أهم هذه المعالم سلسلة جبال طويق الشاهقة التي طالما تغنى شعراء العرب بحسنها. كما أن هذه الأجواء -حين تطالع وادي الوعل بحوطة بني تميم- تحتضن أنواعاً وفيرة من الغزلان والوعول والزواحف، والحيوانات المتوحشة أحياناً في قمم الجبال، فتلك المنطقة تتمتع بتربة (...)
إن ما تموج به مجتمعاتنا العربية من هذه النقاط وغيرها هي ما يخلط الماء الرائق بالطين فيغدو وحلاً لا يشبع ولا يروي من العطش، وهؤلاء شبابنا الصبية الصغار قد ينساقون وراء آراء وأفكار هدامة إذا ما تداركنا ذلك برفقتهم وحسن تربيتهم ومعالجة أمورهم بما (...)
سألتك يومًا حين التقينا في لحظة خاطفة حانية، ماذا تريد منا؟ وكيف الولوج إلى عوالمك لكي تتحقق المتعة التي هي الهدف الأسمى حتى لو كانت عن طريق الألم؟ قلت لي: المعرفة.. لأن المعرفة وما في وعينا من معتقدات وأفكار وتصورات ليست غاية، وإنما هي وسيلة، مادة (...)
نستطيع القول إن كلا من العلم والفن يلتقيان بلا أي شك في مفهوم المعرفة، فالمعرفة تأتي عن طريق العقل واستخدام آلياته وملكاته، بينما الفن والأدب يؤديان إلى الوصول للمعرفة عن طريق الإبداع الإنساني والإلهام والولوج إلى منطقة الوجدان والعاطفة..
جدلية الفن (...)
عندما كنا أطفالاً لم نكن نعلم فضل هذا الشهر كما يعلمه الكبار، لكننا كنا نفرح لفرحة العيد، ولأن هذا الشهر يكون فرحة كبرى في قلوب أهالينا فنفرح لهذا الفرح، ولا ننسى أن هناك فطائر السنبوسة وشربة الكويكر وزيارات الأهالي بعدها في مناخ محفوف بالبخور (...)
نحن لا ندعو إلى الانغلاق على الذات والتراث؛ وإنما ندعو إلى التماس المعرفي مع الذات والهوية ثم التماس العالمي بوعي وإدراك للمفاهيم الماورائية الغربية، وبذلك نكون قد عملنا على ملء الفجوة الباعثة على الغربة، ومن هنا يكون الحفاظ على الإرث (...)
إن ما يحزننا الآن هو عدم الفهم لمعنى العولمة ومفهومها من بعض رموزنا الثقافية، وتلك مصيبة عملت على تفاقم المشكلة؛ فنجد خلطاً بين العولمة والعالمية، برغم ذلك البون الشاسع بينهما، فالإسلام يعمل على اتساع الجغرافيا بينما العولمة تضغطها فتميتها ولها (...)
إن أثر تحليق أجنحة المملكة شرقاً وغرباً في تحالف وتواؤم مع جميع دول العالم بدون استثناء، ذلك لما للمملكة من ثقل يجعلها صلة وصل بين دول العالم، ولهذا أصبح لها أجنحة لا لتحلق فحسب وإنما لتربط نواحي هذا العالم المترامي الأطراف في كينونة وجودية تحمي (...)
إن العلوم الإنسانية من اقتصاد وألسنة وتحليل نفس قد زعزعت الثقة بالصرح الإنساني.. ومن هنا كانت الصعوبة القصوى في الحديث عن أي نظريات تبدو الآن وكأنها فقدت البوصلة التي تستطيع أن ترشد إلى الاتجاه الذي تسير فيه، إذ تخلخلت الأسس التي تقوم عليها يقينية (...)
إن الإعلام الغربي بنزعته المتحيزة يريد أن يبث فينا روح الإحساس بالضعف والهوان والانهزام والقهر من الآخر بينما نحن غير ذلك.. فمنطق الانهزامية لا يجد إلى قلب العربي طريقاً؛ فالقوة في اتخاذ القرار يرجع إلى امتلاء الذات بال(نحن).. ونحن بكل إرثنا صناع (...)
نتعجب من ذلك السباق المحموم على حجز مدارس اللغة الأجنبية وعلو أسعارها والتفاخر بأن ابن هذا أو ذاك في مدرسة أجنبية اللغة! لسنا ضد العلم وتعلم اللغات، ولكننا ضد الترخيص والاستهتار بل والتنكر للغتنا الأم، أم الحضارة الإنسانية أجمع..
ثغثغات يمتلئ بها (...)
ما نحتاجه من الدارسين والباحثين هو تطبيق منهج علم اجتماع الفنون والآداب لكل ما تقدمه هيئة المسرح والفنون الأدائية وكل الهيئات ذات الصلة، لأنها حقيقة قدمت الكثير من هذه الفنون التي تحتاج إلى هذه الدراسات لكي تكتمل الحلقة بعد هذا الجهد الكبير..
لقد (...)
