد    99 % انتشار الإنترنت في المملكة    سقوط الجدار الإعلامي المزيف    لاعبو الأندية الإيطالية خارج القائمة.. ولاعبو «البريمير ليغ» الأكثر حضوراً    الاتفاق والنصر إلى المباراة النهائية لممتاز قدم الصالات    الاتحاد يتغلّب على الهلال وينتزع ذهب نخبة الطائرة    ذكاء التوقيت والضمير العاطل    المركز الوطني للمناهج    مؤقت عالمي    ب 10 طعنات.. مصري ينهي حياة خطيبته ويحاول الانتحار    رَحِيلُ البَدْرِ    انكسار الهوية في شعر المُهاجرين    المقاهي الثقافية.. والمواهب المخبوءة    مفوض الإفتاء في جازان يشيد بجهود جمعية غيث الصحية    «البعوض» الفتاك    أمانة الطائف تسجل لملّاك المباني بالطرق المستهدفة لإصدار شهادة "امتثال"    أولمبياكوس يهزم أستون فيلا ويبلغ نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    تعزيز الاستدامة وتحولات الطاقة في المملكة    الحياة في السودان مؤلمة وصادمة    أمير منطقة جازان يلتقي عدداً من ملاك الإبل من مختلف مناطق المملكة ويطّلع على الجهود المبذولة للتعريف بالإبل    رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو يفوز بالانتخابات الرئاسية    رئيس جامعة جازان المكلف ⁧يستقبل مدير عام الإفتاء بالمنطقة    ليفركوزن يسقط روما ويتأهل لنهائي الدوري الأوروبي    أسماء القصيّر.. رحلة من التميز في العلاج النفسي    كيف نتصرف بإيجابية وقت الأزمة؟    بلدية صبيا تنفذ مبادرة لرصد التشوهات البصرية    قُمري شلّ ولدنا    للرأي مكانة    النصر يتغلب على الأخدود بثلاثية ويحكم القبضة على الوصافة    رونالدو يحفز النصراوية بعد الفوز على الأخدود    رسالة من أستاذي الشريف فؤاد عنقاوي    حقوق الإنسان في القاموس الأمريكي    تجنب قضايا المقاولات    دلعيه عشان يدلعك !    شركة ملاهي توقّع اتفاقية تعاون مع روشن العقارية ضمن المعرض السعودي للترفيه والتسلية    وزير النقل: 500 ريال قيمة التذكرة بين الرياض وجدة.. ولا نتدخل في أسعار «الدولية»    مكان يسمح فيه باقتراف كل الجرائم    "تاسي" ينهي تداولات الأسبوع على تراجع 1.4%    تدشين مشروعات تنموية بالمجمعة    الملك وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في وفاة هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان    أمير الرياض يرعى حفل تخريج الدفعة ال 15 من طلاب جامعة المجمعة    دله البركة توقع عقد إنشاء شركة مع يوروبا بارك لتنمية قطاع الترفيه في المملكة    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من تركيا متجهة إلى المملكة    الجمعية السعودية لطب الأسرة تطلق ندوة "نحو حج صحي وآمن"    نائب أمير عسير يتوّج فريق الدفاع المدني بكأس بطولة أجاوييد 2    مفتي عام المملكة يستقبل نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي    المملكة تدين الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة    أمطار رعدية ورياح تؤدي إلى تدني في الرؤية بعدد من المناطق    القيادة تعزي رئيس البرازيل    يسرق من حساب خطيبته لشراء خاتم الزفاف    روح المدينة    خلال المعرض الدولي للاختراعات في جنيف.. الطالب عبدالعزيزالحربي يحصد ذهبية تبريد بطاريات الليثيوم    فهيم يحتفل بزواج عبدالله    " الحمض" يكشف جريمة قتل بعد 6 عقود    دجاجة «مدللة» تعيش حياة المرفهين    لقاح لفيروسات" كورونا" غير المكتشفة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توسعة وعمارة الحرم المكي الشريف معلما إسلاميا شامخا لخدمة الإسلام والمسلمين
نشر في نجران نيوز يوم 23 - 09 - 2010

يعد مشروع توسعة المسجد الحرام درة الأعمال الجليلة التي اضطلعت بها حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وعقد من اللآلئ التي ترصع التاريخ الإسلامي على مر العصور.
