آل حيدر: الخليج سيقدم كل شيء أمام النصر في الكأس    أجواء "غائمة" على معظم مناطق المملكة    إلزام موظفي الحكومة بالزي الوطني    "واحة الإعلام".. ابتكار لتغطية المناسبات الكبرى    تحت رعاية خادم الحرمين.. البنك الإسلامي للتنمية يحتفل باليوبيل الذهبي    الرياض.. عاصمة الدبلوماسية العالمية    بمشاركة جهات رسمية واجتماعية.. حملات تشجير وتنظيف الشواطيء    492 ألف برميل وفورات كفاءة الطاقة    «زراعة القصيم» تطلق أسبوع البيئة الخامس «تعرف بيئتك».. اليوم    الرياض.. عاصمة القمم ومَجْمَع الدبلوماسية العالمية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    "عصابات طائرة " تهاجم البريطانيين    كائن فضائي بمنزل أسرة أمريكية    أمير الرياض يؤدي الصلاة على منصور بن بدر بن سعود    القيادة تهنئ رؤساء تنزانيا وجنوب أفريقيا وسيراليون وتوغو    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    إحالة الشكاوى الكيدية لأصحاب المركبات المتضررة للقضاء    القتل ل «الظفيري».. خان الوطن واستباح الدم والعرض    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    أرباح شركات التأمين تقفز %1211 في 2023    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    4 مخاطر لاستعمال الأكياس البلاستيكية    وصمة عار حضارية    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    تجربة سعودية نوعية    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    تتويج طائرة الهلال في جدة اليوم.. وهبوط الهداية والوحدة    في الشباك    انطلاق بطولة الروبوت العربية    حكم و«فار» بين الشك والريبة !    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    وزير الصناعة الإيطالي: إيطاليا تعتزم استثمار نحو 10 مليارات يورو في الرقائق الإلكترونية    64% شراء السلع والمنتجات عبر الإنترنت    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمران محاصرة من قبل الحوثيون وخروقات لاتفاقية الهدنة التي أعلنها (بن عمر)
نشر في جازان نيوز يوم 07 - 06 - 2014

بعدما اصبحت الحرب في عمران شبه محسومة لصالح جماعة انصار الله الذين تمكنوا حتى الآن من فرض سيطرتهم العسكرية على معظم مديريات المحافظة و يخوضون حاليا مواجهات و معارك مسلحة مع قوات اللواء القشيبي و اتباعه من مسلحي و مقاتلي القبائل و الجماعات الدينية المناهضة للحوثيين في ضواحي مدينة عمران على جبهات قتال مفتوحة الجبهات من كل الجهات توحي مؤشراتها بتقدم الحوثيين وسط توقعات بإقترابهم من اطباق السيطرة الكاملة على المدينة و ما تبقى خارج نفوذهم من قرى و سلاسل جبلية معظمها بإتجاه العاصمة صنعاء من الجهة الجنوبية التي لا تبعد سوى كيلو مترات قليلة عن المدخل الشمالي للعاصمة منفذ الازرقين المرتبط بالطريق الرئيسي عبر مناطق ذيفان حيث تدور المواجهات في جبال الجنات.
قائد المسيرة القرآنية و زعيم انصار الله عبدالملك الحوثي جدد في خطابه الأخير قبل أيام و بلغة قاسية تهديداته و اتهاماته للجنرال علي محسن و هو يتحدث في الذكرى السنوية لتشبيع شقيقه المؤسس السيد حسين الذي قتل في حرب صعدة الاولى قبل 10 سنوات على يد قوات علي محسن و لم يكشف عن جثمانه الا العام الماضي و نقلت رفاته لتدفن في مسقط رأسه مران في تشييع مهيب عكس حجم و قوة انصار الله و امكاناتهم الهائلة في التخطيط و الأداء و تحمل المسؤلية.
