أمير المنطقة الشرقية يدشن منتدى "الاستثمار البيئي 2024"    جدة.. زراعة أكثر من 15 ألف شجرة خلال الربع الأول من 2024    رونالدو يسجل أرقام قياسية بعد الهاتريك    "عطاء التعليمية" تدشن المبنى المطور للمرحلة الثانوية بمدارس الرواد بالرياض    السعودية تستضيف اجتماعيّ المجلس التنفيذي والمؤتمر العام ل"الألكسو" بجدة    20 ألف مستفيد من خدمات مستشفى الأسياح    ( مسيرة أرفى ) تعلن عن إنطلاق فعاليات شهر التصلب المتعدد    الأمم المتحدة تكشف: آلاف السودانيين يفرون يوميا من جحيم الحرب    "تعليم تبوك" و"أرامكو" يطلقان حملة توعوية للوقاية من الحرائق    80 شركة تشارك بمعرض المنتجات الوطنية السعودية بقطر    المملكة تعين وتروي المحتاجين حول العالم    الإيرادات تقفز بأرباح "تداول" 122%    رونالدو: لا أركض وراء الأرقام القياسية    "ميدياثون الحج والعمرة" يختتم أعماله    تنمية جازان تفعل برنامجًا ترفيهيًا في جزر فرسان    توقعات بهطول أمطار رعدية خفيفة على معظم مناطق المملكة    اللحوم والبقوليات تسبب "النقرس"    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    القبيلة.. وتعدد الهويات الوطنية    «المظالم» يخفض مدد التقاضي و«التنفيذ» تتوعد المماطلين    الأرصاد: توقعات بهطول أمطار على أجزاء من منطقة الرياض    تعديلات واستثناءات في لائحة ضريبة التصرفات العقارية    يسله وجيسوس يحذران المهددين من «الإنذارات»    «الجمارك»: استيراد 93,199 سيارة في 2023    «مهندس الكلمة» عاصر تحولات القصيدة وغيَّر أبعاد الأغنية    البدر «أنسن العاطفة» و«حلّق بالوطن» وحدّث الأغنية    «السبع» تتخلى عن مصادرة أصول روسيا    السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي    بأمر خادم الحرمين.. تعيين 261 عضواً بمرتبة مُلازم تحقيق في النيابة العامة    «كاكا» الصباغ صرخة سينمائية مقيمة    معالي الفاسد !    عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. طريق الاستقلال !    لا تظلموا التعصب    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    وفاة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود    منح تصاريح دخول العاصمة المقدسة    الذهب يتأرجح مع تزايد المخاوف بشأن أسعار الفائدة    الهلال يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة الأهلي    الطائي يتعادل مع الخليج سلبياً في دوري روشن    بتنظيم وزارة الرياضة .. "الأحد" إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي    القيادة تعزي رئيس الإمارات وتهنئ رئيس بولندا    تقدير الجهود السعودية لاستقرار السوق العالمية.. المملكة تعزز تعاونها مع أوزبكستان وأذربيجان في الطاقة    "زرقاء اليمامة".. أول أوبرا سعودية تقدم تفسيراً لإحدى أقدم الأساطير    موسكو: «الأطلسي» يستعد لصراع محتمل    مفاوضات هدنة غزة.. ترقب لنتائج مختلفة    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية    يجنبهم التعرض ل «التنمر».. مختصون: التدخل المبكر ينقذ «قصار القامة»    انطلاق فعاليات «شهر التصلب المتعدد» بمسيرة أرفى    النملة والهدهد    «ذبلت أنوار الشوارع.. وانطفى ضيّ الحروف»    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    أمير الجوف يعزي معرّف جماعة الشلهوب بوفاة شقيقه    وزير الخارجية: السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة «التعاون الإسلامي» وتطويرها    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المساجد التاريخية بالمدينة المنورة معالم إسلامية يفوح منها عبق النبوة
نشر في نجران نيوز يوم 19 - 04 - 2013

تزخر المدينة المنوّرة عاصمة الإسلام الأولى وعاصمة الثقافة الإسلامية للعام الحالي التي تهفو إليها قلوب المسلمين في جميع أنحاء المعمورة ويتطلعون إلى زيارتها للصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب العلم فيه، بالعديد من المساجد التاريخية التي جاء في الأثر أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم أدوا الصلاة فيها , أو كانت عامرة بنزول الوحي، أو كونها مصل أو مقيلا أو مبيتا للنبي صلى الله عليه وسلم أو كونها معلما تراثيا تاريخيا وطرازا معماريا متفردا.
