يرى الأهلاويون في نجمهم السابق ومدير فريقهم الحالي مروان دفتردار وجها من أوجه النجاح هذا الموسم، إذ لعب دورا أساسيا في صناعة الأهلي الجديد، وساهم في الوقوف على الكثير من التفاصيل المهمة في إعداده للموسم الجديد، ورغم أن الظروف الصعبة حالت بينه وبين التعمق في الفريق عن قرب مع دخوله منعطفات حاسمة، إلا أنه ظل دائم السؤال عنه حتى وهو يصارع أوجاعه خارج الديار حيث يتلقى العلاج في أوروبا. ولم يكن دفتردار حتى في غيابه خلال الفترة الماضية لهذا الشأن منشغلا عن الفريق، إذ لعب دورا مهما ومؤثرا في حل كثير من الأمور الشائكة، وهو من العناصر التي تعمل بصمت منذ توليها قيادة الإدارة والإشراف على الفريق من النواحي الإدارية والاستثمارية، إذ لا يظهر له تصريح أو حوار تلفزيوني أو تواجد إعلامي في غير ما يخص النواحي المسؤول عنها في الفريق، وكان جل عمله بعيدا عن الأضواء وخلف الكواليس. ووفقا لصحيفة عكاظ يبرر ذلك بأنه يؤمن بأن العمل الجيد يجب أن يكون بعيدا عن الأضواء وبصمت تام، وفق رؤى علمية واستراتيجيات خاصة فضل تطبيقها في تجربة مع النادي الراقي. اختاره الأهلاويون من منطلق الخبرة العالية التي يتمتع بها في مجالي الرياضة والتسويق الرياضي، فاللاعب السابق والمدير الحالي يؤمن بأن الاستثمار وتعزيز الموارد مقياس حقيقي وفاعل في دفع عجلة التقدم الرياضي، ورغم أنه كان لاعبا سابقا لكنه كما يقول مؤمن بأن المال والأرقام رديفة للإبداع وداعمة له، لذا فضل أن يكرس خبرته الإدارية والاستثمارية والفنية في خدمة النادي الأهلي، ولم تمض أسابيع حتى برهن على أنه جدير بالمهمة التي أسندت له على نحو انعكس على الفريق. وما يميز شخصية مراون أنه حازم وجاد في عمله ومرن في تعامله مع الآخرين، واستطاع أن يقنع الجميع بجهده واجتهاده ورؤيته. ولا تقف طموحاته عند حد معين وتحقيق بطولة بعينها، لكنه يتمنى أن يرى الأهلي معتمدا على نفسه وأن يضاهي أكبر شركات الاستثمار العالمية، مؤكدا أن العمل الجماعي ورح الفريق الواحد هي من ستجلب النتائج الإيجابية والعوائد المربحة فنيا وماديا ومعنويا للنادي. لم تسنح الظروف الصحية لدفتردار تطبيق كل ذلك حاليا على الأقل، بعد أن نال المرض من صحته وتركيزه، لكنه رغم ذلك قال بأنه قريب من الأهلي، وأكد أنه يعشق المغامرة ويكره اليأس ولن يستسلم له على أية حال، فالإيمان بالله خير معين له في الفترة الحالية وبقية الفترات. وطمأن مروان الجماهير الأهلاوية على صحته من مقره في ألمانيا بعد إجراء عملية زراعة خلايا جذعية تكللت بالنجاح. ويواصل علاجه حاليا عبر استخدام جرعات الكيماوي في المرحلة الثانية من علاجه، والتي تتطلب وقتا لتكيف الجسم مع الخلايا الجديدة، وأوصى الطبيب المعالج له بعزلة لفترة محدودة حتى يتجاوز مرحلة ضعف المناعة المعتادة في مثل هذه الحالات حسب التعليمات التي وجه بها الأطباء، وتقرر أن يغادر دفتردار المستشفى بعد 10 أيام لقضاء فترة نقاهة في ألمانيا ومواصلة العلاج الذي يحتاج لوقت ليس بالقصير حاليا. وعبر دفتردار عن سعادته بما قامت به جماهير الأهلي وجماهير الأندية السعودية عموما بالسؤال عنه والتخفيف من ألمه، واصفا هذه الوقفة والمشاعر النبيلة بأنها دليل على أن الحب يجمعنا جميعا مهما اختلفنا أو تنافسنا في الرياضة، مشيرا إلى أنه عاجز عن شكر لكل من سأل عنه بجميع وسائل التواصل المختلفة، ومن عبر عن مشاعره النبيلة تجاه ولمن دعا له بالشفاء والعودة إلى أرض الوطن سالما معافا. يقول مروان عن الفترة التي يمر بها الآن، وكيف يتابع أحوال النادي الأهلي: إن المرض ووجوده طويلا على السرير الأبيض لم يمنعاه من متابعة عمله مديرا إداريا