السيد عبدالملك هذه المرة شدد على ضرورة تسليم محسن لمقر الفرقة الاولى مدرع المنحلة و الالتزام بالقرار الجمهوري القاضي بتحويلها الى حديقة عامة لكن الجنرال المستشار يماطل في تنفيذ القرار الصادر قبل ما يزيد عن عام غير آبه بتذمر المواطنين و استنكار مختلف التيارات الثورية و الحزبية من هذا التعنت و رفض الانصياع للمطلب الشعبي و توجيهات الرئاسة .. و هو المنفذ الذي قد يتخذ من الحوثيين مدخلا لخوض الحرب الأخيرة و الحاسمة مع عدوهم الأول علي محسن مستفيدين مما قد يتوافر لهم من تعاطف و اسناد جماهيري في هذا الاتجاه و يمنحهم لو انتصروا بإخراج محسن من مقر الفرقة و تسليمها للدولة عبر الحوثيين من مكاسب تعكس عنهم صورة رائعة بين اليمنيين و تضيف الى رصيدهم انتصارا جديدا يعزز مكانتهم و قوتهم داخل الساحة المحلية كطرف وحيد قادر على انجاز تطلعات المواطن و تحقيق ما تعجز عن تحقيقه الاجهزة الحكومية.
سواء سيطر انصار الله على عمران او اتتهت الحرب هناك بالتسوية .. فلن يتغير شيئ في موازين القوى على خارطة الصراع .. لان حضور الحوثي يتضخم خارج صعدة و بعيدا عن عمران .. اذ اصبحت حركة الحوثي مؤثرة وسط العاصمة و مختلف محافظات الجمهورية و تحظى بالتفاف بين اوساط المجتمع اليمني سياسيا و أيدلوجيا .. ما يعني ان رسم الحسابات المستقبلية على النتائج التي ستفرزها حرب عمران تقييم يفتقد الدقة لأن الحوثي صنع قوته و تأثيره من قبل أن يسيطر على ثلثي عمران بما فيها قبيلة حاشد التي أخرج أقوى مشائخها آل الاحمر من معقل نفوذهم القبلي و اللوجيستي قبل أشهر قليلة فقط و التضخيم الحاصل حاليا حول أهمية عمران كقلعة أخيرة تحمي الدولة و الجمهورية من الاطماع الحوثية الرامية للسيطرة على العاصمة و الاستحواذ على حكم البلاد حسب ادعاءات و تهويلات إعلام حزب الاصلاح و جماعة الإخوان لا يثير الحد المطلوب من اقناع الشعب و السلطة به .. فقيادة القوات المسلحة ترفض حتى الآن الزج بالجيش في مواجهة الحوثيين بحرب عمران تلبية لمطالب و ضغوطات أعداء الحوثي المشاركين في السلطة عبر الاصلاح و الاحمر و علي محسن و كل ما في الامر ان اللواء 310 بقيادة حميد القشيبي المحسوب على محسن هو من يتصدى بقواته و جنوده لأنصار الله في عمران بتوجيهات من المستشار الامني و العسكري لرئيس الجمهورية اللواء علي محسن دون رضى و موافقة وزارة الدفاع على ذات النهج الذي لعبه القشيبي و محسن مؤخرا بالوقوف مع آل الاحمر في حرب حوث و خيوان مع الحوثيين و معارك اليوم في ثلا و الضبر و المأخذ و محيط عمران امتدادا لها و كنتيجة لعدم الاستجابة الرئاسية لمطالب انصار الله و القبائل المتحالفة معه المشددة على إقالة و تغيير القائد العسكري القشيبي و محافظ عمران الاصلاحي محمد دماج التي كان الرئيس قد وعد المعتصمين لهذا الغرض على اطراف المدينة بتنفيذ مطالبهم لكن شيئا لم يحدث فتفاقم الاحتقان السياسي هناك الى انفجار الحرب بمختلف انواع الأسلحة الخفيفة و الثقيلة و سقوط عشرات الضحايا قتلى و جرحى من الطرفين.
