تمتاز محافظة رجال ألمع الواقعة في أغوار منطقة عسير الغربية تجاه البحر الأحمر، بجبالها الشاهقة وأوديتها الخصبة، وتضم بين جنباتها العديد من المواقع الأثرية القديمة التي بنيت عبر السنين الطويلة والكهوف المتناثرة في أعالي الجبال منها «المخورمة» الذي تكون بفعل الطبيعة ويقع غرب المحافظة وفي جبل شحب تحديدا. وبحسب ما ذكرت صحيفة عكاظ «المخورمة» أكبر كهف في رجال ألمع، حيث قال جابر محمد آل جابر من أبناء قرية شحب : إن هذا الكهف يتكون من جزءين سفلي وعلوي يفصل بينهما ارتفاع صخري على هيئة منعطف، وكان مدخله متسعا وليس على الشكل الحالي، حيث أن العلوي كان به ثقب متسع تم تغطيته بما يعرف بالسواري والمعادل والطين. وأفاد أنه في سنة من سنوات البرد التي صحبها أمطار غزيرة استمرت قرابة السبعة أيام، كاد البرد الشديد المصحوب بانهمار المطر أن يفتك بأفراد تلك القرية فلم يجدوا ملاذا يجلب لهم الدفء ويحافظ على أنفسهم إلا هذا الكهف الذي مكثوا بداخله أسبوعا حتى انجلى المطر فسلموا وسلمت رعاياهم. من جانبه، أشار الباحث والمهتم بإحياء العلوم القديمة عبدالرحمن بن يحيى الألمعي إلى أن أول من عثر على هذا الكهف هو عبد بن شحب بن مرة بن زوي عام 37 للهجرة، والذي كان يتخذ منه مقرا له وهو جد تلك القبيلة التي يقع الكهف بجبلهم كونه أول من سكن فيه ولذلك ينسب له الجبل فيقال جبل شحب. وقال: «سبق أن التقيت بشيخ القبيلة الحالي سلطان بن علي سعيد آل مجم في عام 1431ه، وأخبرني أن هذا الكهف من أهم معالم القبيلة بسبب ارتباطه بتاريخ جد القبيلة، وعن سبب بنائه على الشكل الحالي فهو ما أمر به أجداده من الشيوخ الأوائل لأنهم في فترة من الفترات اتخذوه كمستودع للحنطة الفائضة بعد أن تم فصل الجزء السفلي عن العلوي ببناء حجر، كونه يعد أفضل مكان من حيث الادخار».