ويحرص زوار المدينة المنورة من ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها على التجول في تلك المعالم حيث يفوح عبق النبوة وبما يعيد إلى أذهانهم الذكريات العطرة ، والصور الرائعة للسيرة النبويّة على هذه الأرض المباركة.
مسجد قباء
ويأتي في مقدمة تلك المساجد مسجد قباء الذي يعد أول مسجد أسس على التقوى وأكبر المساجد بالمدينة المنورة بعد المسجد النبوي ويقع في الجنوب الغربي من المدينة المنورة، وكان على شكل مربع طول ضلعه 40 متراً وفيه قبة يقال إنه مكان مبرك ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن آثار المسجد القديم حجر منقوش بالخط الكوفي القديم يبين تاريخ عمارة المسجد عام 435ه، ويبعد مسجد قباء عن المسجد النبوي الشريف مقدار نصف ساعة بالمشي المعتدل وشارك الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في بنائه بنفسه، ثم جدده الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وزاد فيه، ولما اعتراه الخراب جدده من بعده الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز عندما كان أميراً على المدينة المنورة. وأقام له المئذنة في الفترة من 87 / 93 ه .
وفي سنة 435 تم وضع المحراب به ،وفي عام 555 ه جدده كمال الدين الأصفهاني، ثم جددت عمارته عدة مرات في الأعوام 671 – 733 -840 -881 ه في زمن الدولة العثمانية , وكان آخرها في عهد السلطان محمود الثاني وابنه السلطان عبد المجيد عام 1245 ه .
وفي العهد السعودي الزاهر تمت توسعة المسجد ليستوعب عشرين ألف مصل، وقامت الجهات المعنية بنزع ملكية الأراضي والعقارات المحيطة به وكلفت أحد أمهر المكاتب الهندسية المتخصصة في العمارة الإسلامية لتصميم المسجد على نسق المسجد القديم.
والمسجد مستطيل الشكل روعي في تصميمه أن يكون به فناء داخلي يتوسط المسجد تفتح عليه جميع المداخل، وخصص الجزء الشمالي منه مصلى للنساء بمداخل منفصلة وبعيدة عن مداخل الرجال، وهو من دورين ،وللمسجد 4 مآذن وبه 56 قبة وملحق به سكن للأئمة والمؤذنين ومكتبة , و تبلغ مساحة أرض المسجد 13500 متر مربع ومساحة مبانيه 5860 متراً مربعاً خصص منها للنساء 7000 مصل .
أما مسجد الجمعة الشهير فقد سمّي بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم ،صلى فيه أول جمعة حين أقبل من قرية قباء متجهاً إلى المدينة، وأطلق عليه ”مسجد بني سالم” لوقوعه في حي بني سالم بن عوف من الأنصار، كما قيل عنه ”مسجد الوادي” حيث قال ابن إسحاق: إن الجمعة أدركته صلى الله عليه وسلم في وادي رانوناء يعني بني سالم.
كما يقال عنه مسجد ”عاتكة”، كما روى ابن أبي شيبة أن أول جمعة جمعها النبي صلى الله عليه وسلم حين أقبل من قباء إلى المدينة في مسجد بني سالم، وسمي أيضاً ”مسجد القبيب”، حيث مرّ النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم على بني سالم فصلى فيهم الجمعة في القبيب، والمقصود أن موضع المسجد يقال له ”القبيب” ونطق بالغين أي ”الغبيب” ويقع في وادي الرانوناء في شرق الطريق المستحدث إلى قباء.
ويبقى مسجد القبلتين أحد أبرز المعالم في طيبة الطيبة ، ويطلق عليه مسمى مسجد بني سلمة لوقوعه في قرية بني سلمة، وسمي بذلك لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر بتحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة فيه.
ويقع المسجد على هضبة مرتفعة من حرة الوبرة في طرفها الشمالي الغربي بالنسبة للمدينة، ويشرف على عرصتي وادي العقيق بمساحة 3920 متراً مربعاً.
وتحتضن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً، مسجد الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري أومسجد السجدة الواقع في الجهة الشمالية من المسجد النبوي، وسمي بمسجد السجدة لسجود الرسول صلى الله عليه وسلم فيه سجدة طويلة، كما يقال له مسجد الشكر لسجود النبي فيه سجدة الشكر، ويقال عنه مسجد البحيري لوقوعه عند بستان النخيل الذي عرف بالبحير، ومسجد السواف.