هناك اطراف أخرى ظاهرة و غير مرئية تدفع باتجاه الحرب لأهداف مزدوجة .. بعضها يهدف الى اضعاف الحوثي و تشتيت قوته العسكرية و الشعبية حتى القضاء عليه و التفرد بالساحة .. و البعض الآخر يسعى لتوظيف الحوثيين بطريقة غير مباشرة لمصالح انتقامية و ثأرية خاصة به مع محسن و الاحمر و الاصلاح في اطار تصفية الحسابات بين الكبار الذين يجد انصار الله انفسهم بين هؤلاء المتنفذين من القوى المتصارعة لا يملكون خيار آخر غير المواجهة الى ما لانهاية و خوض الحروب المفروضة عليهم - حسب تبريراتهم - دفاعا عن النفس و الذات و انتصارا لأهداف مشروع المسيرة القرآنية التي يقاتلون تحت لوائها بذكاء سياسي كبير و صمود ميداني أكبر .. لدرجة قد تجعل الحوثيين قريبا يغيرون مسار الأحداث بتكتيك يقلب الطاولة و يختصر المسافة من اقصر الطرق توفيرا لأعباء حروب تفتح ابوابها عليهم في كل مكان .. بحيث تكون هناك حرب واحدة و أخيرة يخوضها انصار الله مع العدو الاول و الابرز لهم الجنرال علي محسن باعتباره وفق قناعاتهم من يقف وراء ما يتعرضون له من حروب منذ 2004 و هو الداعم و المحرض و المخطط لكل ما يتعرضون له من مؤامرات و مواجهات و استهداف طبقا لتصريحات و مواقف و بيانات قيادات حركة الحوثي انصار الله .. التي اصبحت في وضع يسمح لها بالدخول مع علي محسن في حرب مباشرة وجها لوجه و ربما ترى ان اللحظة المناسبة و الفرصة المواتية هي هذه الايام في ظل تفاقم الاستياء الشعبي من علي محسن و حلفائه الاصلاحيين و القبليين و رجال الدين المنخرطين في جبهة العداوة اللدودة مع الحوثي و جماعته حد عدم قدرة اي منهما على التعايش مع الآخر دون صراع و هو الامر الذي يعزز القناعات الحوثية بضرورة و اهمية الحرب الأخيرة.
حديث عبدالملك الحاد عن الجنرال محسن يحمل إشارات قد يفهم منها ان الجنرال هو الهدف القادم لأنصار الله .. بغض النظر عن مكان و زمان المعركة التي يرجح ان تكون في شمال غرب العاصمة حيث معقل اللواء المستشار و مركزه و تجمعات انصاره في احياء مذبح و عصر و النهضة بما فيها مقر الفرقة و موقع جامعة الايمان .. ععوضا عن وجود اكثر من منزل في هذا المربع للواء علي محسن ابرزها قصره على قمة جبل جامعة العلوم و التكنولوجيا بينما يسكن ايضا في قصره بشارع صفر و كلها قد تصبح ذات يوم في مرمى هجمات الحوثيين و هدفا استراتيجيا لعبواتهم و ألغامهم الناسفة التي تعودا بها تفجير و تدمير بيوت و منازل اعدائهم و خصومهم في الحروب على غرار ما قاموا به في حاشد بنسف منازل الشيخ الاحمر في الخمري و دنان و خيوان و قناف القحيط و الجماعي في همدان و غيرهم في كتاف و صعدة و سفيان حتى غدت سمة حوثية تشمل ايضا الجوامع و المعاهد التي يتحصن فيها غرمائهم و تتبع المعارضين لهم غير مكترثين بردود الفعل و الاستنكار الذي يدين قيام الحوثيين بهكذا تصرفات بقدرما تثير غيض كثيرين فإنها تقابل بارتياح آخرين من المتشفين.