إن صناعة اتخاذ القرار هي مهمة واجبة بما يخدم صناعة التفكير عند أجيالنا الحاضرة والقادمة، بما يشكل السلوك الجمعي وبما يؤسس لعلم صناعة اتخاذ القرار، بحيث أن يجعل الفرد يتخذ القرار فور الانتهاء من تلقي جرعة أدبية أو إعلامية أو حتى مسرحية، خارجا منها (...)
إن كل ما نشهده اليوم من استثمار في قطاع الصناعات وخاصة الاستثمار في صناعة الدفاع والابتكار هو خطوة عظمى وكبيرة على طريق استراتيجية توطين الاستثمار الصناعي والابتكار، سواء على المستوى المحلي أو الدولي..
لم تكن المملكة العربية السعودية بلدا غفلا، (...)
لم تعد صرخات المدرسة التعبيرية التي غيرت العالم مجدية، لأن صرخات النساء في غزة بلا رنين لكنها الأقوى والأمر.. لم يعد للعالم آذان بالرغم من أن له عيوناً، فلماذا يصدع رؤوسنا بدعوى الأخلاقية الإنسانية التي سقطت وسقط معها وجه هذا العالم..
من أصعب (...)
يأتي مهرجان الرياض للمسرح في حلة جديدة باذخة الحضور، والذي تم التحضير له منذ العام 2022 حتى خروجه للنور في احتفالية كبرى، لا يعلم البعض عن كمّ المشقات التي تحملها القائمون على هذا المهرجان لإخراجه بهذه الصورة التي تليق بالمسرح السعودي وبجمهوره (...)
ينشأ الصراع من "نقطة الهجوم على الوسط الساكن" (وهو اتخاذ قرار من الشخصية المحورية، قرار غير متوقع منها، حيث يحدث ذلك الانفجار في أفعال الشخصيات)، فليس كل الحوارات والصور والتنقلات الزمكانية تستطيع أن تخلق عملاً درامياً أو تصنع عملاً وأفعالاً تدفع (...)
ما يدفع النقاد والفلاسفة للتنظير هو التقلب في فضاءات الدهشة نحو الكمال، وهذا ما نجده في أفكار الفلاسفة المسلمين، ثم نجده يمتد في ثنايا أفكار الفلاسفة الغربيين المحدثين في شكل يتباين فيه الأسلوب ويبقى المعنى واحداً في عدة مناحٍ تنظيرية كالهوية (...)
ما يدفع النقاد والفلاسفة للتنظير هو التقلب في فضاءات الدهشة نحو الكمال، وهذا ما نجده في أفكار الفلاسفة المسلمين، ثم نجده يمتد في ثنايا أفكار الفلاسفة الغربيين المحدثين في شكل يتباين فيه الأسلوب ويبقى المعنى واحداً في عدة مناحٍ تنظيرية كالهوية (...)
إن كل ما يكتبه الكاتب المسرحي من علامات وتوصيف مناظر ولغة وكل ما يتضمنه عمله يحمل لنا عالماً من الدلالات والرموز التى يجب علينا فهمها؛ لأنه وهو يكتبها يعلم ماذا يفعل وماذا يكتب وماذا يقصد، ولذلك فإنه يتوجب علينا إيجاد تلك الصفة الحيوية بيننا وبين (...)
حب النفس وتدليلها ليس معناه الأنانية والحقد وتمني هزيمة من يتفوقون علينا، وإنما حب النفس هو ذلك الغوص الدائم في الأعماق للبحث عن الجمال وتلمس تفاصيله، فهو بطبيعة الحال محيط بنا في كل دقائق وتفاصيل حياتنا..
كنت في زيارة خاطفة في الأيام السابقة لجبل (...)
إن الوقوع في فخ الوهم المعرفي هو ذلك الخلل في الإيقاع الزماني المختلف بين الإيقاع الداخلي للذات وبين الإيقاع الخارجي للمحيط، هذا الخلل هو ما يعمل على خلخلة المحيطين «الداخلي والخارجي» مما يشكل الملل والضجر وعدم احتمال ما يسمى في علم النفس مواصلة (...)
نتناول الفن المسرحي، نصاً أو عرضاً، بتناول الفكر المسرحي الذي يحيطه والفلسفة التي تنضح بها جوانبه والتي يترقبها الدارسون عبر العصور لكشف عمق هذه المجتمعات وفكرها وما يحيط بها من مؤثرات، كما أن المدارس الفلسفية تعمل في المسرح بفاعلية الأواني (...)
جبل قارة بتاريخه الفذ العريق لم يخْفِه ما يحف به من تقدم حضاري ومن تطور لافت مهيب للمدينة نفسها بكل ما تكتنفه كلمة تطور وتحديث، بل وقف شامخاً معانداً يفرض نفسه شاهداً على التاريخ ليحكي لنا كل يوم العديد من الحكايات والأساطير والمعتقدات الشعبية التي (...)
حينما ظهرت «الكوميديا الاجتماعية» جعلت الطبقة الوسطى تقبل على المسرح لأنهم يرون أنفسهم فيها، فتدفق الجمهور على المسرح في ذلك الوقت مما عمل على نهضة مسرحية، ليس في مصر فحسب، وإنما في أرض الشام أيضاً نظراً لامتزاج الفرق المسرحية وتنقلها وعامل (...)