تندّرت الصحف البريطانية الاسبوع الماضي على العرب، وتحديداً بعض الاثرياء منهم، الذين شحنوا سياراتهم غالية الثمن من بلدانهم «الحارة» إلى برودة لندن النسبية وراحوا يستعرضونها امام اشهر فنادق العاصمة البريطانية من دون خشية من «حرامية السيارات» او حسد الحساد او حتى ضباط الشرطة الذين كانوا بالمرصاد لممارسات غير مقبولة، مثل التوقف في امكنة ممنوعة او على الارصفة من دون الاخذ بالاعتبار اشارات تنظيم السير او الوقوف في الشوارع الرئيسية. واطلقت صحيفة «ايفننغ ستاندارد» المسائية على هؤلاء تعبير «اثرياء المتعة»، الذين يريدون التباهي بثرواتهم امام الغير على الرغم من انهم لا يملكون ما يكفي للتباهي بامكانية الدفاع عن بلدانهم امام الاطماع الخارجية. ومن الامثلة التي نُشرت ووثقت، صورة نُشرت على صدر الصفحة الثالثة الرئيسية للاخبار السياسية في العاصمة تُظهر سياراتين فضيتين من نوع «مرسيدس مكلارين» وسعرها 535 الف استرليني، و«بوغاتي» التي يماثل سعرها المبلغ السابق ايضاً، حملتا ارقاماً قطرية توقفتا امام فندق «بيركلي» الفخم في منطقة نايتسبريدج. ونقلت الصحيفة عن احد العاملين في الفندق ان السيارتين تعودان إلى الشخص نفسه ويستخدم احداها للتنقل مع خطيبته والثانية للتنقل مع الصديقة! ولم تذكر الصحيفة اي اسم ولم تنشر الرقم الحقيقي للسيارة. وفي مكان آخر من الصفحة نشرت صوراً لسيارات من نوع «لامبورغيني» و«فيراري» و«كويننيغسيغ سي سي اكس آر» وغيرها، وهي تحمل ارقاماً قطرية وخليجية اخرى متوقفة امام محلات «هارودز»، وقد كبلت الشرطة اطاراتها لمنعها من الحركة قبل دفع غرامة كبيرة لمخالفتها اشارات ممنوع التوقف. ومع ان الصحيفة تحدثت عن ان الاثرياء عادوا إلى تمضية وقتهم في لندن بعد انتهاء «ازمة الائتمان»، الا انها سخرت من التنافس بين الاثرياء العرب والروس على اظهار ثرواتهم عبر عرض سياراتهم المميزة امام الفنادق والمطاعم ومحلات الالبسة الفاخرة. واشار مراسل الصحيفة إلى ان السيارات الفاخرة جداً والمميزة التي لاحظ تواجدها قرب فنادق «كارلتون تاور» و«بيركلي» و«هايد بارك» ليل الخميس الماضي كان يتجاوز العشرين وحملت ارقاماً قطرية وسعودية وكويتية واماراتية. يُشار إلى ان كلفة التأمين على سيارة مرسيديس فاخرة لمدة شهر في لندن تتجاوز 23 الف استرليني مع اضافة 7500 جنيه لانها غير مركونة في مرآب، بينما تصل كلفة تأمين «بوغاتي» إلى 58 الفاً، اضافة إلى 15 الفاً للمرآب، ولا يتجاوز سعر تأمين «لامبورغيني» 14 الفاً مع زيادة خمسة آلاف للمرآب.