لذا فإن تفجير منازل علي محسن اذا ما اندلعت الحرب بينه و انصار الله لن تتوقف في صنعاء اذا انتصر الحوثي و اضطر محسن الى الفرار نحو حصونه في سنحان بما يجعلها هي الاخرى مجالا حيويا للاستهداف لانهاء شامل لملف الصراع المتشعب سياسيا و مذهبيا و تاريخيا بين الجنرال و السيد.
خسائر الحوثيين في الأرواح و العنصر البشري في الحروب لا شك كبيرة بالمئات و الالاف لكنهم في الأخير يصنعون من دماء الضحايا انتصارات حاسمة لا تقبل بأنصاف الحلول مما جعل انصار الله قوة مرعبة خاصة بعد تمكنهم من إلحاق هزيمة قاسية بآل الاحمر الذين عجز الرئيس السابق علي عبدالله صالح بجيشه و قواته من هزيمتهم قبل اعوام خلال حربه معهم في الحصبة التي يبدو انها هدف مؤجل في حسابات الحوثي القادمة مع ان المراقبين يتوقعون منه ان ينتقل بعد السيطرة على عمران مباشرة الى الحصبة لاستكمال المعركة المصيرية .. الا ان تقديم علي محسن كأولوية ربما اصبح خيارا واقعيا تفرضه ضرورات المرحلة من منطلق الوصول للهدف من اقصر الطرق و بأقل الخسائر قياسا بما سيحتاجه الحوثي من تكاليف و وقت و تضحيات اذا ما بقي يخوض حروبه مع علي محسن بالتجزئة عبر مواجهات متقطعة من وقت لآخر مع جماعات و حلفاء الجنرال في مناطق عديدة تشمل الجوف و ارحب و الرضمة و حجة و برط و ذمار و رداع .. يمكن توفيرها جميعا باختصارها كلها في حرب واحدة تكون مباشرة مع الجنرال علي محسن في عقر داره و مركز قراره وسط العاصمة و امام العالم تحت شعار نكون او لا نكون!
الحوثيون يقرأون الوضع جيدا و يتعاملون مع الواقع بإدراك حصيف للعواقب و النهايات و قد صاروا حاليا قوة ضاربة لها عتاد عسكري ضخم و ترسانة اسلحة و جيش مقاتلين مدرب و كتلة سياسية و قاعدة شعبيةو اسناد ثوري و آلة اعلامية و لم يعد ينقصهم غير تحقيق الانتصارات على الأقوياء من مراكز القوى و النفوذ و الهيمنة .. و مع ان التكهن بالمصير الذي ينتظر علي محسن قد يكون صعب التقبل نسبيا في الوقت الراهن الا ان كل شيئ ممكن و التوقعات مفتوحة على مصاريعها و معطيات القوة و الحسم ترجح كفة الحوثي في الاحتمالات الواردة .. ليبقى السؤال : هل يمكن ان يقتل علي محسن في المعركة مع الحوثيين ام ان نهايته ستكون مماثلة لمن سبقوه ام انه سينتصر مع ان الانتصار لو كان واردا لحصل في الحروب السابقة التي كان هو من يقودها ميدانيا او من وراء الكواليس ؟
بإمكان الواحد ان يحلق بخيالاته بعيدا .. و يتوقع سيطرة انصار الله على موقع الفرقة الاولى مدرع و تسليمها للدولة لتجعلها حديقة .. و ما دام ان الجميع قد شاهد و رأى ما ظل مستبعدا و لا معقول بسيطرة الحوثي على قبيلة حاشد و التوغل في عمران و تفجير بيوت الأحمر .. فما الذي يمنع تكرار ذات السيناريو مع علي محسن و قصوره و بيوته و متارسه .. علما ان الجنرال المستشار قد لا يكون أقوى من آل الأحمر رغم تفوقه عسكريا بحكم منصبه و علاقاته!
