بأربع لغات حية، ينادي علي البارقي على رزقه بأبخس الأثمان، ومن بركات الحرم المكي الشريف، يأتيه رزقه طوعا، يتحلق حوله المعتمرون، من مختلف الجنسيات، يتسابقون على شراء بضاعته من البطيخ (الحبحب)، بخمسة ريالات فقط، وما هي إلا دقائق على معجم نداءاته، حتى تنفد بضاعته، وتمتلئ يده بغلة اليوم، من عملات العالم المختلفة، بالريال والدينار والروبية والدولار، فأصبح أقرب ما يكون إلى صراف، أكثر منه لعاطل عن العمل، يتلمس رزقه بالحلال. وبحسب صحيفة مكة بخلاف نداءاته بالعربية والإنجليزية والأوردية والتركية، يلجأ كثير من زبائنه متعددي الجنسيات إلى بعضهم البعض للترجمة من لغات إلى أخرى، متسابقين على بضاعته، التي يغريهم لونها الأحمر القاني، وحلاها الذي يذوب في الفم كقطعة سكر ناعم، ومع تداخل اللغات والأصوات فيما حوله، يصبح المكان وكأنه منتدى ثقافي، تمتزج فيه اللغات مع بساطة الناس والمكان. محمد علي البارقي قال «أنا عاطل عن العمل أحمل شهادة الثانوية العامة، وأشتري بضاعتي من مزارع الساحل، وأتعب عليها شراء وتحميلا ونقلا، ولا أملك رأس مال يمكنني من استئجار محل لبيع بضاعتي، وألجأ إلى بيت الله العتيق لبيعها على المعتمرين والزوار، ولله الحمد وجدت تجارتي رواجا كبيرا وإقبالا منقطع النظير بين الزبائن، ولكن للأسف فوجئت بحماس فرق البلدية لمصادرة بضاعتي، وكأنني أخرق أعتى القوانين، وكل ما في الأمر أنني أبحث عن لقمة عيشي بالحلال، علما بأنني أعول أسرة كبيرة تحتاج إلى ما أكسبه من مال لتسيير أمورها الحياتية اليومية».