في يوم الجمعة الموافق 4-8-1436ه وأثناء أداء مواطنو ومقيمو بلدة القديح بمحافظة القطيف السعودية لصلاة الجمعة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) أقدم أحد الإرهابيين ومغسُولي الدماغ من قبل تنظيم داعش الإرهابي بتفجير نفسه بحزام ناسف معتقدا كما أوهموه أنه سينال الشهادة بهذا التصرف وستكون الحور العين في انتظاره بمجرد تفجير نفسه في بيت من بيوت الله وبين مصلين سعوا إلى ذكر الله وأقبلوا إلى الله بقلوبهم قبل تركهم لأعمالهم وبيعهم وشرائهم . ومن هنا يظهر للأسف أن جميع الأشخاص المجندين لدى تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية لم يستخدموا عقلهم الذي ميَّز الله به الإنسان عن بقية المخلوقات وأصبحوا فقط أداة تنفيذية تفجيرية لمخططات ومؤامرات خارجية لمحاولة نشر الهيمنة والسلطة على المنطقة العربية . وقد يخيَّل للبعض أن الجماعة الإرهابية التكفيرية والمسماة ب " داعش " ليس لها علاقة بإيران وذلك لأنه من إحدى أهداف نشأت هذا التنظيم الوقوف ضد التمدد الصفوي الإيراني في العراق والشام ، ولكن من يتابع الأحداث هناك يرى عكس ذلك تماما بل يرى أن هنالك تعاون بين تنظيم داعش الإرهابي وبين تنظيم حزب الله الإيراني ضد ما يسمى ب " جبهة النصرة " والتي هي فرع من فروع تنظيم القاعدة الإرهابي والتي يفترض أيضا أنها تشاركه في الفكر والأهداف ، وهذا دليل من دلائل وقليل من كثير لإثبات أن تنظيم داعش هو صنيعة استخبارات " غبية " !! فجميع مخططاتها ونواياها مكشوفة لمن ميَّز الأمر بعقله الذي وهبه الله إياه . فبعد تبني تنظيم داعش الإرهابي التفجير الذي وقع ببلدة القديح ، وبعد أن تبين أن المادة المستخدمة في هذا التفجير هي نفس المادة الممنوعة التي حاول بعض الحجاج الإيرانيون إدخالها إلى المملكة في موسم حج عام 1406ه بأمر من القيادة الإيرانية بهدف تخريب المقدسات الإسلامية والنيل من أمن واستقرار وسلامة حجاج بيت الله الحرام ، وبعد أن تبيَّن أيضا أن المادة المستخدمة في هذا التفجير هي نفس المادة التي كان ينوي تهريبها قبل أيام من البحرين إلى المملكة العربية السعودية وتم القبض على من كان يحاول تهريبها من خلال جسر الملك فهد الرابط بين البلدين ، وبعد أن أوضح لنا العميد : بسام عطية في المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الداخلية عن حجم الاستهداف من قبل الجماعات الإرهابية وعن الإستراتيجية التي يعمل ويسعى لتنفيذها تنظيم داعش الإرهابي وذلك بتقسيم المملكة إلى خمس قطاعات والعمل في كل قطاع على نشر الذعر والتخريب ونشر الفتنة الطائفية وهو ما يؤكده حادث القديح والدالوة من قبله ، يتضح لنا جميعا أن هنالك مؤامرة خارجية كبيرة ومكثفة لمحاولة تفكيك اللُحمة الوطنية التي تميز الشعب السعودي عن غيره وأيضا لمحاولة زعزعة الأمن وتخريب ممتلكات الوطن . ومن خلال هذا التوضيح يجب علينا جميعا أن نقف في وجه هذه المخططات والمؤامرات الخارجية الدنيئة والفاشلة بإذن الله وعدم السماح لهم بتحقيق أهدافها من خلالنا أو من خلال غيرنا . فلله الحمد والمنَّة المملكة العربية السعودية قوية بدينها وبقيادتها وبشعبها وباقتصادها وبمساحتها التي أشبه ما تكون بقارة بحد ذاتها وهي قوية أيضا بترابط شعبها الذي سطر كل مظاهر الترابط والإخاء والمحبة في أحداث حادثة القديح وذلك عندما دعت الحاجة إلى التبرع بالدم لمصابين التفجير الإرهابي ، ذهب جميع أبناء الوطن من جميع المناطق والمذاهب ، وهذا الشيء لن يقدر بحول الله على هزه أو تغييره أحد . ولقد استمعنا قبل أيام كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله والتي قال فيها بأن أنظمة الدولة تحقق العدل والمساواة وتكفل حرية التعبير وتتصدى لأسباب الفرقة ودواعيها ، وأنه لا فرق بين مواطن وأخر ولا بين منطقة وأخرى . وفي النهاية أوجه رسالة إلى كل علمائنا وإلى كل عضو هيئة تدريس بجامعة أو مدرسة وإلى كل أب وإلى كل أم وإلى كل مشاهير التلفاز أو كرة القدم ، المؤامرة مستمرة والتحريض مستمر والمسؤولية عليكم وعلينا جميعا كبيرة لنشر الوعي والثقافة والحس الأمني والترابط المجتمعي بين أبناء وبنات هذا المجتمع ، وأسأل الله أن يحمي المملكة العربية السعودية من كل مؤامرة وفتنة وأن يجعلها كما هي عليه دائما ذخرا للإسلام والمسلمين أجمعين … آمين بقلم : أ- نايف تجارالشاهي