من يعرف الحوثي و انصاره يعرف حجم الكراهية التي يكنونها لشخص علي محسن و هي الاحقاد الدفينة التي قد ترفع شراسة المعركة ضده و تدفع مقاتلي الحوثي للاستبسال في المواجهات معه للقضاء عليه و الانتقام منه .. و حديث عبدالملك عن الرجل في خطاباته الأخيرة و تركيز انصار الله على الجنرال علي محسن و رصد تحركاته و ممارساته تنم عن أشياء خفية .. يمكن الاستدلال عليها من خلال آخر أنشودة حربية أصدرها الحوثيون هذا الأسبوع عنوانها ( ثوري يا المعارك دقت الحسابة) و كلماتها من قصيدة قديمة لشاعر المسيرة الراحل عبدالمحسن النمري موجهة لشخص علي محسن الذي يرد اسمه في الإنشودة الحماسية الجديدة لأول مرة في الاعمال الفنية للحركة الحوثية التي تعمدت على ما يبدو في هذا العمل بألحانه الجسورة و توزيعه الموسيقي العسكري توجيه رسائل واضحة للجنرال و تهيئة مقاتلي المسيرة القرآنية معنويا للمعركة الحاسمة مع الهدف القادم الذي جاءت أنشودة التثوير داعمة لتحذيرات السيد عبدالملك للجنرال و تهديداته المغلفة بالتحدي و الإنذار للقائد العسكري الكبير الذي فقد في السنوات الماضية عناصر قوته و مازال يفقد المزيد و يتعرض لقصقصة الأجنحة و تقليم الأظافر نتيجة المتغيرات المضطردة على الساحة اليمنية و التي تخدم الحوثي و تدعم حظوظه و مشروعه في التقدم و التبلور كمشروع بديل و قوة جديدة تحل بدلا عن القوى المستهلكة .. غير ان الاثارة في هذا الجانب لا تنتهي هنا بنهاية مادة صحفية تقرأ القادم و تواكب مستجداته تباعا حتى الوصول الى نهاية المطاف بالضغط على زر التفجير امام عدسات التصوير و اصداء الصرخة الحوثية المدوية خلف عاصفة الغبار المتطاير من عمق حطام الركام
أفادت مصادر اعلامية ان توقيع اتفاق وقف الحرب في عمران الأربعاء الماضي كان طرفاة الجيش ووقع عنه " المقدشي " قايد المنطقة السادسة ، وجماعة الحوثي ووقعه عنها " صالح الوجمان " .
قال مسؤول محلي بمحافظة عمران (شمال اليمن) إن الهدنة بين الجيش والمتمردين الحوثيين، معرضة للانهيار في أي لحظة بعد تبادل الاتهامات بخرق الهدنة التي رعاها المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، في الوقت الذي أبطل فيه الجيش أمس عبوة ناسفة وضعت على مقربة من معسكر للشرطة في سيئون بحضرموت (جنوب البلاد).
وذكر المسؤول المحلي الذي فضل حجب هويته، أن مسلحي الحوثي نصبوا نقاط تفتيش لهم على مقربة من النقاط التي تسلمتها اللجنة الرئاسية، في منطقة «سحب»، ببلدة عيال سريح، كما أنهم لا يزالون يحتلون قرية بني ميمون، جنوب مدينة عمران، مستخدمين السكان دروعا بشرية، مضيفا أنهم «رفضوا الانسحاب من (بيت بادي) غرب عمران، بمبرر أن ذلك لم يدخل ضمن اتفاق الهدنة».
من جانبهم اتهم الحوثيون الجيش، في موقع الجميمة العسكري، بإطلاق الرصاص على المواطنين، وذكر تلفزيون «المسيرة» التابع للحوثيين، ويبث من بيروت، أن مواطنا أصيب بطلق ناري، متهما الجيش بخرق اتفاق الهدنة.
وتوقفت المواجهات المسلحة بين الجيش والحوثي، بعد جهود وساطة قادها المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، وتضمنت وقفا فوريا لإطلاق النار وتسليم مناطق سيطر عليها الحوثي حديثا، ووقف التعزيزات والحشود.