وفي الشمال الغربي من المدينة المنورة يوجد مسجد الشيخين الذي سمي بذلك لوقوعه في موضع الشيخين، وهو موضع بين المدينة وبين جبل أحد على الطريق الشرقي مع الحرة إلى جبل أحد، كما يقال أن ثنية الشيخين موضع بالمدينة عسكر فيه جيش المسلمين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة خروجه لقتال المشركين في أحد، ويقال له مسجد ”البدائع” كما ورد في حديث أم سلمة رضي الله عنها، كما يقال له مسجد ”العدوة” لوقوعه على جانب الوادي وحافته.
مسجد الغمامه
ويعد مسجد الغمامة أو مسجد المصلى الواقع بالقرب من المسجد النبوي وبالتحديد الجنوب الغربي منه من أبرز مساجد المدينة المنورة ، ويبعد نصف كيلو متر من باب السلام في المسجد النبوي، ونحو 305 أمتار من التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي، وكان يصلى فيه صلاة العيدين حتى أواخر القرن التاسع، ثم نقلت إلى المسجد النبوي الشريف.
وعلى بعد 385 مترا شمالي مقبرة بقيع الغرقد يقع مسجد الإجابة الذي لا يَبعد كذلك عن المَسجد النّبويّ بعد توسعته إلا بضعة أمتار فقط من الجهة الشمالية الشرقية له ، واشتهر هذا المسجد بهذا الاسم – يعني الإجابة – لحادثة رواها مسلم في صحيحه حيث قال: روي ان رسول الله أقبل ذات يوم من العالية حتى مرّ بمسجد بني معاوية ودخل فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربّه طويلاً، ثم انصرف إلينا، فقال: ” سألت ربّي ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالسّنة ( الجدب، وهو انقطاع المطر) فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالفرق (الفزع ) فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها .
ويتموضع مسجد الميقات ضمن امتداد وادي العقيق وهو واد مبارك كما أطلق عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصبح موقعًا للإحرام لمن يريد الحج أو العمرة , ويعرف هذا المسجد بعدة أسماء فهو مسجد الإحرام أو الميقات لأن أهل المدينة والذين يمرون عليه من غير أهلها يحرمون منه للحج وهو من المواقيت التي حددها النبي ، كما يعرف بمسجد آبار علي وسُمّي بهذا الاسم لأن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قام بحفر آبار عندما أقام في ذي الحليفة في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان ، كما يعرف باسم مسجد الشجرة ومسجد المعرس .
ويقع المسجد على الجانب الغربي من وادي العقيق ويبعد عن المسجد النبوي الشريف قرابة 14 كيلو مترا وبني في عهد عمر بن عبد العزيز عندما كان والي إمارة المدينة عام 87 /93 ه وجدد في العصر العباسي ثم جدد في العصر العثماني في عهد السلطان محمد الرابع عام 1058ه 1099ه وكان صغيرًا جدًا مبنيًا من اللبن والحجارة ولم يكن الحجاج والمعتمرون في المواسم يجدون راحتهم فيه فأمر الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – بتجديده وتوسعته.
ومع زيادة عدد الحجاج والمعتمرين صدرت الأوامر بمضاعفة حجم مسجد الميقات عدة أضعاف وتزويده بالمرافق اللازمة فأصبح المسجد محطة متكاملة للمسافرين إذ بُني على شكل مربع مساحته 6.000 متر مربع , ويتكون من مجموعتين من الأروقة تفصل بينهما ساحة واسعة مساحتها ألف متر وله أقواس تنتهي بقباب طويلة يبلغ ارتفاعها عن الأرض 16 متراً ويتسع المسجد ل 5000 مصلٍ , وللمسجد مئذنة متميزة على شكل سلم حلزوني ارتفاعها 62 مترًا .
وتتصل بالمسجد مباني الإحرام والوضوء كما بني من جهته الشرقية سوق لتأمين حاجات الحجاج وأنشئت في الجهة الغربية منه مواقف سيارات وحديقة فسيحة ذات أشجار ونخيل أعطت الموقع لمسة جمالية رائعة .
ومن أهم المعالم التي يزورها القادمون إلى المدينة المنورة من ضيوف الرحمن زوار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم كل عام المساجد السبعة التي هي وفقا للروايات ستة مساجد وليست سبعة ولكنها اشتهرت بهذا الاسم وتقع في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها قريش والقبائل المتحالفة معها سنة 5 للهجرة.