وقد وضع هذا المشروع في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة العربية السعودية انطلاقا من إيمانها العميق أن تلك أمانة شرفت بها فتحملت مسؤولياتها حتى وفق الله تعالى قيادتها للإنفاق على هذا العمل الجليل أداء للواجب واضطلاعا بالمسؤولية دونما انتظار شكر أو ثناء وإنما رجاء المثوبة والأجر عند الله سبحانه وتعالى وتسهيلا لأداء المسلمين مناسكهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم.
ويقف مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام معلما إسلاميا شامخا شاهدا على ما تقوم به المملكة من أعمال جليلة تهدف في مجملها إلى خدمة الإسلام والمسلمين.
وقد روعي في تنفيذ المشروع أن يكون متميزا من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطا مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعماري.
وشهد بناء وعمارة المسجد الحرام على امتداد أكثر من 14 قرن ، نقلات معمارية كثيرة على مر العصور ؛ إلا أن التوسعة الأخيرة للحرم المكي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - شهدت تطوراً وتوسعاً أفقياً ورأسياً وخدمياً ، حيث تعد علامة بارزة في تاريخ عمارة المسجد الحرام ، علاوة لإيمان المملكة العميق بأن عمارة المسجد الحرام وتطويره والإنفاق عليه أمانة ومسئولية.
وحظيت منطقة الحرم المكي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز آل سعود - حفظه الله - بالنصيب الوافر من الاهتمام والمتابعة والبذل ، فسجلت المشاريع العملاقة أكبر توسعة في تاريخ البلد الحرام ، فوُظِفَ العلم الحديث والمعرفة التقنية والهندسية والمعمارية لخدمة هذه المشاريع العملاقة ، ومن ذلك مشروع جبل عمر الذي يشتمل على عددٍ من الأبراج والوحدات السكنية والأسواق والمراكز التجارية والمرافق العامة .
ومشروع أنفاق المشاة الذي يربط الساحات الشمالية للمسجد الحرام بمنطقة جرول ومنطقة الحجون ، يبلغ عدد العقارات المنزوعة لصالح المشروع 530 عقاراً ، إلى جانب عددٍ من المشروعات التطويرية التي وجه خادم الحرمين الشريفين بتنفيذها كمشروع طريق الملك عبد العزيز الممتد من خط مكة المكرمة جدة السريع غرباً إلى منطقة جبل عمر ويشتمل على مسجد الملك عبد الله وحديقة عامة إضافة إلى المرافق العامة ، بالإضافة إلى مشروع تطوير منطقة الشامية ومشروع مستشفى أجياد الجديد وغيرها من المشروعات التي تجسد الاهتمام بتوفير الرعاية الشاملة لقاصدي هذه المدينة المقدسة لتكون مكة المكرمة في مصاف العالم الأول ومدينة نموذجية في كافة المجالات.
ويجري العمل حالياً في تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة الساحات الشمالية والشمالية الغربية للمسجد الحرام حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من هذا المشروع وسيكون مجمل المساحة المضافة إلى ساحات المسجد الحرام بعد اكتمال مشروع التوسعة 400 ألف متر مربع تقريباً وبعمق 380 متراً مما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة ، وتقدر القيمة المالية لأكثر من ألف عقار منزوع لصالح المشروع في مرحلته الأولى والثانية ، أربعين مليار ريال سيتم صرفها لأصحاب العقارات ، فيما تواصل اللجان المكلفة بتقدير العقارات ونزع الملكيات أعمالها فيما تواصل الفرق الفنية المكلفة بالتنفيذ أعمالها للانتهاء من المشروع في الوقت المخطط له.