وقال سكان محليون في قرية بني ميمون في بلدة عيال سريح، «إن أكثر من مائة مسلح من الحوثيين يحتلون قريتهم المقابلة لجبل ضين الاستراتيجي». وناشد سكان القرية التي يقطنها ثلاثة آلاف نسمة «جمال بنعمر واللجنة الرئاسية إخراج المسلحين، وإعادة قوات الجيش إلى معسكراته»، مشيرين إلى وجود أكثر من 600 نازح، بسبب المواجهات العنيفة التي شهدتها المنطقة، وكانت نقابة المعلمين اتهمت الحوثيين بتحويل المدارس إلى ثكنات ومخازن أسلحة، وأوضحت النقابة في بيان صحافي أن «التعليم ومؤسساته دخلت قائمة الاستهداف من قبل الجماعة الحوثية المسلحة»، وناشدت «الدولة القيام بدورها وحماية مؤسسات التعليم من الاستهداف».
في سياق آخر أبطل خبراء المتفجرات، في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، مفعول عبوة ناسفة زرعت بالقرب من بوابة معسكر شرطة الدوريات وأمن الطرق. وذكرت وزارة الداخلية، في بيان صحافي، أن «العبوة الناسفة كانت ملفوفة بكرتون مناديل، ووضعت بالقرب من معسكر شرطة الدوريات، وجرى إبطالها من قبل فريق هندسي تابع للمنطقة العسكرية الرابعة، وشهدت المدينة قبل أسبوع هجوما واسعا لعناصر من تنظيم القاعدة أسفر عن مقتل 28 شخصا، ونهب بنوك ومصارف مالية».
وفي الوضع الميداني قالت مصادر عليمة ان عدد من أعضاء لجنة التنفيذ ألتقوا في عمران اليوم بينما البعض منهم لم يحضروا وأفادت بوجود عضو اللجنة قائد الشرطة العسكرية " اللواء الركن عوض محمد بن فريد " وعبدالحميد حريز ، عضو البرلمان عضو اللجنة ،وعبدالرحمن الصعر وكيل المحافظة عضو اللجنة ، والشيخ الأشول عضو اللجنة ، وممثل للحوثي يدعى عامر المراني ، اضافة الى تواجد مدير دائرة الاستخبارات العسكرية اللواء أحمد سيف اليافعي .
وقالت المصادر ان اللجنة نشرت مراقبين من الشرطة العسكرية في كل المواقع بمعدل 2 إلى 3 أفراد .
وعلى الصعيد الأخر تشهد مناطق محيطة بمدينة عمران وعلى مداخلها توتراً مستمراً إلى اللحظة ، وذلك لما تشهدة مناطق التماس والمناطق المجاورة لها في جبل يزيد وعيال سريح وريدة وثلاء من تحشيد واستعدادات وتمترس وتحصينات وتوافد أسلحة ومسلحين بشكل غير مسبوق .
وفي السياق نقلت مصادر ميدانية ان تعزيزات حوثية قدمت من صعده وحجة ووصلت عمران خلال الساعات الماضية مكونة من عشرات المسلحين وكميات من الأسلحة والذخائر ومواد غذائية ، وأوضحت المصادر ان ما يزيد عن 10 سيارات وصلت صباح اليوم الى ريدة ، وحوالي 30 سيارة وصلت أيضاُ عصر اليوم ، وانه تم توزيعها على جبهات القتال التي شهدت مواجهات الأسبوع الماضي .
وأشارت المصادر الى ان اغلب السيارات نوع هايلوكس غمارة ، وطقم يحمل مدفع 75 ، ودينا محملة بالذخائر .
وفي عمران المدينة يزداد تخوف السكان فيها مع مغادرة مئات الأسر خلال الأيام الماضية واليوم حيث لوحظ مغادرة معظم الأسر المحسوبة على مسلحي الحوثي المدينة .
