قال وزير الخارجية "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان الأحد إنه لا يرى أي إمكانية للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين "لا هذه السنة ولا حتى في الجيل المقبل". يأتي ذلك فيما أعلن في القاهرة أن الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية ستستأنف في منتجع شرم الشيخ بمصر في 14 و15 سبتمبر الجاري. ونقلت الإذاعة "الإسرائيلية" خطابا ألقاه ليبرمان أمام عدد من أنصار حزبه القومي المتشدد "إسرائيل بيتنا" خلال اجتماع بمناسبة احتفالات رأس السنة العبرية التي تبدأ الأربعاء، قال فيه: "لا أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق شامل مع الفلسطينيين في غضون عام ولا حتى في الجيل المقبل". وأضاف: "منذ اتفاقات أوسلو قبل 17 عاما، أغدق رجال سياسة هامون الوعود، وأطلقوا التصريحات، وكلها لم تؤد إلى شيء". وتابع: "نحن لم نجر بحثا معمقا في الأسباب التي أدت بنا إلى أن ندفع ثمنا مرتفعا لكل اتفاق مع الفلسطينيين في حين أنه لم يؤد إلى أي نتيجة"، على حد قوله. وعلقت مفاوضات السلام المباشرة بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية إثر الحرب الدامية التي شنتها "إسرائيل" على قطاع غزة في 27 ديسمبر 2008. وظلت المفاوضات مجمدة، في حين تجري منذ عدة أشهر حاولات لإطلاق مفاوضات غير مباشرة بين الجانين. وبالرغم من فشل تلك المحاولات إلا أن المفاوضات المباشرة تم إعلان استئنافها الخميس الماضي في واشنطن برعاية الولاياتالمتحدة بين رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وبحسب ما أعلن بعد لقاءهما، فإن هذه المفاوضات ترمي إلى التوصل في غضون عام إلى "اتفاق-إطار" يتضمن ترتيبات "انتقالية" تحدد الخطوط العريضة للحل النهائي للنزاع والذي من المفترض أن يؤول إلى قيام دولة فلسطينية وإرساء "سلام دائم" في الشرق الأوسط. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية اليوم الأحد أن الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة ستجري في منتجع شرم الشيخ بمصر في 14 و15 سبتمبر الجاري. ومن المقرر أن يجتمع الجانبان كل أسبوعين، بحسب مبعوث السلام الأمريكي في الشرق الأوسط جورج ميتشل. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي في بيان نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية: "مصر ستستضيف الجولة الثانية من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في مدينة شرم الشيخ". وأضاف زكي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو سيقودان المفاوضات بمشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن ميتشل سيرافق كلينتون وأنها ستزور القدس بعد محادثات شرم الشيخ حيث تعقد اجتماعا ثلاثيا مع نتنياهو وعباس في 15 سبتمبر. ومن المنتظر أن يؤيد وزراء الخارجية العرب المحادثات المباشرة خلال اجتماع للجامعة العربية من المقرر عقده في القاهرة في 13 سبتمبر المقبل.