تعتبر الحاجة الى التقدير من الحاجات الأساسية للإنسان (ماسلو)، وبطبيعة الحال فإن المكانة الاجتماعية تشبع هذه الحاجة بما تمنحه من اهتمام وتقدير ومجاملة لصاحب المكانة الاجتماعية،ويشير مفهوم المكانة الاجتماعية الى قيمة المرء وأهميته في أعين أفراد المجتمع . وتمنح المجتمعات المكانة الاجتماعية لأفرادها حسب محددات يختص بها كل مجتمع ، ففي بعض المجتمعات تمنح المكانة لأفراد العائلات النبيلة ورجال الدين والتجار وفي مجتمعات أخرى تمنح المكانة لشيخ القبيلة والرجل الأكثر أبناء والفرسان والمحاربين، وفي بعض المجتمعات للمفكرين والادباء والعلماء . اما في المجتمع السعودي مرت محددات المكانة الاجتماعية بثلاث مراحل : مرحلة ما قبل التنمية، وتذهب فيها المكانة لصاحب الأصل والنسب وشيوخ الدين وكبار السن وعدد الأبناء ، ثم مرحلة ما بعد التنمية ومنحت المكانة لصاحب المنصب والشهادة العلمية مع استمرار مكانة النسب والدين ، وأخيرا مرحلة ما بعد العولمة وفي هذه المرحلة توجهت المكانة الاجتماعية لصاحب المال والمظاهر والشهرة والموهبة . ولطلب المكانة الاجتماعية جانبين : جانب طبيعي متوازن يتمثل في الطموح والرغبة في تحقيق الإنجازات والتشجيع على التفوق وتحقيق توقعات المجتمع وفق معايير النجاح المتفق عليها من قبل الجماعة، وهذا غالبا ما يكون دافع إيجابي ومحرك نحو الإنجاز والمشاركة في عملية التنمية . والجانب الآخر هو الجانب المرضي القادر على افساد حياة الأشخاص، وهو خشية الفشل في مجاراة القيم التي وضعها المجتمع للنجاح (الشهرة ،النفوذ ، المال) ، وهذا يسبب قلق صادر عن أهمية موقعنا على السلّم الاجتماعي ، وذلك لأننا نرى أنفسنا بحسب ما يرانا الآخرون ، وعند الإخفاق في تحقيق المكانة المطلوبة على ذلك السلم ، ينشأ عن ذلك وعي مؤذي بالعجز عن اقناع المجتمع بمكانتنا وقيمتنا ، والنظر للناجحين ( حسب معاييرالمجتمع بالطبع !! ) بمرارة والى انفسنا بالخزي والعار . ومؤخرا يظهر جليا طلب المكانة الاجتماعية في سلوك الافراد خصوصا في سلوكهم الاستهلاكي ، وذلك ان السلوك الاستهلاكي التفاخري استخدمته الطبقة المترفة لتضع فاصلا بينهم وبين الطبقات الأدنى ، واستخدمته الطبقات الأدنى لتحاول التقرب من الطبقات المترفة أملا في تحقيق المكانة الاجتماعية، ونتج عن ذلك مجتمع يتسم بهدر الكثير من المال والوقت ، يستخدم الاستهلاك لطلب المكانة . يعرف مفهوم الاستهلاك التفاخري بانه شراء سلع وخدمات باهظة الثمن لمجرد استعراض الثروة والنفوذ ، وليس لتلبية حاجات حقيقة للفرد . رسائل : - لكي لا تكون ترس في آلة الرأس مالية الجشعة، عليك أن لا تربط مكانتك بقدر ما تملك وتستهلك، بل بقدر ما تقدم لهذا العالم من قيم أخلاقية عالية. - استمتع بالأشياء البسيطة ووجه انتباهك اليها . - أياك والاعتقاد بأنك لست جيدا كفاية، فالناس سيعاملونك بالقدر الذي ترى به نفسك . - قدر ذاتك ، فعظمة الأشياء تبدأ من ذاتها . - نحن نشتري أشياء لا نحتاج اليها ، لنبهر أشخاص لا نحبهم .