ويروى أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وسمي كل مسجد باسم من رابط فيه، عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
ويعد مسجد الفتح أكبر تلك المساجد وسمي بهذا الاسم لأنه وفقا للروايات كان خلال غزوة الأحزاب مصلى لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ، أو لأن تلك الغزوة كانت في نتائجها فتحاً على المسلمين.
مسجد الفتح
وقد بناه الخليفة عمر بن عبدالعزيز في فترة إمارته على المدينة بالحجارة ثم جدد مرة أخرى بأمر الوزير سيف الدين بن أبي الهيجاء ثم أعيد بناؤه في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول , وفي القرن ال 14 الهجري سميت بالسبعة المساجد بعد أن أعيد بناء مسجد بني حرام الأثري في امتداد ساحة جبل سلع وفي الجهة الجنوبية من المساجد الستة وذلك في النصف الثاني من القرن ال 14 الهجري.
ومن المساجد السبعة مسجد سلمان الفارسي الذي يقع جنوبي مسجد الفتح مباشرة وعلى بعد 20 متراً منه فقط في قاعدة جبل سلع، وسمي باسم الصحابي سلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزوة الأحزاب وهو يتكون من رواق واحد طوله وعرضه 7م ودرجة صغيرة عرضها متران.
مسجد سلمان الفارسي
وبني هذا المسجد في إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة أيضاً، وجدد بأمر الوزير سيف الدين أبي الهيجاء عام 575ه, وأعيد بناؤه في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول , إلى جانب مسجد أبي بكر الصديق الذي يقع جنوب غربي مسجد سلمان على بعد 15 متراً منه وبني وجدد مع المسجدين السابقين وقد هدم الآن ليعاد بناؤه وتوسيع مساحته , ويليه مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه جنوباً على بعد 10 أمتار منه فقط، وهو على شكل رواق مستطيل وله رحبة غير مسقوفة على صورته، يرتفع عن الأرض ثماني درجات، وطريقة بنائه تطابق بناء مسجد الفتح، وربما يكون قد بني وجدد معه.
ومن هذه المساجد السبعة مسجد علي بن أبي طالب ويقع شرقي مسجد فاطمة على رابية مرتفعة مستطيلة الشكل طوله 8.5 أمتار وعرضه 6.5 أمتار وله درجة صغيرة, و بني هذا المسجد وجدد على الأرجح مع مسجد الفتح .
وآخر هذه المساجد السبعة مسجد فاطمة الزهراء الذي يسمى في المصادر التاريخية مسجد سعد بن معاذ، وهو أصغر مساجد هذه المجموعة مساحته تقريبا 12 متراً مربعاً وله درجة صغيرة , وآخر بناء له على نمط أبنية المجموعة نفسها .
وقد رممت هذه المساجد جميعها في الوقت الحاضر مع المحافظة على شكلها التراثي , كما قامت أمانة المدينة المنورة بتحسين المنطقة وتشجيرها فغدت كأنها حديقة واسعة تتخللها مبان صغيرة.
ومن بين مساجد المدينة الأثرية مسجد العنبرية وبناه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1326ه 1908م ، ليكون جزءاً من مشروع محطة قطار الحجاز (الذي يربط بين المدينة ودمشق) وبنيت في ضاحية العنبرية بالمدينة المنورة، فحمل المسجد والمحطة اسم المنطقة.
وجاء إنشاء هذا المسجد على الطراز العثماني التقليدي في المساجد متوسطة الحجم، حيث ترى سقيفة للمدخل تقوم على أعمدة ذات تيجان بمقرنصات وعقود مدببة، تحمل قبابا نصف كروية صغيرة، وتحف السقيفة منارتان رشيقتان أسطوانيتان، لكل منهما شرفة مؤذن واحدة، يعلوها مخروط مصفح بالرصاص.
وندلف من المدخل إلى بيت الصلاة مربع الشكل البالغة مساحته 100متر , والمغطى بقبة واحدة كبيرة، مزخرفة من الداخل بزخارف نباتية ملونة عثمانية الطراز، تنتمي إلى تلك المرحلة التي تأثر فيها الطراز العثماني بالأنماط الزخرفية والأوروبية خاصة الباروك والروكوكو، ولا يوجد بالمسجد منبر، لأنه لا تؤدى فيه الجمعة.
