كشفت وكالة "رويترز"، عن شبكة تضمّ ما لا يقل عن 53 موقعًا إلكترونيًّا، تقدم، كمنافذ إخبارية أصلية باللغة العربية، معلومات كاذبة عن الحكومة السعودية ووفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في محاولة منها للتشكيك في الإنجازات التي تقوم بها المملكة. وقالت الوكالة، في سياق تقرير نشرته، حول المواقع الوهمية التي تقدم وجبة من الأخبار الكاذبة الموجهة ضد المملكة، إن موقع Alawatanews.com هو جزء من هذه الشبكة. مشيرة إلى أن المحققين في شركة الأمن السيبرانيClearSky أكدوا أن مراجعة عناوين الخادم المضيف وتفاصيل التسجيل، أظهرت أن المواقع تعمل كجزء من نفس الشبكة، كما أن العديد منها يحتوي أيضًا على نماذج تصميم وعناوين ويب متطابقة تقريبًا، أو قامت بنشر نفس التقارير الإخبارية المزيفة أو المشابهة لها. وعلق موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تلك الحسابات، بينما قالت "رويترز"، إن هناك شخصًا يُدعى محمد طرابي بعنوان مسجل في مصر، مدرج على الإنترنت كمالك ومشغل لأغلبية ال53 موقعًا، مشيرة إلى أنه عندما تم الوصول إليه عبر الهاتف، أكد أنه مالك تلك المواقع، لكنه أغلق الهاتف، عندما طُلب منه مزيدًا من التفاصيل. من جانبه، قال "أوهاد زيدنبرج" المحلل في "كليرسكي"، إن المواقع التي حددتها "رويترز"، باعتبارها مواقع تنشر أخبارًا كاذبة عن الحكومة السعودية تعمل كجزء من الشبكة نفسها منذ عام 2017. وأشار إلى أن المواقع التي لا تزال متصلة بالإنترنت، فضلًا عن النسخ المؤرشفة من المواقع المعطلة الآن، توفر نظرة ثاقبة لعمليات الشبكة وأهدافها، لتقويض الرواية السعودية الرسمية للأحداث، ونشر الارتباك حول الحكومة السعودية، بحسب المحلل في "كليرسكي". وقال زيدنبرج: "تعتبر السعودية واحدة من القوى الرئيسية في الشرق الأوسط. ووفقاً لذلك، فإن العديد من مشغلي البنى التحتية الإخبارية المزيفة يستهدفون جمهور المملكة بتواتر متزايد". مضيفًا أنه لا يمكن تحديد هوية الجاني في هذه المرحلة. ورفضت شركات استضافة الويب وشركات الدعم Hetzner و GoDaddy و Cloudflare تقديم أي معلومات حول مشغّل مواقع الويب، متذرعة بسرية العميل. وأشارت وكالة "رويترز"، إلى نماذج من تلك الأخبار الكاذبة التي تستهدف المملكة، قائلة، إنه بتاريخ 20 أكتوبر، نشر موقع alawatanews.com باللغة العربية تقريرًا يفيد بإجراء تغييرات في السعودية، زاعمًا الموقع بأنه استشهد بوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إلا أن حقيقة الأمر، أن التقرير كاذب، فلم تنشره "واس"، وإنما تم رفع الصياغة والصورة من إعلان سابق صادر عن الديوان الملكي قبل عام، واستبداله بما يروجوه من معلومات مضللة حول إجراء تغييرات في المملكة. وأكدت أن تلك المواقع الكاذبة، تروّج الأباطيل، في محاولة منها لتعكير المياه على نطاق أوسع، بغرض التشويش حول الإنجازات والتطورات التي تقوم بها الحكومة السعودية. وأشارت "رويترز"، إلى الإجراء الذي قامت به شركة "فيسبوك" وغيرها من الشركات لتقويض إيران التي تستعمل شبكة من المواقع الإخبارية الزائفة وشخصيات إعلامية مزيفة لنشر معلومات مضللة، بعضها يستهدف السعودية.