للفريق بالتنسيق مع الجهاز الفني والإداري والطبي وبقية الأجهزة. وأشار إلى أنه ملم بكل صغيرة وكبيرة في النادي من هناك ولم يتوان للحظة واحدة في السؤال عن القلعة الخضراء وخدمة الأهلي. وكان دفتردار قد عاد للمشاركة في الاجتماعات عبر التواصل المرئي من خلال الدوائر التلفزيونية ومشاركة البقية في العمل على الكثير من الأمور والوقوف على التفاصيل المهمة للنادي. وتربط مراون دفتردار علاقة قوية ومتينة بالسويسري كرستيان جروس جعلت العمل بينهما مرنا وناجحا كما يقول، إذ يتفقان على أن العمل الاحترافي هو طريق إلى النجاح وضرورة أن يكون في أجواء صحية سليمة. ويعتمد المدرب على آرائه كثيرا لثقته وإيمانه بأنه شخص مهم في منظومة عمل تم تأسيسها بقوة، فالاتصالات اليومية التي يجريها جروس به وبشكل دائم تنم عن تجانس بينهما، خاصة قبل وبعد كل مباراة للفريق، إذ يقول جروس أثق به كثيرا فهو شريك في العمل رغم غيابه عني، فيما قال دفتردار: علاقتي به قوية لا تتوقف عند العمل بل هو صديق أتعلم منه كثيرا، كلانا جاء من أجل هدف واحد النجاح وخدمة الأهلي. تواصل اللاعبين لم يكن جروس وحده الذي مد جسور التواصل مع مروان في فترة علاجه، بل كان لاعبو الفريق حريصين على ذلك ولم ينقطعوا عنه، وقال دفتردار إنه سعيد بهذه الالتفاتة من لاعبي الراقي يتواصلون معي بشكل مستمر بالتحدي قبل المباراة وللتهنئة بعد الفوز. ومضى يقول تيسير الجاسم وأسامة هوساوي وعمر السومة هم أكثر اللاعبين تواصلا معي ولا أنسى بقية اللاعبين، لكن هذا الثلاثي العجيب قريب مني إلى حد كبير، وكان أهم اتصالين تلقيتهما منهم بعد الفوز على الهلال وتحقيق البطولة، وبعد الفوز على النصر في مباراة الدوري الأخيرة والتي وعدوني قبلها بالعودة بالنقاط الثلاث، وأرى أن الترابط بين اللاعبين والإدارة والجهاز الفني خلق بيئة عمل قوية وصحية ساهمت في اقترابنا من تحقيق الهدف المطلوب. يقول دفتردار عن اللحظات المؤثرة في حياته: لم أتمالك نفسي وانهرت بالبكاء عندما شاهدت المقطع الذي بثه المركز الإعلامي بعنوان «كلنا مروان»، وحديث جميع أفراد الأجهزة الفنية والإدارة واللاعبين، كانت من أصعب اللحظات في حياتي إذ لم تذرف عيناي بالبكاء حزنا بل فرحا بالوفاء والحب الذي قدمه لي الأصدقاء، وهذا ليس بغريب على زملائي اللاعبين أو المسؤولين في الأهلي وأعتبره أمرا طبيعيا يؤكد إحساس الترابط والتلاحم في الأسرة الاهلاوية، وقوفهم معي أنساني الألم وحفف وأوجاعي وأشعرني بالسعادة والرغبة في الانتصار على مرضي. يضيف مروان أن السؤال الدائم للرمز والرئيس الفخري للنادي الأهلي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، له وقع خاص عليه وتأثير كبير على حالته الصحية والمعنوية، وقال ليس بغريب هذا الفعل على قامة وهامة رياضية وإنسانية بحجم سموه الكريم، لم يبخل علي أو على جميع الأهلاويين بدعمه المتواصل، كما لا أنسى اطمئنان الأمير تركي محمد العبدالله الفيصل باستمرار عني، وزيارة رئيس النادي الأمير فهد بن خالد لي في المستشفى، وهذه أمور تخفف ما أمر به من ظروف صحية، كما أن اهتمام الأمير فيصل بن خالد بن عبدالله وتواصله بشكل يومي معي ومشاركته لي في بعض الآراء التي تخص النادي والفريق تزيدني فخرا بمعرفة هذا الرجل الذي يحاول أن يخرجني من أجواء التعب ويزيد من عزيمتي في العودة. وحول برنامجه اليومي في الغربة يقضي مروان دفتردار كما يقول جل وقته على جهاز الكمبيوتر لإنهاء بعض أمور عمله المتعلقة بالنادي وبفريق كرة القدم، خاصة فيما يتعلق بملف الاستثمار ويتابع وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي والمقروء من خلاله.