وقد استعملت المواد المحلية في التنفيذ، فنرى المسجد من الخارج أسود اللون، نتيجة بنائه بحجر البازلت البركاني المدني المعروف في المدينة بالحجر الحراوي، وهو من أشد الحجارة صلابة، وقد استخدمه العثمانيون قبل ذلك في بناء الجزء المجيدي من الحرم النبوي الشريف، وربما كان ذلك سببا في صمود المسجد إلى اليوم، وطلي من الداخل في العهد السعودي باللون الأبيض، بينما كسي القسم الأسفل من حوائطه من الداخل بالرخام الأبيض لتطويعها لتتناسق مع كونه مبنى تراثيا ، وزود بأجهزة التكييف ووحدات الإضاءة الداخلية والخارجية.
ويقع مسجد السقيا في المدينة المنورة بباب العنبرية، وبالتحديد داخل سور محطة السكة الحديد، ويقابل حاليًّا مبنى أمانة المدينة المنورة, وهو مسجد صغير تعلوه 3 قباب، ويقع على مساحة 56 مترًا، بلا مئذنة، وتصميم بنائه عثماني ، وأعيد ترميم المسجد في العهد السعودي سنة 1423 – 1424 ه .
مسجد السقيا
وترجع تسميته لوقوعه قرب ” بئر السقيا ” الذي كان ملكًا للصحابي سعد بن أبي وقاص، وتوضأ منها الرسول صلى الله عليه وسلم وشرب ، وكان يستسقى له منها، وعندما خرج عليه الصلاة والسلام ، متوجهًا إلى بدر، عرض في ذلك المكان جيشه وصلّى ودعا لأهل المدينة بالبركة، وقال : اللهم إن إبراهيم خليلك وعبدك دعاك لأهل مكة، وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة مثل ما دعاك به إبراهيم لمكة ، ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم، ومدّهم، وثمارهم، اللهم حبب إلينا المدينة، كما حببت إلينا مكة، اللهم إني حرّمت ما بين لابتيها كما حرّمت على لسان إبراهيم الحرم “.
أما مسجد المنارتين في المدينة المنورة فسمي بذلك لوقوعه قرب الجبلين المعروفين بالمنارتين، ويقع علي يمين طريق مكة القديم بين مسجد العنبرية والطريق الدائري الثاني , وكان عباره عن رضم حجارة. ونظرا لأهميته التاريخية أعيد بناؤه وتوسعته في العهد السعودي سنة 1424هجرية – 2003 م .
مسجد الشمس ( الفضيخ ) تم هدمه
وهناك مساجد عديدة في المدينة المنورة، كمسجد بني ظفر الذي يقع في طرف حرة واقم الغربي شرق المدينة، ويبعد عنها من باب الجمعة (البقيع) نحو 15 دقيقة، ومسجد الفضيخ (مسجد الشمس) الذي يقع في شرق منطقة العوالي قريباً من الحرة الشرقية، ولا يزال معروفا بهذا الاسم، كما سمّي بمسجد الشمس لارتفاع موقع المسجد، وطلوع الشمس عليه أول طلوعها.
ومن هذه المساجد، مسجد بني دينار ”المغيسلة”، كما يوجد مساجد العصبة، غرب مسجد قباء، والقشلة أو العسكر، والمنارتين في طريق العقيق، وعروة في العقيق، والمعرس في ذي الحليفة، وبنات النجار في قباء، ومشربة أم إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وتوجد مساجد أخرى، مثل مسجد عرفات أو مسجد العمرة بقباء، ومسجد المستراح، ويقع إلى يسار الطريق المؤدي إلى قبر سيد الشهداء وجبل أحد، وكذا مسجد سيد الشهداء، ومسجد الثنايا أو قبة الثنايا وهو الموضع الذي كسرت فيه ثنايا النبي صلى الله عليه وسلم وشجت رأسه صلوات الله وسلامه عليه يوم غزوة أحد، كما يوجد، مسجد جبل أحد أو الفسح، ومسجد البقيع أو أبي بن كعب رضي الله عنه أو مسجد بني جديل، ومساجد بني قريظة، وبني ساعدة، وفيفا الخيار.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – اعيد بناء وتجديد وفرش جميع تلك المساجد مع الحفاظ على الطراز المعماري الإسلامي الخاص بها،لتظل شاهدا على حرص قيادة هذه البلاد منذ توحيدها على رعاية بيوت الله والعناية بها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.