إذا كانت معظم الصحف السعودية استعانت بعدد من كوادرها من خارج المنطقة لعون مراسليها داخل المنطقة في نقل تفاصيل الأحداث منذ البداية لعظم الحدث وتوالي أحداثه وتفاصيله وللاحترافية التي يملكها الموفدون بعكس عدد كبير من المتعاونين من داخل المنطقة حيث يعتبرون هواة ومجتهدون , فإن تجربة عبده علواني محرر صحفي في عكاظ تختلف كليا عن زملائه الصحفيين من أبناء المنطقة فهو خاض تجربة النزوح وترك قريته الحدودية وبحث عن ملجأ له ولأهل بيته ولأقاربه وفي الوقت نفسه ظل اسمه ضمن الفريق العكاظي الذي يغطي الحدث دون توقف حتى اليوم . يقول علواني : ( أسكن قرية الراحة الحدودية التي تبعد عن الحدود ب 11 كلم تقريبا ويفصلها عن الحدود قرية جلاح وغبيرة والسمسرة وتقع القرية جنوب غرب الخوبة , وعند بدأ الأحداث كنت أؤدي واجبي في تغطية الحدث من المحيط الذي أعيش فيه حيث قام رجال القرية شبابا وشيوخا بدورهم في مراقبة الحدود وحمل السلاح الشخصي وقبضنا على عدد من المتسللين في أول ثلاثة أيام , وكنا بعيدين عن مرمى النار عكس قرى الغاوية والجابري لكن أمر النزوح جاءنا بعد عشرة أيام من بداية الأحداث وحاولنا إقناع المسئولين ببقاءنا حتى جاءنا القرار النهائي بالنزوح يوم الجمعة 24 ذو القعدة وكان قرار الخروج صعبا ومؤلما لأكثر من 5000 فردا هم عدد سكان القرية التي تعتبر حاضرة القرى الحدودية ففيها عدد من المرافق الحكومية والخدمية وبها مجمع لمدارس البنين والبنات , جمعنا أغراضنا الشخصية التي استطعنا حملها في تلك الظروف من ذهب وسلاح مرخص وأوراق ثبوتية ورسمية وتركنا منازلنا الحديثة بما فيها من عفش حيث تركت منزلي الذي كلفني 2 مليون تقريبا وأثاث ب 70 ألفا , وعن طريق رئيس مركز القفل الذي نتبع له نحن ويتبع إداريا لمحافظة صامطة يحي عبده حكمي تم إيواءنا في وحدات سكنية في إسكان ديحمة الخيري الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين عند زيارته الأخيرة للمنطقة في محافظة صامطة ونحن 40 أسرة نازحة وجدت مكانا لها في الإسكان , علما أن إدارة الإسكان جهزت حاليا أكثر من 50 وحدة سكنية جاهزة لعدد من النازحين , حاولت خلال تلك الفترة العسيرة التوفيق بين النزوح ورعاية أطفالي الستة وزوجتي وعدد من أقاربي وتأمين احتياجاتهم وتغطية الأحداث ميدانيا لصالح الصحيفة ونجحت بفضل الله ثم بتعاون زملائي في الصحيفة والمسئولين داخل المنطقة , أقوم بجولتي الصحفية اليومية صباحا وبعد العصر أعود لأولادي أطمئن عليهم وأقضي حوائجهم , وأتمنى من أي مسئول تأمين سكن يليق بإعلامي خدم المنطقة أكثر من 10 سنوات ويعتبر عمله مكملا لعمل القوات المسلحة وبقية القطاعات الخدمية وأرجوا أن يتم نقل مقر عملي كمدير لمدرسة القفل الابتدائية حيث صرت أقطع يوميا أكثر من 100 كلم بعد النزوح حتى أستطيع التوفيق بين مهمتي الوطنية والقرب من أبنائي وخدمة طلابي بالصورة الحسنة ) . وبين علواني أنه يفتخر بالمهمة التي يقوم بها ولن يعيقه شيء عن مواصلة مهمته للآخر