لم تكد أُسرة آسيوية تكمل فرحتها بخروج ابنها ذي ال17 عاما من غيبوبة استمرت 46 يوما، إثر تعرضه لحادث مروري أثناء عبوره شارعا عاما بدراجته الهوائية، حيث اصطدمت به إحدى السيارات المارة، حتى فوجئت باتصال إدارة المرور مطالبة إياهم بدفع تكاليف أضرار لحقت بالسيارة بعد تقديرها من قبل لجنة المخالفات المرورية بمبلغ يزيد على خمسة آلاف ريال، غير أن دخول مطالبة مستشفى النور التخصصي بكلفة العلاج المقدرة ب15400 ريال أثقلت كاهل الأُسرة هي الأخرى. وأوضح والد الفتي محمد يعقوب باكستاني الجنسية، أن ابنه عبدالهادي، أثناء توجهه إلى مركز تجاري بحي العزيزية بمكةالمكرمة، داهمته سيارة وطرحته أرضا وهو يقود دراجة هوائية مما تسبب بإصابته بكسر بالجمجمة وارتجاج بالمخ وكسر عظمة الساق اليمنى، إضافة إلى كسر بالعضد اليسرى وكسر بمفصل اليد اليسرى، بحسب التقرير الطبي «حصلت مكة على نسخة منه»، دخل على إثرها في غيبوبة لم يفق منها إلا بعد مضي شهر ونصف الشهر. وقال الأب ما يحزنني أن ابني الذي خسر سنته الدراسية وأصبح عاجزا عن الحركة ولا يزال يتغذى بواسطة أنبوب تم زرعه بالحلق، ومع ذلك بات مهددا بالسجن لعجزي عن سداد المطالبات المالية، حيث أصبحت بين نارين المرور من جهة والمستشفى من أخرى. ومضى بقوله: لا أدري على أي أساس تمت إجراءات المرور حيث أسفرت التحقيقات عن إدانة ابني، وتحميله نسبة الخطأ كاملة، في بادرة غير مسبوقة لم نسمع بمثلها من قبل، فكيف بقاصر يقود دراجة هوائية يحسب عليه خطأ مروري ويحمل تبعاته، متسائلا في ذات الوقت عن عدم تعامل المستشفى معه كحالة طارئة فكيف بهم يطالبون بقيمة العلاج. من جهتها اعتبرت إدارة مرور العاصمة المقدسة إجراءاتها سليمة وغير قابلة للتفاوض، مضيفة على لسان ناطقها الإعلامي النقيب دكتور علي الزهراني ل»مكة»، أن الفتى أثناء سيره بدراجته الهوائية كان عاكسا لشارع العزيزية العام، مما جعله عرضة لحادث الاصطدام المروري. وأبدى الزهراني استعداد إدارته بإعادة النظر في تحقيقات القضية، شريطة أن يتقدم والد الفتى بشكوى رسمية لإدارة المرور، مؤكدا حرص مسؤولي الإدارة على إعطاء كل ذي حق حقه. فيما أشار المتحدث الرسمي بالشؤون الصحية بمكةالمكرمة عبدالوهاب شلبي ل»مكة»، إلى أن إجراءات لائحة برنامج العلاج بأجر المعتمد بوزارة الصحة، ينص على استقبال المستشفيات الحكومية جميع حالات إنقاذ الحياة الحرجة وعلاجها بأقسام الطوارئ مع أحقية مطالبتهم بالتكلفة المالية وذلك بعد استقرار الحالة. وتابع شلبي أنه يجري أيضا التعامل مع الحالات الإسعافية الطارئة بمباشرتها طبيا وعلاجها مع أخذ الخطوات الاحترازية لضمان دفع قسط من المال تحت حساب العلاج، على أن يتم إحضار كفيل غارم بمستنداته النظامية أو التعهد الكتابي بدفع جميع رسوم الكشف والعلاج عقب استقرار حالة المريض. ولفت متحدث صحة مكة إلى أن الفتى الباكستاني عبدالهادي بخش حضر لمستشفى النور التخصصي في حالة حرجة نتيجة تعرضه لحادث مروري وتم مباشرة حالته منذ دخوله للطوارئ، حتى إدخاله العناية المركزة، والتي مكث بها 46 يوما في غيبوبة كاملة، حتى استفاق منها ثم جرى إخراجه من المستشفى ومتابعته بمراجعات للمستشفى حتى يتماثل كليا من الإصابات التي لحقت به. وأبان أن إجمالي قيمة علاجه بلغت ستين ألف ريال، وبعد تخفيضها تقرر عليه دفع مبلغ 15400ريال، دفع والد الفتى 4000 ريال ليتبقى بذمته 11400، وأنه واجب عليه سدادها. إلى ذلك أكد متحدث الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة أحمد الغامدي ل»مكة»، استعداد الشؤون لتقديم المساعدة للفتى الباكستاني ودفع متطلباته المالية عبر جمعيات خيرية ستتواصل معها الشؤون الاجتماعية بهذا الخصوص. وأفاد الغامدي أن الشؤون الاجتماعية لا تتوانى إطلاقا في تقديم العون للمحتاجين والمعسرين ومن ثبتت حاجتهم لذلك بعد انتهاء الأخصائيين الاجتماعيين من دراسة حالتهم.