وقالت مصادر محلية ان قيادات حوثية بمدينة عمران نقلت أسرها اليوم وأمس إلى خارج عمران وتركتها لمسلحين يتبعون الحوثي ، وأضافت المصادر ان تجار محسوبين على الحوثي نقلوا بضائعهم من مدينة عمران أيضاً .يأتي ذلك بالتزامن مع أحاديث عن انفجار وشيك للوضع خلال الساعات القادمة قال السكان انها لشخصيات مناصرة للحوثي .
وكانت مصادر محلية أفادت ان مسلحي الحوثي يوم أمس واليوم يتمركزون في مدارس منطقة بيت بادي التابعة لمديرية جبل يزيد وعلى مقربة لا تتجاوز ال 3 كيلو متر من مدينة عمران ، وذكرت مصادر مطلعة تمركز المسلحين الحوثيين في مدارس " النهضة الثانوية ، والخنساء للبنات ، ومدرسة الصالح " .
وفي عيال سريح أفادت مصادر محلية بمواصلة مسلحي الحوثي اقامة متارس ليل امس واليوم مشيرة الى متارس في بني ميمون ،
ونقلت المصادر معلومات غير مؤكدة عن قيام مسلحي الحوثي بزراعة ألغام جوار مدرسة الفتح من الجهة الجنوبية مقارب للأسفلت في بني ميمون .
وقالت مصادرمتطابقة عصر اليوم ان مسلحي الحوثي في ذات المنطقة يعملون على رش وطلاء الأطقم التي استولوا عليها من قوات الأمن الخاصة في حوش مدرسة الفتح بلون الأطقم التي تتبعهم .
وفي جبل يزيدأفادت مصادر محلية بان قنبلة انفجرت قبيل المغرب في قرية المضلعة التي يسيطر عليها مسلحي الحوثي واستهدفت مجموعة من الأشخاص بينهم أطفال ، وقالت المصادر ان طفل قتل وجرح ما يزيد عن 10 أخرين ، اصابة بعضهم خطرة . واسعفوا الى مستشفى خاص في المدينة .
وأضحت المصادر ان لجنة من قبل الحوثي وصلت الى مكان الحادث وانهم تحدثوا حينها ان الجيش خرق الهدنة وضرب على المنطقة من الجميمة وقاموا بتحريض السكان .
وفي جبل يزيد أيضاً روى سكان محليون مشاهدة دبابتين في منطقة رأس الحمودي اليوم .
الى جانب ذلك أفاد السكان في الضبر بتحرك أكثر من 20 سيارة مسلحين يتبعون الحوثي من بير عايض الى الصرارة مركز مديرية جبل يزيد بعد ظهر اليوم ، ويكتض مجمع الصرارة بالمسلحين منذ أسبوع .
وفي ثلاء افادت المصارد ان تعزيزات ليل امس لمسلحي الحوثي قادمة من مديرية مسور . وان تجمعات كبيرة لهم وأسلحة ثقيلة منها هاون وبي 10 في مناطق القمة ومسلحين وأطقم رشاشة في اعلى السد . وان نقطة تفتيش للحوثيين في مفرق الشيم بثلاء .
هذا ولا زلت عدد من النقاط التابعة لمسلحي الحوثي قائمة ومنها :
نقطة مفرق الشيم مديرية ثلاء، وفي طريق صنعاء نقطة سحب القريبة من السجن، ونقطة بيت عامر، على الخط ذاتة ،ونقطة في بيت الضلعي عيال سريح ، و2 نقاط في بير عايض الأولى جوار مسجد القعود والثانية قرب الخيام التي كان يعتصم فيها مسلحي الحوثي ، ونقطة في الصرارة،جبل يزيد ، وفي جهة بيت بادي نقطة بيت بادي مكان النقطة الأمنية، ونقطة في مفرق الماخذ، و في قارن نقطتين احدهما مكان نقطة الجيش ونقطة أخرى في الرزم.
كما ذكرت المصادر بأن مسلحي الحوثي يرفعون بعض النقاط أحيانا لكنهم يبقوا متواجدين جوار الخط .