وجاءت الموافقة السامية على مشروع التوسعة في وقت بلغت الحاجة إليها مع الازدياد المضطرد في أعداد الحجاج والمعتمرين والمصلين الذين غصت بهم جنبات الحرم الشريف في أوقات الذروة من العام وخصوصاً في رمضان والأعياد وموسم الحج ، كما أن إزالة أكثر من ألف عقار لصالح مشروع تطوير ساحات المسجد الحرام سيساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للساحات المحيطة بالحرم ، وتذويب التكدس العمراني الهائل الموجود حول منطقة المسجد الحرام المتركز في الجهات الشمالية والغربية وفي الجهة الشمالية الشرقية.
كما يؤدي إلى تفريغ المناطق المحيطة بالمسجد الحرام لتسهيل حركة المصلين ورواد بيت الله الحرام وإعطاء مزيداً من الراحة والطمأنينة للمصلين إضافة إلى تحسين وتجميل منظر شكل البيئة العمرانية بالشكل الذي يواكب التطور العمراني في هذا العصر مع الأخذ في الاعتبار روحانية وقدسية المكان.
ومن المقرر أن يضم المشروع هيكلة إنشاء شبكة طرق حديثة مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماماً عن ممرات المشاة وأخرى أنفاق داخلية، مخصصة فقط للمشاة، مزودة بسلالم كهربائية تتوافر فيها كافة معايير الأمن والسلامة وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تساعد على سهولة الحركة والانتقال من وإلى الساحات الشمالية والغربية، وبعيداً أيضاً عن الحركة المرورية ، بما يوفر مصليات جديدة واسعة لزوار بيت الله الحرام لأداء الصلاة فيها ويسهم ذلك في حل الازدحام في أوقات الصلاة خاصة خلال موسم الحج والعمرة وكذلك شهر رمضان .
تبدأ المرحلة الثانية الجاري تنفيذها من أنفاق جبل علي شرقاً وتتجه إلى الغرب حيث تشمل الجزء المطل على شارع المسجد الحرام وبعض العقارات في منطقة الراقوبة وشارع عبد الله بن الزبير وشمال أنفاق جبل هندي ومنطقة حارة الباب والخندريسة ويبلغ عدد العقارات المنزوعة في هذه المرحلة أكثر من 1100 عقار بالإضافة إلى عددٍ من المشروعات الأخرى الهادفة لتوفير الرعاية الشاملة لقاصدي البيت العتيق وتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وأمان وراحة وطمأنينة ومن ذلك مشروع توسعة المسعى الذي تم الانتهاء منه وتشغيله خلال موسم حج العام الماضي ، وتنفيذ بعض الجسور الموصلة إلى المسجد الحرام للدخول والخروج منه بكل سهولة.
ويعد مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم الذي افتتحه حفظه الله في شهر رمضان 1431ه في منطقة كدي بمكة المكرمة لضمان نقاوة مياه زمزم بأحدث الطرق العالمية إلى جانب تعبئته وتوزيعه آلياً، وبلغت كلفة المشروع 700 مليون ريال امتدادا لاهتمامه رعاه الله بالحرمين الشريفين وقاصديهما وذلك اتماماً لما بدأه مؤسس المملكة العربية السعودية وتبعه أبناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد يرحمهم الله .
وحظيت المشروعات الحيوية التي نُفذت وتنفذ لعمارة وتوسعة المسجد الحرام باهتمام بالغ من ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله-.
