سقطت ورقة التوت في موقع «تويتر»، وأضحت سطوة الشخصيات الأكثر تأثيراً كلاماً يشبه السراب، بعد أن كشفت تحليلات بيانية لحسابات دعاة وإعلاميين ورياضيين سعوديين وعرب على قائمة «الأكثر تأثيراً» في «تويتر»، أن معظم متتبعيهم «وهميون» و"غير فاعلين». وكشف موقع «status people» المتخصص في إحصاءات المواقع الاجتماعية وما يتعلق بها رقمياً - من خلال تطبيق يمكّنك من معرفة عدد المتتبعين الوهميين والحقيقيين لأي حساب على «تويتر» - أعداداً ضخمة ممن يعتقد أنهم «متتبعون» أو «جمهور» لمشاهير سعوديين وخليجيين وعرب، ليست سوى حسابات وهمية. الدعاة محمد العريفي وعايض القرني وسلمان العودة، إضافة إلى الإعلاميين أحمد الشقيري وتركي الدخيل، الذين يتربعون على قائمة الأكثر تأثيراً في السعودية عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كلّهم لم يتجاوز عدد متتبعيهم «الحقيقيين» أكثر من ثُلث الأرقام المعلنة رسمياً والمسجلة في رؤوس صفحاتهم، ولم ينج حساب رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد من لوثة الحسابات الوهمية، إذ بلغت نسبة المتتبعين الحقيقيين 43 في المئة فقط، وإن كانت الأفضل في قائمة المتصدرين، أما الإعلامي الرياضي بتّال القوس (السابع ترتيباً)، فسجّل حسابه نسبة حضور حقيقي أكبر من الخمسة الأوائل، وإن لم يسلم من نسبة الوهميين المحبطة. وسلّط رجل الأعمال السعودي عبدالرحمن الخراشي الضوء على إمكان التلاعب بأعداد المتتبعين في «تويتر»، بعد أن أعلن - عبر حسابه - أنه ينوي رفع عدد متتبعيه من 600 إلى نصف مليون قبل أيام عن طريق الشراء، وهو ما بدأ بتطبيقه، إذ تجاوز عدد متتبعيه أمس 210 آلاف، ليحول النظرية المسماة ب"شراء البيض" والتي يتهم بها بعض المشاهير إلى واقع ملموس. وسخّر الخراشي حسابه على تويتر ساحة لتصيد المشاهير بمراقبة أعداد متابعيهم الجدد ونشاطهم، لدرجة وصلت بالمغردين إلى سؤاله عن مشاهير بالأسماء لمعرفة مدى حقيقة متتبعيهم في جو أخذ طابع السخرية. وأبدى الخراشي استغرابه من رد الفعل العنيف من محبي الداعية العريفي بقوله ل «الحياة»: «كان هناك رد فعل لم أتوقعه من أنصار ومحبي الداعية العريفي تحديداً، سواء عن طريق التغريدات أم سيل الاتصالات التي انهالت عليّ، من أشخاص يهاجمونني دفاعاً عنه»، مقللاً من شأن ما سمعه من تحرك لرفع دعاوى تشهير وتشويه سمعة. في الوقت نفسه، شكّك موقع تقني عربي بدقة النتائج، وزعمه انطباقها بدقة على 10 آلاف متتبع أو أقل - وإن لم يأت بدليل على ادعائه - في حين نفى أحد مشاهير الصف الثاني في “تويتر" عصام الزامل خلال حوار أول من أمس على قناة “روتانا خليجية" نظرية البيض من أساسها. وتجاوز تفوق «العرض» على «الطلب» بشأن أسعار شراء المتتبعين، حيث انخفضت خلال أيام معدودة، فبعد أن كان بالإمكان شراء 50 متتبعاً ب"ريال"، بات بالإمكان الحصول على ضعف العدد بالقيمة نفسها. وتعتبر أعداد المتتبعين للمشاهير «خيالية» قياساً بعدد الناشطين السعوديين على تويتر المقدر بنحو 830 ألف مغرد، بحسب «تقرير الإعلام الاجتماعي العربي» الصادرة عن كلية دبي للإدارة الحكومية، مع العلم أن السعوديين يتصدرون قائمة المغردين النشطين على المستوى العربي، ما يعني وجود «هوة واسعة» بين أرقام الناشطين وأرقام متتبعي المشاهير، أكّد ذلك اتهام أستاذ الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد الدكتور فايز الشهري، ل"الحياة" مجموعة من الشخصيات المشهورة من السعوديين والخليجيين ينتمون لعدد من المجالات، باستخدام «أساليب مخالفة من خلال حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، يهدفون من خلالها إلى زيادة متتبعيهم». وربما يكون خلاص المشاهير من تهمة الشراء والتلاعب بالأرقام، معتمداً على احتمال وجود هجرة كبيرة لمشتركي «تويتر» بناءً على ضخامة عدد الحسابات غير النشطة، كما تؤكده النتائج التحليلية، التي تصل نسبتها إلى 40 في المئة، وكانت مدينة الرياض حلّت في المرتبة العاشرة عالمياً من ناحية عدد التغريدات المنشورة يومياً على تويتر، وكانت العاصمة الإندونيسية جاكرتا احتلت رأس القائمة، تلتها طوكيو ثم لندن.