وكانت اشارت أنباء سابقة أن الحوثيين أعادوا نشر قواتهم العسكرية ،ة في اكثر من موقع بمحيط مدينة عمران بعد وصول مئات المسلحين الجدد من محافظات صعدة والجوف وحجة كما عملت على بناء المزيد من المتارس وحفر الخنادق واستحداث مواقع جديدة .
وأوضح شهود عيان وفقا ل "عمران نت" انهم شاهدوا مسلحي الحوثي يتسللون من نقطة بيت بادي التي استولوا عليها وقتلوا عدد من افرادها من قوات الامن الخاصة وفي مساء الجمعه تسللت مجموعات من المليشيات الى شبيل المحاذي لخط الاربعين الشمالي و استحدثوا مواقع جديدة جهة الحجز وفي بيت عامر على خط صنعاء عمران.
وقال سكان محليون انهم يسمعون حركة الحفر النشطة للخنادق في اغلب مواقع مسلحي الحوثي بمحيط المدينة وقرب بيوت المواطنين. كما اكد شهود عيان للموقع انهم شاهدوا مليشيا الحوثي تشق طريق الى الجبل المطل على مدينة عمران من الناحية الشمالية من منطقة الصراره بالخدرة الى جبل المحشاش. وذكرت مصادر حوثية ان هدف الطريق السماح بوصول الدبابات الى موقع قنينة المطل على المدينة .
هذا ولا زالت المليشيا المسلحة تغلق الطرق المؤدية الى مدينة عمران من جهاتها الاربع وخصوصا طريق صنعاء عمران التي نصت اتفاقية الهدنة على فتحها حيث نصبت المليشيا نقطة على الطريق ببيت عامر على بعد 3كم من المجمع الحكومي للمحافظة .
وفي نفس السياق كثفت المليشيا من حملة الاختطافات من الطرق والمداهمات للمنازل. ففي منطقة ذيفان شرق مدينة عمران اختطفت المليشيا ستة مواطنين يشتبه بعدم رضاهم عما تقوم به المليشيا وهم: جلال مقبل عتيق حسان علي يحي رياض بندر جابر مراد يخي عبدالرحمن هاني شبرين عزيز القحم كما اختطفوا في نقطة لهم على طريق صنعاء عمران الشاب حازم صلاح. اضافة الى بلاغات عن اختطافات تلقاها عمران نت لم يتسنى للموقع التأكد منها عبر مصادر اخرى حتى كتابة التقرير.
وفي بني ميمون التي يتواجد مسلحو الحوثي في مدارسها ومنازل المواطنين افاد مراسل عمران نت عن نزوح كبير للاهالي هناك وانتشار للسرقة واقتحام البيوت من قبل عصابات يعتقد ان لهم علاقة بمسلحي الحوثي. وفي نفس السياق اصدر عدد من اهالي بني ميمون نداء استغاثة طالبوا فيه اخراج المسلحين الحوثيين من قريتهم ومنازلهم ومدارسهم وحصن القرية التي اقتحمتها مليشيا الحوثي المسلحة الاسبوع الماضي وحولتها الى ثكنات عسكرية كما طالب سكان القرية بحمايتهم من الحروب.
وفي سياق اخر اكد مصدر امني ان حوالي 76 سجين ممن هربتهم مليشيا الحوثين من سجن عمران المركزي بمنطقة سحب والتحقوا بها وتم نقلهم من قبل مليشيا الحوثي الى محافظة الجوف صباح اليوم لتلقي تدريبات عسكرية هناك قبل تكليفهم باعمال قتالية مسلحة بحسب موقع عمران نت.
جدير بالذكر أن المبعوث الأممي جمال بن عمر كان قد أعلن قبل يومين عن التوصل لوقف المواجهات المسلحة بين الحوثيين وقطاعات من الجيش اليمني ، كما وجه الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى ضرورة الالتزام باتفاقية الهدنة , ومواصلة الحوار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.