اليوم الوطني يوم ارتأته ولاة أمورنا لذكرى تأسيس هذا الكيان العظيم الذي هدم الشرك وبدّله بالتوحيد فنحن منذ قيام هذه الدولة حرسها الله لم نرى قبراً وضريحاً يطاف عليه ويعبد من دون الله ، فهذا الكيان الموحد جدد التوحيد وأسس العدل والمساواة وزرع الود والمحبة بين أبناء هذه البلاد العريضة فالحجاز ونجد والشمال والجنوب أخوة متحابون لا فرق بين أحد من أفراده لطالما أنه يحمل هويته الوطنية ويكن والولاء لهذا البلد المعطاء وقيادته الحكيمة ، فهذا اليوم هو فرحة لامثيل لها لنا ولقادة هذا البلد الطاهر ولجميع المتعايشين على أرضه المتنفسين لهوائه القاطنين تحت أمنه، خصوصا أنه أتى مباشرة بعد النجاح الباهر لموسم حج هذا العام وأخراس الألسن الحاقدة المهددة لأمنه وأمانه ، ومع أن جهاتنا الشرعية أصدرت فتاوى بعدم جواز الإحتفال بأي يوم كان وجعله عيدا غير عيدي الفطر والأضحى ، إلا أنه لا يمْنع أن يصنع في هذا اليوم احتفالات وتمجيدا لا تصل لحد تمجيد العيدين وإحياء مراسيمها وسننها الشرعية ، بأن يذكر في هذا اليوم وغيره رحمة الله عز وجل بهذه البلاد بتسخير هذه الحكومة العادلة وتنصيب هؤلاء القادة الأمناء التي تسهر ليلها لخدمة الشعب الكريم . وددت في هذا اليوم أيها الأخوة أن نرى تمييزا للمتميزين فتكريمهم على اختلاف أعمالهم ومنجزاتهم وأماكن سكناهم ، وودت لو كانت هناك جائزة للأفضل من العاملين الساعين على رقي وتطوير هذا الوطن طوال العام تقدم هذه الجائزة في هذا اليوم في كل محافظة ومدينة ومنطقة لبث روح التنافس والإنجاز في نفوس الأجيال لتقديم ماهو نافع لأبناء هذه البلاد الكريمة. وهناك من الأفكار الكثير والكثير التي تصب في المصلحة العامة وتتماشى مع روح اليوم الوطني، فاليوم الوطني هو وطني بامتياز وينبغي أن تسخر جميع فعالياته بمايخدم أفراده وينمي ويزيد من إنجازاته ويغرس الفضيلة والتميز في نفوس أبنائه وأجياله. وإنه ليسوء الجميع من يصطاد مثل هذه المناسبات الفاضلة لتسويق الرديء من البضائع أو صنع الدعاية الكاذبة لمنتجات لم تنل إعجاب أفراد الشعب في غير يومه الوطني تحت شعار حب الوطن ولأجل الوطن ، فقد يكون هذا الكسب حراما من حيث لا يشعر مريده. اليوم الوطني أيها الأحبة ليس مهرجانات فارغة من الانتماء ، فارغة من روح الرسالة التي تبنتها حكومة هذا الوطن وبذلت لأجل تحقيقها الغالي والنفيس. اليوم الوطني أيها الشباب ليس تكتلات للعشرات بل للمئات والتسكع روحة وجيئة في الأسواق لاشغال رجال الهيئة ورجال الأمن بما لا طائل من ورائه من معاكسات ومخالفات انتهازا لمسمى اليوم الوطني. كم وددت أيها الأخوة في اليوم الوطني أن يوظف الشباب طاقاتهم في خدمة الصالح العام بزيارة المؤسسات الخدمية والتعرف على عليها ومد يد المساعدة لها في الحدود الممكنة ، وزيارة الجمعيات الخيرية والمشاركة في أنشطتها المباركة. هكذا ننعم جميعاً ونسعد بيومنا الوطني وبكثير من الأفكار الجميلة والرائعة أسأل الله عز وجل أن يديم علينا أمن الوطن وأمانه. وأشكر لكم متابعتكم