لم يكن محمد الربيش (18 عاماً) سوى يافع كان همه خلال الأعوام الخمسة الماضية الوسائط الترفيهية، التي أضحى مبدعاً فيها، برعاية وحرص والده الذي كان يتمنى له مستقبلاً ناجحاً بعد إنهاء تعليمه. غير أن «محمد» تغيّر تماماً بعد بلوغه سن ال18 عاماً، إذ تغيّب في 21 رمضان الماضي عن المنزل، وتوجّه إلى اليمن، بعد التغرير به للقتال في صفوف «القاعدة». بعد فترة وجيزة أخذ يهاتف والده، وخوفاً من معرفة موقعه أو مطالبته بالعودة، كان يغلق الاتصال بشكل سريع، وبعد نحو عام من غيابه لقي «محمد» مصرعه في ساحة قتال! والد «محمد» يعيش صدمة فقْد ابنه، متضرعاً خلال شهر رمضان بالدعاء على من غرر بابنه باسم «الجهاد»، ما أدى إلى مقتله، ولما يكمل عامه ال19. وبعد تداول صور «محمد» في مواقع التواصل الاجتماعي أول من أمس، وطبقاً لإفادات من ذويه فقد قُتل في 7 تموز (يوليو) الجاري. وأوضح أحد أقربائه (فضّل عدم ذكر اسمه) حسبما أوردت صحيفة «الحياة» أن «محمد» كان مؤدباً هادئاً، لم يكن يفضل الخروج من المنزل، وكان هاجسه ألعاب الفيديو التي يستهلك فيها جلّ وقته، مضيفاً: «محمد نشأ في منزل معتدل، لكن أصحاب الفكر الضال استغلوا اندفاعه وحماسته وصغر سنه». وأشار أحد أبناء عمومته إلى أن وقع الصدمة على والد «محمد» كان شديداً جداً، إذ لا يزال يرفض تصديق وفاة ابنه، على رغم انتشار صور مقتل المغرر به.