على الرغم من عدم اهتمامي بالجانب الرياضي أو بمعنى أدق متابعتي النادرة له إلا بعض الحوادث والقضايا تثير اهتمامي كنوع من الاهتمام بالجانب الاجتماعي الذي أغرد في سربه طويلا. في مباراة الهلال والسد القطري كانت تلك الحادثة العابرة التي توالت على إثرها الأصداء بسبب مخالفة مشجع ونزوله لأرضية الملعب ، وهو الأمر الذي رافقه مطاردة من قبل رجال الأمن في الملعب الأمر الذي أدى لأن يتعرض ذلك المشجع للضرب وحدث ما حدث. بالأمس نشرت الصحف خبر إطلاق سراح ذلك المشجع من قبل هيئة التحقيق والإدعاء العام بينما هي الأخيرة أبقت رجل الأمن موقوفا لحين إنتهاء التحقيقات. أطلقت بوحا كان يتردد في داخلي وتزيد حروفه عن حروف التغريدة وقلت فيه متعجبا مستغربا : " المخالف للنظام يُفرج عنه ، ومن يٌؤمر بمعاقبة المخالف يبقى موقوفا ، أي ميزان تحكمون به يا قوم ؟ حادثة المشجع الذي ضُرب من رجل الأمن خير دليل" بمجرد إرسالي لذلك البوح شاركني الكثير من الزملاء والأساتذة الكرام بين مؤيد ومعارض لمن أعلنته الصحف ومنتقدا لما كتبته في ذلك البوح. ولعل كلمة " من يُؤمر بمعاقبة المخالف " كانت موضع حساسية للأمر في حين كان من الأفضل أن يكتب بدلا منها "بضبط المخالف" لتناسبها في هذا الموقف. المشجع أخطأ حين تجاوز الأنظمة وأخذ يجول ويصول في الملعب بينما رجل الأمن هو الآخر الذي أخطأ بالتصرف المتسرع وهو الضرب ، فكلاهما مخطئ الأول تجاوزا والآخر تسرعا. المحزن المبكي المضحك وكلها في آن واحد ، أن هناك فئة تقول: هذا المشجع مراهق ويحب الاستعراض والظهور وحماس شباب ومن المفترض أن لا يضربه رجل الأمن الذي وضعته هذه الفئة اقترف خطأ لا يغفر وسوء تصرف لا يغتفر. وفئة أخرى تقول أن رجل الأمن أدى ما عليه من واجب ومهام لو كان تصرفه خاطئا ، وألقت اللوم على المشجع الذي وصفته بالمقتحم والمتجاوز والذي يجب أن ينال العقوبة. وأنا أقول أن كلا من الطرفين مخطئ بسبب التجاوز أو سوء التصرف ولا ينبغي أن نرمي الكرة في ملعب أحدهما بالبراءة وفي الآخر بالاتهام ، لأن هذا أمر لا يقبله عقل ومنطق. وكان من المفترض من وجهة نظري المتواضعة أن لا يطلق سراح أحدهما بل يطلق سراحهما كليهما أو يبقيان رهن التوقيف حتى تحكم الجهة ذات الشأن بفرض الأحكام وهي المحاكم الشرعية تقريبا وتنتهي القضية وكل منهما عرف ما له وما عليه. رجال الأمن لا بد أن نحترمهم لأنهم حماة الوطن ، والتصرفات الفردية الخاطئة يصلحها التوجيه والتثقيف وجرعات من التطوير فإذا غابت هيبة الأمن العواقب ليست حميدة حينها. كما يجب على الجميع احترام الأنظمة وعدم تجاوزها ومخالفتها وإيقاع أنفسنا في متاهات لسنا بحاجة لها. عضو شرف النادي الذي تكفل بما تكفل لذلك المشجع أخطأ في تصرفه وكأنه يلمح لصحة فعله حسب ما يقرأه المتابعين من المشهد العام ولا أدري هل يدرك ذلك أم له مآرب أخرى وفي كلا الحالتين لابد من التوضيح. عندما تحيد التسلية والمتعة عن طريقها بسبب المفاهيم الخاطئة أو الثقافة الضحلة أو الأمور غير المرغوبة تتحول لأمور لا تحمد عقباها وتسير في طريق الكوارث.. المستديرة والمستطيل الأخضر هي الأبرز ما تنطبق عليه الصفات والله المستعان.. ختاما: ما كتبته من أجل مصلحة بلدنا وليس تحزبا لأي فريق مما كتبنا في شأنه أعلاه.