برنامج الثامنة الفريد من نوعه والجديد في ملبسه في عيون مجتمعنا هو برنامج قد نال إعجاب الملايين من المواطنين بالتاكيد وخاصة بعد ان إعتدنا على متابعة حلقاته كما إعتدنا على متابعة طاش ماطاش ، ولكن الثامنة بدأ في عيوننا بشكل أهم وخاصة أننا نشاهد فيه مسؤولين في دوائر حكومية فإعتقدنا بانه برنامج مختلف ويجب ان نتابع حلقاته ونحن مؤمنيين بانه برنامج وليس مسلسل كوميدي ، بل بدأنا نتابع أولى حلقاته بإهتمام لما يتطرق في حلقاته من قضايا هامة وبحضور شخصيات هامة ..!! في الحقيقة عندما أحسست بأنني قد وصلت لمرحلة إدمان متابعة هذا البرنامج أيقنت تماماً بأن إعلامنا قد وضع اول خطواته بالشكل المطلوب في خدمة المواطن لأن الثامنة في حلقاتها تهتم بما يعانيه المواطن بالفعل وخاصة أنها تتطرق لمناقشة قضايا ذهب ضحيتها مواطنين بسبب تقصير مسؤول في إحدى الجهات الرسمية على سبيل المثال في حق بعض المواطنين . مع إستمرار الحلقات لهذا البرنامج أعترف بأنني قد بدات بالتفكير بشكل جاد حول البحث عما قد تم حله من خلال مناقشة بعض القضايا ويتضح لنا ثبوت تقصير أحد المسؤولين في حق مواطن ، ولكن للأسف لم اجد شيء من ذلك فقلت بالتاكيد أن هناك خطأ في العنوان الذي ابحث انا بموجبه عن حل مشكلة سبق مناقشتها في هذا البرنامج فحاولت ان اترقب البرنامج عن قرب لعله سيعلن عن ذلك في إحدى حلقاته القادمة ومع إستمرار الحلقات لم اجد إعلان حتى دليلا واحدا يذكر على ذلك كي يكون الدليل على ثقافة النتائج والمحاسبة أو على الأقل مجرد إعلان التوبيخ لأي مسؤول قد ثبت بانه قد تسبب في ظلم مواطن او التقصير مع مواطن آخر وهي الخطوة التي سنعتبرها بأن الثامنة قد قامت بمواجهة الفساد علنا ومحاسبة من تثبت إدانته من خلال هذا البرنامج لأنه الشيء الوحيد الذي سيثبت بان الثامنة ليست مجرد عدد أو على الأقل ليست مجرد خصام لمدة ساعة وتصالح في باقي ساعات عمر ذلك المواطن المسكين .! لا ادري كيف يفكر من يقف خلف هذا البرنامج سواء الشريان أو غيره بان الظهور بمثل هذه الصورة التي ترسم في صورتها الظاهرة لنا تلك الحريات الجديدة في الإعلام السعودي بمثل هذا البرنامج الذي يظهر كل ليلة بقضية جديدة ويناقش المتسببين فيها من المسؤولين وجهاً لوجه ويؤكد لنا بان ذلك المسؤول هو مُدان بالفعل ولكنه في اليوم التالي يطويها كما كانت دون إعلان النتائج والقرارات التي صدرت بحق هؤلاء المسؤولين عندما تثبت إدانتهم امام ملايين المشاهدين ، ولا نرى منهم سوى الإكتفاء بطرح قضية تلو الأخرى لكسب اكبر عدد من المشاهدين ماهو إلا صناعة للضباب امام المواطنين وهذا يعكس الصورة الحقيقية للسيادة الإعلامية عندما تنوي إيصال رسالتها الحقيقية وهدفها الذي نشأت وتأسست من اجله فيما يخص خدمة المواطن لأن الطرح النظري نعرف بانه مجرد كلام في الهواء وبالتاكيد لن يُثمر بغير هدر الوقت وإعطاء صورة تؤكد باننا نسير دون اهداف مدروسة على اوراق عنوانها الهدف الإيجابي وأن ذلك حتماً سيوصل المواطن في يوم ما لأن يرفع يده ليشير بان ذلك يكفي وسيختم تمتمته بسؤال او سؤالين كالمعتاد – إلى متى ؟ - وماذا بعد ؟ الأجدر بمن يقفوا خلف الثامنة ان يفكروا بمثل هذا وأن تكون وظيفتهم لا تتوقف عند حدود طرح القضايا بشكل نظري دون حلول لأن طرح قضية بشكل يومي دون أخذ قرار في حق كل مقصر ومخالف للنظام وبدون الأخذ بعين الإعتبار ان المواطنين سينتظروا ذلك القرار الصادر في حق هؤلاء بعد كل حلقة سيوصلهم بالتأكيد لدرجة الملل والإحساس بان هذا البرنامج مجرد مادة إعلامية من النوع الكوميدي ولا يخلق رؤى جديدة وتطلعات نبيلة النوايا لخدمتهم بل ربما قد يرى البعض بان برنامج طاش قد يساهم في علاج قضاياهم بشكل أفضل ويجب أن ندرك بان خدمة المواطن بالشكل الصحيح هو الهدف الذي تسعى وتهتم به حكومتنا الرشيدة . 1