سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. عبدالخالق عبدالله ل «الرياض»: الدور السعودي أساسي ومهمّ في ملفّات المنطقة أكد على عدم التعويل على خطاب «ظريف» التصالحي.. وان الصقور الإيرانيين لن يتحوّلوا فجأة إلى حمائم
لم يغيّر الاتفاق النووي بين الغرب وإيران كثيرا في الأولويّات الخليجيّة فبقي اليمن الأولوية القصوى سياسيا وعسكريا وأمنيّا، وتأتي مكافحة الإرهاب بنداً مهماً على الأجندة الخليجية وخصوصا محاربة تنظيم "داعش" وكيفية حماية دول الخليج العربي منه. وفي حوار حول تداعيات الاتفاق النووي على ملفات المنطقة ومنها في اليمن يقول الخبير السياسي والأستاذ المحاضر في العلوم السياسية الدكتور عبدالخالق عبدالله ل"الرياض" بأنّه لغاية اليوم لم يحصل أي تعاون من إيران في قضية اليمن "ما حسم الأمور في اليمن هو القرار السياسي العسكري السعودي الإماراتي الخليجي الذي أرسى هذا الاختراق وقد انقلبت الموازين اليوم لصالح دول الخليج التي يبدو بأنّها تنوي حسم هذا الأمر بأسرع قدر ممكن لكي تأتي ظروف مؤاتية لجولة مباحثات جديدة، سيكون جماعة الحوثيين طرفا فيها لكنّها لن تأتي بشروط حوثيّة وإيرانية لحلّ الأزمة في اليمن ولا أرى بأنّ إيران عملت إطلاقا أيّ جهد لكي تساعد في حلحلة الأمور في اليمن". من يمثّل ظريف؟ --------------------- وردّا على سؤال حول الخطاب التصالحي الذي انتهجه وزير خارجية إيران محمّد جواد ظريف تجاه المملكة والدول الخليجية مطالبا ب"مجمع للحوار" قال عبدالله: " من الجيد أن تسمع دول الخليج خطابا تصالحيا صادرا عن إيران التشدّد والتمدّد، وهو خطاب من المفيد التمعّن فيه وأخذه بالاعتبار خليجيّا، وخصوصا وأنه يأتي مخالفا لخطاب التهديد والوعيد الذي طالما اتّسم به خطاب الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد والتيار الراديكالي الثوري في إيران". ويستدرك الدكتور عبدالله: للخطاب إذاً قيمته، لكنّني أعتقد أنّه من السّذاجة الاعتقاد بأنّ هذا الخطاب التصالحي يعني بأنّ "شياطين" إيران أصبحوا ملائكة فجأة، وبأنّ الصقور الإيرانيين في موقع القيادة تحوّلوا فجأة إلى حمائم، إنّ إيران كقوّة عدم استقرار في المنطقة، من غير الوارد أن تتحوّل كما يصوّر هذا الخطاب فجأة الى قوّة اعتدال واستقرار. ثم إن هذا الخطاب يأتي من قبل ظريف وأغلب الظنّ أنه في المعادلة السياسية الإيرانية لا يمثّل سوى نفسه في الوقت الرّاهن وخصوصا في الخطاب الذي يتوجّه به إلى الدول الخليجية". الدول الخليجية لم ترَ يداً إيرانية ممدودة وإنّما ترى قبضة متشددة تموّل وتدعم جماعات الإرهاب ------------------------------------------------------------------------------------------------------------- * ما المطلوب خليجيّا من طهران؟ يقول الدكتور عبدالله " نحن في الخليج الأكثر استماعا إلى خطاب المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم المرشد الأعلى نفسه الذي أطلق خلال فترة غير بعيدة تهديدات ضدّ السعودية ودول الخليج أثناء حديثه عن اليمن والبحرين. ونحن دوما نطرح السؤال: من يمثل ظريف؟ هل يمثّل نفسه أم جهة مسؤولة إيرانية في ظل صدور تصريحات متناقضة من مسؤولين سياسيين كبار؟ فمن نصدق ظريف أم سواه من المسؤولين الإيرانيين؟". * ويقول عبدالله ردّا على سؤال عن وساطة محتملة بين إيران والسعودية :" تودّ إيران الوصول إلى السعودية بأي شكل من الأشكال، وتعتقد طهران بأنّها قادرة على فتح الأبواب السعودية الموصدة بوجهها في الوقت الرّاهن، تسعى إيران إلى ذلك من أطراف عدّة، لكنّ السعودية لا تثق بها". وأكد عبدالله على أنه لغاية" هذه اللحظة لا ترى السعودية وبقية الدول الخليجية اليد الإيرانية الممدودة وإنّما ترى القبضة الإيرانية المتشددة. فإيران متّهمة بأنّها تموّل وتدعم جماعات إرهابيّة وثمّة شواهد يوميّة نراها في البحرين وفي الكويت والسعودية، والكشف عن موادّ متفجّرة مصدرها إيران، هنالك في الحقيقة أمور تدفع دول الخليج إلى فرملة ثقتها بإيران. إن دعم إيران للحوثيين في اليمن ول"حزب الله" في لبنان وللميليشيات الشيعية عوامل تثبت بأنّ إيران لا تزال مستمرّة في تدخّلها في الشؤون الداخلية لدول الخليج. وبالتالي لا تزال الثقة السعودية منعدمة بها تماما". * وهل يؤكد هذا الكلام بعض المخاوف الغربية من أنّ دول الخليج والسعودية تتجه نحو مزيد من التشدد في مواقفها وخصوصا في سوريا؟ يقول الدكتور عبدالخالق عبدالله:" غير صحيح، أثبتت الدول الخليجية أنها في مقدمة من تقف ضدّ الإرهاب وفي الصفوف الأمامية للحرب ضدّ "داعش"، والدول التي تتصدر هذه الحرب هي السعودية والإمارات وبقيّة دول الخليج العربي وبالتالي فإنّ التشدّد يأتي من الطرف الإيراني". رسائل واشنطن للخليج غامضة -------------------------------------- * لكنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري حمل رسائل مطمئنة للحلفاء الخليجيين وقبله وزير الدفاع الأميركي كارتر آشتون الذي زار إسرائيل والسعودية والأردن؟ يقول الدكتور عبدالله " هذا ما سعى إليه كيري وآشتون، لكن في تقديري أنّه مهما حاول كيري طمأنة دول الخليج، فإنّ الرسائل التي تصدر حاليا من واشنطن، في ظلّ الاتفاق النووي مع إيران هي غامضة ومتناقضة وغير مطمئنة. فأوباما تحدث مثلا عن أن الخطر الحقيقي على دول الخليج ليس في إيران وإنما في الدّاخل، ويرى بأنّ إيران هي طرف معتدل في المنطقة، كل ذلك ينمّ على أن هنالك في واشنطن وجهات نظر غير مطمئنة تجاه إيران وتجاه دول الخليج العربي". دور السعودية محوري في الحلول ------------------------------------------ * وماذا بعد اجتماع الدوحة بين وزراء خارجية السعودية وروسيا وأميركا وما الذي تمخض عنه؟ يقول الدكتور عبدالله:" لم ترشح لغاية اليوم أية أجواء مهمّة، وأستبعد حصول توافقات في الوقت الراهن، ولكن يبدو بأنّ هذه الاجتماعات مفيدة للتأكيد بأنّ الدور السعودي هو أساسي ومهمّ في ملفّات المنطقة، وبالتالي فإن وجود لافروف وكيري وحرصهما على سماع وجهات النظر الخليجية ينمّ عن أن دول الخليج هي طرف مهمّ وغير هامشي وربّما يعادل أو يوازي الطرف الإيراني الذي يقول بأنه مفتاح الحلّ في المنطقة. تحاول إيران أن تقنع الدول الخليجية بأنه توجد حرائق في المنطقة وأنها قادرة على إطفاء الحرائق، واجتماع الدوحة يؤكد بأن الأوراق ليست كلّها بحوزة إيران كما تعتقد". مبادرة إيران لسورية ولدت ميتة ----------------------------------- * وعن قراءته للمبادرة الإيرانية تجاه سورية قال الدكتور عبدالخالق عبدالله: "أعتقد بأنّ هذه المبادرة ولدت ميتة لأنها لا تنصّ صراحة على تنحيّ بشار الأسد من السّلطة، إن مفتاح الحل في سورية وفق الطرف السّعودي الخليجي هو أنّه لا يمكن تجاوز هذه المعضلة في المنطقة، والمبادرة الإيرانية تجاه سورية ولدت ميتة ولن تجد لها آذانا صاغية في المنطقة".