ففي عهد الملك عبد العزيز شهد المسجد الحرام العديد من الترميمات وترخيم عموم المسجد ووضع السرادقات في صحن المسجد لتقي المصلين حر الشمس ، وعمل مظلات ثابتة على حاشية صحن المطاف وأطرافه ليستظل تحتها المصلون مثبتة بالأروقة تنشر وتلف عند الحاجة ، إلى جانب تبليط المسعى بالحجر الصوان المربع ، لأول مرة في تاريخ المسجد الحرام منذ فرض الله تعالى الحج على المسلمين ، مما كان سبباً في راحة الحجاج والمعتمرين وحمايتهم من الغبار والأتربة وإصلاح الحجر المفروش على مدار المطاف والأروقة، وتجديد الألوان وإزالة التالف والحصباء القديمة واستبدالها بأخرى جديدة ، وتجديد سقف المسعى بطريقة فنية محكمة ، وعمل باب جديد للكعبة مغطى بصفائح من الفضة الخالصة محلاة بآيات قرآنية نقشت بأحرف من الذهب الخالص ، وإصلاح عضادتي باب الكعبة بالفضة الخالصة الموشاة بالذهب ، وترخيم الواجهات المطلة على المسجد الحرام ورحباته ترخيمًا كاملاً .
وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - امتدت مشاريع التوسيع والتطوير لتشمل تنفيذ عددٍ من المشروعات الحيوية مثل فتح شارع خلف الصفا لمرور المشاة والسيارات وفصلها عن شارع المسعى ، وتركيب مضخة لرفع مياه زمزم ، وإنشاء بناء خاص لسقيا زمزم أمام بئره ، واستبدال الشمعدانات الست بحجر إسماعيل عليه السلام بخمس أخرى نحاسية تضاء بالكهرباء ، بالإضافة إلى الشروع في توسعة المسجد الحرام التي أمر بها الملك عبد العزيز وبدئ العمل أن ذاك بنزع ملكيات الدور والعقارات الواقعة في أرض التوسعة بعد تقدير أثمانها وتعويض أصحابها وتضمنت هذه التوسعة بناء ثلاثة طوابق الأقبية ،والطابق الأرضي، والطابق الأول مع بناء المسعى بطابقيه وتوسعة المطاف وصار بئر زمزم في القبو وقد زود قبو زمزم بصنابير الماء ومجرى للماء المستعمل.
إلى جانب التعديلات الأخرى التي شهدها صحن المطاف في عهد الملك سعود حيث أزيلت مبانٍ كانت تضيق على المصلين والطائفين مثل مظلة زمزم وباب بني شيبة والمقامات الأربعة وتحويل مجرى مياه السيول والأمطار بين جبل الصفا والمبنى العثماني ، وإحداث الميادين والشوارع ومواقف للسيارات ودورات للمياه ومواضع للوضوء قريبة من المسجد الحرام في جميع جهاته على أحدث نظام في ذلك الوقت ، كما تم عمل سلم متحرك للكعبة المشرفة وكان مغلفًا بالفضة ومنقوشًا بالذهب ، وترميم الكعبة المشرفة واستبدال سقفها الأعلى القديم بسقف جديد وأبقى على السقف السفلي بعد ترميمه وتغيير الأخشاب التالفة فيه .
وفي عهد الملك فيصل - رحمه الله - تم مواصلة الإنجازات في توسعة المسجد الحرام وإكمال ما تم البدء بتنفيذه من مشاريع في عهد الملك سعود ، يضاف إلى ذلك ماقام به الملك فيصل بتوسعة المطاف لزوار بيت الله الحرام وإزالة البناء القائم على مقام إبراهيم ووضع المقام في غطاء بلوري ، وببناء مبنى جديد لمكتبة الحرم المكي الشريف ، إلى جانب بناء مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في موقعه الجديد في أم الجود وتوسيع أعماله.
