اعلنت مفوضية الانتخابات السودانية فوز الرئيس عمر حسن البشير بولاية رئاسية جديدة، وسلفاكير ميارديت برئاسة الجنوب. واشارت المفوضية في بيانها الذي قرأه رئيس المفوضية ابيل الير الى ان البشير قد حصل على 6.901.694 اي ما نسبته 68% من اصوات الناخبين التي اجملتها ب 10.114.310 صوتا. وفاز زعيم الحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت بمنصب رئاسة الجنوب بحصوله على 2.193.826 اي ما نسبته 92% من اصوات الناخبين في الجنوب، ولم يحصل منافسه لام اكول اجاوين زعيم الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي الا على نسبة 7% من هذه الاصوات وعلى الرغم من انسحاب معظم مرشحي المعرضة السودانية الا ان المفوضية قدمت احصاء للاصوات التي حاز عليها مجمل المرشحين وعددهم 12 مرشحا. فاز بنسبة اكثر من 92% من اصوات الناخبين في الجنوب واللافت هنا هو حصول مرشح الحركة الشعبية ياسر عرمان على 2.193.826 من اصوات الناخبين رغم اعلانه الانسحاب من الانتخابات مبكرا، ويبدو ان معظمها من المصوتين في الجنوب حيث خاضت الحركة الشعبية الانتخابات هناك بعد اعلانها مقاطعة الانتخابات في دارفور والشمال. وجاء بالتسلسل الثالث بفارق كبير عن الاولين مرشح حزب المؤتمر الشعبي عبد الله دينق نيال باكثر من 390 الف صوت وتلاه مرشح الاتحاد الديمقراطي - الاصل باكثر من 195 الف صوت. وهما الحزبان اللذان لم ينسحبا من الانتخابات الرئاسية من احزاب المعارضة. وكان من المقرر اعلان النتائج في 20 ابريل/نيسان الجاري بيد ان تأخيرا طرأ على اعلان النتائج لاسباب لوجستية. وعد نظام التصويت في الانتخابات السودانية احد اكثر الانظمة الانتخابية تعقيدا في العالم، حيث وصل عدد الاستمارات الانتخابية التي ملأها الناخب الى 12 استمارة في الجنوب . دون منافسة وفي الجنوب عززت الحركة الشعبية لتحرير السودان سيطرتها في اول انتخابات يشهدها الجنوب منذ نهاية الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب التي تواصلت لاكثر من عقدين. عد نظام التصويت في الانتخابات السودانية احد اكثر الانظمة الانتخابية تعقيدا في العالم وفي الكفة الاخرى تقف احزاب المعارضة التي انسحب كثير منها من هذه الانتخابات محتجين على ما يرونه عمليات تزوير شابت العملية الانتخابية ومراحل الاعداد لها. وقد تصاعد التوتر نهاية الاسبوع الماضي بعد تقارير عن اشتباكات في مناطق على الحدود بين الشمال والجنوب. ونقلت تقارير مقتل 55 شخصا في الاشتباكات بين احدى القبائل العربية وجنود من جيش جنوب السودان. مصداقية الانتخابات ويقول مراسل بي بي سي في الخرطوم جيمس كوبنال إن فوز الرئيس البشير في الانتخابات الرئاسية يمكن ان يفسر كنوع من اللوم الشعبي للمحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت مذكرة اعتقال بحقه على خلفية الاتهام بجرائم حرب في دارفور.تلك الاتهامات التي ينفيها الزعيم السوداني بقوة . وتوقع الكثيرون فوز البشير بعد انسحاب اثنين من منافسيه الاساسيين قبل بدء الانتخابات، متهمين حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتزوير المسبق للعملية الانتخابية. ويقول مراسلنا ان هذه الاتهامات والانسحابات قد ادت الى تراجع في مصداقية الانتخابات. وكان مراقبون من مركز كارتر ومن الاتحاد الاوربي قد قالوا ان الانتخابات لم ترق الى المعايير الدولية. بيد ان الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر قال انه يعتقد ان المجتمع الدولي سينظر الى كل الفائزين بشكل متساو. ويتقدم البشير وحزبه المؤتمر الوطني في النتائج الاولية التي اعلنت من صناديق التصويت في الانتخابات السودانية التي اجريت في الفترة من 11 -15 من شهر ابريل/نيسان. وبالاضافة الى الانتخابات الرئاسية العامة ورئاسة الجنوب، شمل التصويت الانتخابات القومية والولائية والولاة ومجالس الولايات. عنف وضحايا المراقبون من مركز كارتر ومن الاتحاد الاوربي قالوا ان الانتخابات لم ترق الى المعايير الدولية وكانت الاشتباكات التي اندلعت نهاية الاسبوع الاكثر عنفا وخطورة منذ نهاية عملية التصويت. وقد اكدت مصادر في المنطقة ان هذه الاشتباكات قد بدات نتيجة نزاع على حقوق رعي الماشية . بيد ان مسؤولين في حكومة الجنوب قالوا جنودهم قد هوجموا من قبل اعضاء في "جيش الشمال"، وهي تهمة تنفيها الخرطوم. وتشترك الحركة الشعبية لتحرير السودان مع المؤتمر الوطني في الحكم في السودان على وفق اتفاقية السلام الشامل عام 2005، بيد العلاقة بين الجانبين ظلت ملتبسة وغالبا ما تشهد توترات واتهامات متبادلة. وكانت الانتخابات هي احدى استحقاقات هذه الاتفاقية التي أنهت حربا أهلية بين الشمال والجنوب دامت 21 عاما وكانت الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ عام 1986. ومن استحقاقات الاتفاقية اقامة استفتاء عام 2011 يقرر على ضوء انفصال الجنوب او بقائه مرتبطا بالشمال.