أصبحت ظاهرة تشغيل الخادمات الهاربات من كفلائهن أو المتخلفات من العمرة تؤثر على الاستقدام بالشكل النظامي في مكاتب الاستقدام خلال شهر رمضان. وأجمع أصحاب المكاتب على أن الإقبال على الاستقدام النظامي خلال هذه الفترة قل بسبب لجوء الأسر للحل الأسهل المتمثل في الاستعانة بالخادمات غير النظاميات حيث يحصلون عليهن عن طريق السماسرة في الرياضوجدة. وقال عدد من أصحاب مكاتب الاستقدام ومنهم محمد الغباري: إن سماسرة الخادمات لا توجد لهم مكاتب أو مواقع معروفة وإنهم ساهموا في تقليل الطلب على الخادمات النظاميات من مكاتب الاستقدام. مشيرين إلى خطر العمالة المجهولة على المجتمع سواء في شهر رمضان أو على مدار العام. وأضاف الغباري: أن الكثير من المواطنين يستقدمون الخادمات تحت كفالة أقارب ومعارف لهم ممن لا يحتاجون للخادمات بهدف الكسب المادي ليقوموا في النهاية بتأجيرهن شهريا أو بالساعة. مؤكدا أنهم وجدوا في ذلك تجارة مربحة رغم أنها مخالفة صريحة للنظام في إشارة من الغباري إلى ما يعرف ب"مكاتب التنظيف". 9 آلاف ريال شهريا "الوطن" تقصت ظاهرة تشغيل الخادمات تحت مظلة "مكاتب التنظيف" فوجدت أن ملاك هذه المكاتب يلجؤون إلى الاستعانة بأقاربهم أو أصدقائهم لاستقدام الخادمات بأسمائهم، ومن ثم تشغيلهن للاستفادة من العائد المادي الكبير، كما أن هناك أسرا تستقدم عددا أقل من الخادمات يتراوح بين 3 و5 خادمات وبنفس الطريقة لتشغيلهن لدى الغير بالأجر. وقال أحد العاملين في مكاتب التنظيف طلب عدم ذكر اسمه إن أجرة الخادمة عند العمل بنظام الساعة هي 20 ريالا للساعة يدفعها المستفيد مقدما للسائق الذي يقوم بإيصالها، ويزيد هذا المبلغ خلال فترة المواسم، وتعمل الخادمة الواحدة حوالي 15 ساعة يوميا أي أنها تجمع في الشهر الواحد مبلغ 9 آلاف ريال. وهو مبلغ يعادل تكاليف استقدامها. وأضاف: أن بعض المكاتب تشترط أن لا تقل فترة عمل الخادمة لدى الأسرة لكل طلب عن خمس ساعات متواصلة بهدف الترشيد في هدر الوقت في تنقل الخادمة بين المنازل. وعن ظروف العمل الشاقة للخادمات، وهل هن على دراية بعملهن في مكاتب التنظيف بدلا من العمل لدى الأسر عند استقدامهن؟ قال: إن هذا النوع من العمل أشق من عمل الخادمة لدى أسرة واحدة فقط، لأن أي أسرة تستأجر خادمة بالساعة تريد منها خلال هذه الساعة أن تعمل بأقصى طاقة، وأنا أستطيع القول إن عمل 15 ساعة بالأجر يعادل في المشقة عمل 3 أيام للخادمة في منزل الكفيل، وبالتأكيد لا تعرف الخادمة عند استقدامها أنها ستعمل في مكاتب التنظيف، ولكنها تقبل بالوضع بعد قدومها إما مجبرة أو لأن أصحاب المكاتب يغرونها بزيادة الراتب وبالإكراميات سواء منهم أو من الأسر. الربح أولا فاطيمة، لولي، ميمونة، هن من خادمات مكاتب التنظيف ويعرفن أن المكاتب التي يعملن فيها هدفها الأول والأخير الربح لصاحب المكتب وتجميع المال من قبلهن أو التحويل للزوج دون مراعاة للجانب الإنساني في الموضوع. وهن يعرفن حسب رواياتهن أن وجودهن خفف العبء عن بعض ربات المنازل، وأن الحاجة لتواجدهن للضرورة القصوى حسب احتياج ربة المنزل، وأنه ما أن ينطلق بهن "مامان" أو "راجو" أو "بشير" في باص مكتب التنظيف لا يعرفن أي نوع من "الماما" سيقابلن، فكل يوم "ماما" جديدة على قول "لولي" التي تؤكد أن مشكلتهن في أنه عادة ما تكون ربة البيت قد أجلت أعمال المنزل الأسبوعية لتقوم الإندونيسية ذات ال50 كيلو جراما بالانتهاء منها في خمس ساعات بحجة أنها ستأخذ مئة ريال. الجوازات لن تتساهل من جانبه، قال مدير جوازات منطقة نجران العقيد مفرح بن عايد العنزي ل"الوطن": إن الجوازات لن تتساهل مع كل من يقوم بتشغيل خادمة بطريقة غير نظامية. مؤكدا في ذات السياق أن العقوبة ستكون غرامة بواقع 5 آلاف ريال تصل إلى 50 ألف ريال مع التشهير والسجن، وتشمل المشغل لها والكفيل معا. فيما ستكون الغرامة بواقع 10 آلاف ريال والتشهير والسجن شهرا لمن يشغل خادمة مجهولة مع الترحيل. وحذر العنزي المواطنين من تشغيل الخادمات أو إيوائهن بطريقة غير نظامية. وأكد أن الجوازات ستقوم بتكثيف جولاتها الميدانية للمراقبة والقضاء على هذه الظاهرة سواء في شهر رمضان أو غيره.