وفي عهد الملك خالد - رحمه الله - استكملت مسيرة التطوير وإعمار المسجد الحرام المتجدد ، فنظراً لزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين القادمين من كل أرجاء الدنيا أمر الملك خالد بتوسيع المطاف في شكله الحالي وفرش أرضيته برخام مقاوم للحرارة مما زاد من راحة المصلين والطائفين في الظهيرة ونقل منبر الجمعة والمكبرية ، وتوسيع قبو زمزم وجُعل مدخله قريباً من حافة المسجد القديم في جهة المسعى وأضيفت إليه الأقسام الرجالية والنسائية ، وركبت صنابير لشرب الماء البارد ، وجعل للبئر حاجز زجاجي .
وتم في عهد الملك خالد أيضا افتتاح مصنع الكسوة بعد تمام البناء والتأثيث ، وصنع باب للكعبة المشرفة بشكل بديع وبنفقات عظيمة ، وصنع باب للسلم الداخلي للكعبة الموصل إلى سطحها و إزالة باب بني شيبة والمنبر الرخامي من المطاف ، وتبليط المطاف كاملاً بالرخام الأبيض وتنظيف شامل لبئر زمزم.
وفي عهد الملك فهد - رحمه الله - شهد المسجد الحرام المرحلة الثانية للتوسعة حيث أمر بنزع ملكيات عقارات السوق الصغير غرب المسجد الحرام وتعويض أصحابها حيث بلغت مساحة أراضي العقارات المنزوع ملكياتها 30.000 متر مربع وهيئت ساحات مؤقتة للصلاة قبل البدء بأعمال البناء عليها ، إلى جانب تبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة لأداء الصلاة فيه وقد بلغت مساحة السطح 61.000متر مربع ، يتسع لتسعين ألف مصلي وكان من قبلُ غير مهيأ للصلاة فيه ، بالإضافة إلى إنشاء خمسة سلالم كهربائية لتسهيل الصعود والنزول إلى السطح والطابق الأول.
كما تم بناء خمسة جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول والخروج منه من جهة الشمال ، ووضع حجر الأساس للبدء في التوسعة السعودية الثانية.
ويقع مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله في الناحية الغربية بالمنطقة التي كانت تعرف بالسوق الصغير الواقعة بين باب العمرة وباب الملك عبد العزيز، ويتألف مبنى التوسعة من القبو (البدروم) ، والطابق الأرضي والطابق الأول ، وقد صممت التوسعة بنظام التكييف الشامل ، حيث تم عمل محطة للتبريد في أجياد وروعي في الأقبية تركيب التمديدات والقنوات الضرورية ، وعمل فتحات في قواعد الأعمدة المستديرة لامتصاص الهواء الساخن وفتحات أعلى الأعمدة المربعة ، حيث يتم ضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية للتكييف في أجياد ومبنى التوسعة منسجم تماماً في شكله العام مع مبنى التوسعة الأولى .
وقد أضيف في هذه التوسعة أربعة عشر باباً وبذلك أصبح عدد أبواب المسجد الحرام (112) باباً بعضها يشتمل على ثلاث وأربع فتحات ، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب وكسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية ، والنوافذ والشبابيك من الألمونيوم الأصفر المخروط ومعدن مصقول بحليات نحاسية وتم في هذه التوسعة إنشاء مبنى للسلالم الكهربائية في الشمال وأخر في الجهة الجنوبية وسلمان داخليان ، وبذلك أصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام تسعة سلالم هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام كما أحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام وهيئت للصلاة لا سيما في أوقات الزحام وذلك بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة وإنارتها وفرشها وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات 88 ألف متر مربع.
كما تم في عهد الملك فهد توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلاً للساعين وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا و تم هدم وإزالة بعض المباني حول منطقة المروة وحصل تغيير كبير بالطابق الأرضي والأول فيها لغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع حتى صارت مساحة المنطقة (375) متراً مربعاً بدلاً من المساحة السابقة وهي (245) متراً مربعاً بالإضافة لتوسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول وأحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة .
وتم إنشاء جسر الراقوبة الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام.
كما تم أيضاً توسعة الممر الملاصق للمسعى الذي يستعمل للطواف بالطابق الأول في أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتيمترًا ويبلغ طوله سبعين متراً.
