في حي الصباخ جنوب مدينة بريدة يعيش العم إبراهيم علي عبدالله النويصر أكبر معمر في الحي 85 عاما عاشها في ذات المكان وهو يعبر الآن سن التسعين أصر ان يعيش على طبيعته التي يفتخر بها كما يقول حيث التواضع والبساطة. يجتمع في مجلسه في ليالي رمضان أهالي الصباخ ليحدثهم عن الماضي وذكريات رمضان في وقت الجوع والخوف التي عاش جزء منها حيث يدير شريط ذكرياته ليعود الى الوراء لأكثر من ثمانين عاما. يقول وفقا لصحيفة عكاظ : أول سنة صمتها كان عمري 7 سنوات وكان الجو حارا وصعبا في فصل الصيف نعمل طوال النهار على السواني وفي صرم النخيل ونذهب الى وادي الباطن نحش الكلأ للبهائم الأبقار والأغنام التي نربيها في المزارع الصغيرة ثم نعود قبل العصر ونرتمي في البركة ونبلل ملابسنا ثم نذهب للخلوة أسفل المسجد الطيني وننام من شدة التعب والعطش والحر. حتات النخل الفطور تمر وماء نشربه من نفس الحوض التي تشرب منه أغنامنا والأبقار وفي الليل نجتمع على السهرة بعد صلاة التراويح التي تكون 10 تسليمات. وعن أهم موقف يتذكره العم إبراهيم في رمضان يقول في ليلة من ليالي رمضان لم نجد شيئا نأكله في السحور فأكلنا (حتات النخل) وهو التمر الصغير الأخضر قبل نضوجه، كانت أياما صعبة للغاية، واليوم نحن في خير ونعمة وأمن وأمان في ظل حكومتنا الرشيدة أدام الله هذه النعمة والفضل. أمس واليوم حول الاستعداد للعيد يقول العم إبراهيم عيد الصباخ الآن نجتمع في المسجد والكل يحضر عيده من رز ولحم أما زمان فالوضع كان مختلفا كان الشباب يقومون بعمل ما يسمى (الجداع) وهو جمع مبلغ وشراء حلويات ومكسرات للجميع حتى من لا يستطع دفع شيء يشارك. الناس كانوا طيبين متحابين. وعن أبرز حدث مر عليه في تاريخه الحافل بالعطاء والكفاح قال العم إبراهيم النويصر حضرت زيارة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لمدينة بريدة والحفل الذي أقيم له بالمنطقة التي بين قصر الإمارة والسوق الداخلي لمدينة بريدة (الجردة) كان حفلا تاريخيا ولن أنساه ما حييت، ويطالب النويصر أبناء هذا الجيل بالمحافظة على النعمة والخير بالالتزام بالدين الحنيف وطاعة ولاة الأمر.