بما أن البندول هو الدواء الوحيد المتوفر بجميع المراكز الصحية الحكومية في محافظة الخرج! بالإضافة إلى تدني مستوى الخدمات الطبية التي تقدمها هذه المستوصفات للمرضى بسبب عدم توفر جميع التخصصات، ساهم ذلك في انتشار وتعدد المراكز والمستوصفات الأهلية في المحافظة وارتفعت معه حدة المنافسة بين هذه المستوصفات في جلب أكبر عدد ممكن من المرضى باستخدام وسائل الإعلان المتعددة مع استقدام الصالح والطالح من الأطباء والطبيبات! مما أدى إلى توجه شريحة كبيرة من سكان المحافظة لهذه المستوصفات رغبة منهم في الحصول على الخدمة الأفضل. رغم ارتفاع المنافسة بين هذه المستوصفات وتقدم إمكانياتها وأجهزتها، إلا أن معظمها فقدت مصداقيتها وأصبح هدفها بالدرجة الأولى الكسب المادي وشفط أكبر مبلغ نقدي من حساب كل مريض! وذلك عن طريق إثقال كاهل المريض بطلب التحاليل والأشعة الغير ضرورية بالإضافة إلى صرف العديد من أصناف الأدوية التي لايحتاجها المريض بشكل أساسي، والسبب الرئيسي بالطبع يعود للنهج الخاطئ الذي تتبعه إدارة بعض المستوصفات الأهلية بمنح الطبيب عمولة أو نسبة على كل تحليل أو أشعة يطلبها من المريض عدا الأجر الشهري الذي يتقاضاه الطبيب، إضافة إلى المغريات التي تقدمها بعض شركات الأدوية للأطباء بواسطة مندوبي الدعاية الطبية من أجهزة جوالات وتذاكر سفر ورحلات سياحية وخلافه عند تسويق أدويتها على حساب أدوية الشركات الأخرى، مما أدى بضعاف النفوس من الأطباء إلى تدنيس هذه المهنة واتخاذها وسيلة للتجارة وتحقيق مصالحه الشخصية دون النظر إلى حاجة المريض الأساسية. إضافة إلى ذلك فقد وصل الحال ببعض الأطباء في هذه المستوصفات إلى منح تقارير الإجازات المرضية بشكل عجيب للموظفين والموظفات في القطاعات الحكومية والأهلية، ليس لأن الحالة المرضية تستدعي منح الإجازة المرضية ولكن من أجل كسب المريض ليعود للعيادة مرة أخرى، مما ساعد في فتح المجال للمتلاعبين من الموظفين والموظفات إلى استخدام هذه التقارير وسيلة لتبرير غيابهم المتكرر عن العمل، وبالرغم من التعليمات الصادرة من وزارة الصحة بعدم منح المريض إجازة مرضية لأكثر من يوم مع ضرورة إحضار خطاب من مقر العمل، إلا أن بعض المستوصفات تتجاهل هذه التعليمات وتضرب بها عرض الحائط وتمنح المريض الإجازة لأكثر من يوم، وقد تكون الحالة المرضية مجرد التهاب بسيط في الحلق! وبسبب تصرفات بعض هؤلاء الأطباء الضعفاء وسعي بعض الموظفين والموظفات الكسالى إلى الحصول على الإجازة المرضية بأي شكل من الأشكال، فقد أخذت الإجازات المرضية شكلياً الصبغة النظامية ولكنها في المضمون فقدت الهوية الحقيقية بسبب الطرق الملتوية. وعن الإجازات المرضية نشرت دورية "بريتش ميدكال جورنا" دراسة علمية أوضح فيها باحثون بريطانيون في جامعة لندن أن الإجازات المرضية تعتبر سبب من أسباب الوفاة _بعد قضاء الله وقدره_ وأن العاملين الذين يأخذون إجازات مرضية لفترات طويلة حتى لأمراض عادية أكثر عرضة بكثير للوفاة قبل زملائهم العاملين الذين لا يأخذون مثل هذه الإجازات وأشارت الدراسة إلى أن الموظف الذي يحصل على إجازات مرضية متكررة لأسباب نفسية عرضة أكثر بمقدار الضعف من الأصحاء للإصابة بالسرطان والوفاة المبكرة، وأكد الباحثون في الجامعة إلى إنهم توصلوا إلى هذا الاستنتاج بعد أن ثبت أنه بين 6500 موظف، زادت حالات الموت المبكر بنسبة 66 بالمائة عن الذين حصلوا على إجازات مرضية طويلة خلال 3 سنوات ، وذكر الباحثون أيضاً أنه من النتائج المدهشة للدراسة هي ارتباط التغيب عن العمل (في إجازات مرضية) نتيجة أمراض عادية تصيب الجهاز التنفسي إلى زيادة احتمالات الوفاة. دمتم بخير. خالد بن محمد الخميس