وتم ترميم الكعبة ترميما شاملا وتجديد غطاء مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف وضع غطاء من الزجاج البلوري القوي الجميل المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم عليه السلام وشكله مثل القبة نصف الكرة.
وقد بدأت فكرة إيجاد ميادين وساحات حول المسجد الحرام في عام 1375 هجرية حيث كان ضمن تخطيط التوسعة السعودية الأولى والعمارة الجديدة للمسجد الحرام إنشاء ميادين وساحات مكشوفة حول المسجد الحرام للاستفادة منها لأكثر من غرض سواء باستخدام سطح المساحة وعمقها أو استخدام السطح الأرضي كميادين تعطي للحرم بعداً جمالياً ، وتستخدم في نفس الوقت لتخفيف الزحام وتأمين حركة المرور ، وتوفير مكان لوقوف السيارات والاستفادة منها كأماكن لأداء الصلاة عند الذروة واستثمار الجزء التحتي سرداب للأنظمة الخدمية منها ما يحتوي على خدمات الحرم بما فيها أجهزة تلطيف الهواء وكذا حاويات سفلية لتجميع النفايات.
وقد أنشئت في التوسعة السعودية الأولى ساحات في باب الملك عبد العزيز وتبلغ مساحتها 10800 متر مربع وفي ساحة باب إبراهيم وتبلغ مساحتها 7150متراً مربعاً وفي ساحة باب العمرة وتبلغ مساحتها 4900 متر مربع ، وتقع مقابل باب العمرة وبها موقف للسيارات ، وفي ساحة المسعى وتبلغ مساحتها 7000 متر مربع.
كما أنشئت دورات مياه للحجاج حول المسجد الحرام في هذه الساحات بعضها تحت الأرض وبعضها بمستوى الشارع.
وفي مخطط التوسعة السعودية الثانية ازدان المخطط بساحات وميادين فسيحة حول المسجد الحرام تميزت عن سابقاتها بالتنسيق وجمال المنظر وفسحة المكان مما زاد منطقة المسجد الحرام بهاءً وجمالاً وقد تطلب إيجاد هذه الساحات إزالة كل المرافق الموجودة عليها وتحويلها وإيجاد مرافق أخرى جديدة تخدم الساحات بشكل أفضل كما فصلت حركة السير بإنشاء أنفاق لتفريغ هذه المناطق للصلوات والمشاة وقد زودت الساحات الجديدة بالإنارة المناسبة ووسائل النظافة المطلوبة حتى تظهر دوماً نظيفة طاهرة من أجل استخدامها للصلاة في أوقات الازدحام ، وقد أدى هذا التغيير في بنية الساحات إلى إعادة صياغة المنطقة بشكل كامل.
والساحات التي أنشئت في التوسعة السعودية الثانية حول المسجد الحرام هي ساحة المسعى الساحة الشرقية وتبلغ مساحتها 46 ألف متر مربع وتقع شرق المسعى وساحة السوق الصغير الساحة الغربية وتبلغ مساحتها 28 ألف متر مربع وساحة الشامية وتبلغ مساحتها 14 ألف متر مربع وتمتد مقابل المسجد الحرام جهة الشامية.
ويبلغ إجمالي مساحة كل الساحات حول المسجد الحرام 88 ألف متر مربع مزودة بمداخل واسعة تسهل الحركة والتنقل من وإلى المسجد الحرام كما أنشئت بها عدة مداخل ومخارج أرضية تفضي إلى نفق السوق الصغير وزودت هذه المداخل بسلالم ثابتة وأخرى متحركة لتسهيل الانتقال.
ومن المرافق الهامة التي أنشئت ضمن هذه الساحات دورات للمياه منها ما هو للرجال وما هو للنساء إضافة إلى شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول وشبكات الصرف الصحي وغيرها من الخدمات والمرافق العامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.