عادت الأوضاع في إدارة الأندية الأدبية بوكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام إلى الصفر مجددا، وسخنت أجواء وزارة الثقافة والإعلام باكرا قبل الصيف، بتقديم رابع مدير لها في ظرف سنتين استقالته أمس. ودخلت إجابة مدير الإدارة الدكتور أحمد قران الزهراني على سؤال طرح عليه غداة تعينيه قبل أقل من عام " متى ستترك إدارة الأندية الأدبية؟"، وأجاب وقتها "حينما تقف الوزارة حائلا أمام تحقيق الأهداف التي جئت من أجلها". قران ترجم وعده أمس، إلى فعل، بتلويحته الأخيرة للمثقفين من على كرسيه، وأطلق تدوينته التي لم تكن مفاجئة للوسط الثقافي الذي تنبأ بابتعاده عن موقعه الوظيفي، منذ فترة، وتحديدا مع معرض الرياض الدولي للكتاب، حين أبدى قران وقتها تذمره من تهميش الوزارة له ولإدارته، بحسب تصريحاته الصحفية، وتدويناته الإلكترونية. وأرجع قران استقالته إلى ثلاث مستجدات: هي "تأجيل اعتماد لائحة الأندية الأدبية الجديدة، تأجيل الانتخابات وبالتالي التمديد لمجالس إدارات الأندية الأدبية الحالية، المناخ العملي لا يتيح لي بأن أقدم ما كنت أسعى لتحقيقه". وقال قران في تدوينته على صفحته بفيسبوك "أيها الأحبة والأصدقاء، لا أعلم ماذا أقول.. أقسم لكم بأنني كنت سأعمل بكل صدق وإخلاص وشفافية من أجل الثقافة والمثقفين، كنت عاهدت أصحاب المعالي الوزراء ونفسي على ذلك. كما قلت في مقابلات إعلامية في سؤال فحواه: متى ستترك إدارة الأندية الأدبية؟ فأجبت: حينما تقف الوزارة حائلا أمام تحقيق الأهداف التي جئت من أجلها. كنت قد كتبت طلب إعفائي من الإدارة العامة للأندية الأدبية من الأسبوع الماضي وحدثت بعض الأساتذة والأصدقاء عن ذلك وكنت قد نويت أن أقدمه هذا الأسبوع وقد وجدت قرارا وزاريا بإعادة الإدارة العامة للأندية الأدبية إلى وكالة الوزارة للشؤون الثقافية. فقدمت لمعالي وزير الثقافة والإعلام طلب إعفائي من الإدارة العامة للأندية الأدبية". مصادر قالت ل"الوطن" إن "قرار إعادة الأندية لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، خصوصا أن مدير إدارة الأندية الأدبية أسر إلى بعض المقربين منه خلال الأسبوع الماضي أنه لم يستطع أن يلتقي مسؤولين في الوزارة لنقاش وضع لائحة الأندية الجديدة". "الوطن" حاولت التواصل مع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان للتعليق على الموضوع إلا أنها لم تتمكن من الوصول إليه بسبب إغلاق هاتفه النقال، ولم تفلح في التواصل معه عن طريق الرسائل النصية. كما حاولت "الوطن" التواصل مع مكتب وزير الثقافة والإعلام وأجاب مدير مكتبه سعد الأمير بأن الوزير مشغول وغير موجود. ويعد قران رابع مدير يترك هذا الكرسي الذي بات غير مستقر، فخلال عامين مرت عليه أسماء عبدالله الأفندي، وعبدالله الكناني، وحسين بافقيه، ثم خلف بافقيه الأمير سعود بن محمد، الذي لم يستمر طويلا، وأخيرا أحمد قران. وذكرت مصادر ل"الوطن" أن الشاعر محمد عابس ربما يكون أكثر الأسماء ترشحا لإدارة الأندية الأدبية، رغم أنه سبق له أن اعتذار عن هذا المنصب قبل فترة أحمد قران، الذي لم يكمل عاما في منصبه، إذ جاء تعيينه في عهد الوزير الأسبق الدكتور عبدالعزيز خوجة، عقب استقالة حسين بافقيه بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه، مبررا ذلك بعدم ملاءمة أجواء العمل، ومسجلا تحفظه على أداء القطاع الثقافي في الوزارة. وجاءت استقالة بافقيه الذي حظي تعيينه برضا ودعم واحتفاء من أطياف المشهد الثقافي بشكل عريض، على خلفية أحداث نادي أبها الأدبي، وحكم المحكمة الإدارية ببطلان انتخابات النادي التي نظمت قبل حوالي أربعة أعوام. يشار إلى أن بافقيه كان عينه وزير الثقافة والإعلام خوجة مديرا للأندية الأدبية في أبريل الماضي بعد إقالة المدير الأسبق عبدالله الكناني على خلفية ملابسات تأجيل ملتقى مهرجان الشعر الخليجي في نادي تبوك الأدبي. من جهته، امتنع قران عن التعليق ل"الوطن"، ذاكرا أنه سيتحدث في الوقت المناسب، بينما قال بافقيه ل"الوطن": اتضح الآن أن قرار استقالتي العام الماضي كان صائبا، هناك مشكلة ما في داخل الوزارة، والمطلوب في تصوري هو إلغاء إدارة الأندية الأدبية تماما، وإعادة النظر فيها لمصلحة الثقافة، ويمكن بل الأفضل أن يكون وضع الأندية مشابها لوضع فروع جمعية الثقافة والفنون، التي تعمل باستقلالية تامة عن المركز، وتقدم عطاء وإنتاجا أفضل في العموم من الأندية الأدبية التي تعيش حالة من عدم الاتزان والتخبط.