إعادة الاعمار ،من العجب العُجاب أ لا تتحمل تكاليفة الدول المتسببة مباشرة فيه وأن تُحصر عقوده على شركات مقاولات ومؤسسات دول كبرى والغة في صراعات وحروب جرت وتجري بدول عربية على وجه التحديد تسببت في التدمير عبر ضخ مصانعها وشركاتها للسلاح التدميري ، يأتي ذلك فيما مجلس الأمن رهينة بايدي تلك الدول ، فهل باستطاعته قبل إصدار أي قرار عن إدانة أو شجب صراعات وحروب أو التحذير من خطرها ، أو بعد أن يباد البشر والحجر وبعد أن يضمحل اقتصاد مناطق الصراع ،فالزراعة توقفت والأراضي الزراعية أجدبت ، والبشر بين محارب ومدافع ، ونازح ولاجئ ، وقتيل وبعد أن تتشبع مصانع وشركات الأسلحة بدول مصدرة للسلاح ، و بعد أن يقرر الأقطاب وخاصة الروسي والأميركي وقفها يصدر قرار أممي بوقف الحرب ؛عندها تشرئب أعناقهم إلى الاستثمار في خراب ظلوا يماطلون ويشترون الوقت لمضاعفة الخراب والدمار كي يكسبوا مليارات من الدول المتبرعة بإعادة الإعمار وجلها دول الخليج وبمقدمتها المملكة العربية السعودية . أليس من الانصاف أن يشكل مجلس الأمن الدولي لجنة دولية من دول محايدة في الصراع العربي الاسرائيلي أو في اي مناطق اجتاحتها حروب ، وهنا أخص الحروب الثلاثة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة للأعوام 2008، 2012 .2014 ،وتتوصل إلى تحديد المسؤول عن الحرب ومن دمر وأزهق أنفسا بريئة ويكلف بتحمل إعادة إعمار ما دمره ، وتعويض أسر الشهداء من المدنيين الأبرياء الذين دكت منازلهم على رؤوسهم أو قتلوا بآلة التدمير الاسرائيلية تحت حجج واهية ،ومتى طبق هذا ستحسب إسرائيل أو أي دولة معتدية عواقب ما تقترفه بحق أبرياء وبنى تحتية خدمية غير عسكرية من منازل ومدارس وجامعات ومشافٍ وغيرها ، وأن تصعد الدول العربية والاسلامية مطالباتها بتغيير نهج مجلس الأمن أو تعلق عضويتها فيه إن لم تنفذ القررات الدولية ليس بانسحاب اسرائيل فذلك حلم أن يطبق ، بل ما ستتوصل إليه اللجنة المفترضة حين تحمّل إسرائيل تكلفة مادمرته. بالمقابل ستنتهي بالفعل الحرب في سوريا مهما طالت ، وسنجد الدول التي ساعدت النظام السوري وزودته بأسلحة التدمير " الشامل " من سلاح كيماوي قد اكتفت بسحبه وإتلافه غير عابئة بما حصد من أرواح أطفال ونساء ومدنيين ، وما يقوم به النظام السوري من تدمير ممنهج لحلب ودرعا وقرى الغوطة الشرقية بالكامل ومحافظة حمص ، ودرعا وغيرها من المدن والقرى والبلدات ،ومن المنصف أن يتم إلزام رئيس النظام الذي تتراكم المليارات بحسابه بتكلفة اعادة الإعمار سواء كان حينها بالحكم أو خارج الحكم ، كما تساهم إيران وروسيا والصين التي تمد نظام بشار بالأسلحة الفتاكة والمدمرة ، إضافة لتأمين الصين وروسيا حماية له من الفصل السابع ، بتحمل الجزء الأكبر من إعمار سوريا مستقبلا كون النظام هو من دمر لا متلاكة أسلحة التدمير ، خاصة وأن المعارضة المسلحة وخاصة الجيش الحر لا تمتلك أسلحة تدمير بل أسلحة دفاعية وبدائية ، من جانب آخر يجب أن يلزم نوري المالكي بتحمل تكلفة منازل ومرافق مدنية دمرها بالفلوجة والأنبار وغيرها. ختاما كان الله في عون دول الخليج على تحمل تبعات ما دمرته إسرائيل بعدوانها على غزة ؛ وما سيتبعه مستقبلا من إعادة تعمير سوريا ، وعلى الأقل أن يكون من حق شركات ومؤسسات خليجية أن تنفذ إعادة الاعمار ، بدلا أن تدفع تكلفة الاعمار لشركات أمريكية وغربية تساهم بمد اسرائيل بالذخائر والأسلحة والطائرات .. باعتقادي سيقول البعض أن هذا مستحيل أو أن يكون حتى مجرد تفكير بحلم كهذا .. أقول : وما المانع ؟أم سيظل اعادة الإعمار ، عرفا استعماريا ، يتحمله الأغنياء ويستثمره " من قام بالتدمير أودول كبرى مصدرة لأسلحة الدمار التي زودت المعتدي بأسلحة التدمير " 1