على الرغم من تغطيتها أمنيا وعسكريا من قبل أفراد وضباط حرس الحدود والقوات المسلحة، لم يستطع عدد من أهالي قرية جبل شهدان التابعة لمحافظة الداير بمنطقة جازان مقاومة واجبهم الوطني في ظل ظروف عملية عاصفة الحزم، خاصة من قبل رجال الأمن والقوات المسلحة المتقاعدين منهم، إذ تطوع نحو 300 شخص للمشاركة في حماية الحدود بأسلحتهم الشخصية، وتتراوح أعمارهم بين 25 و100 سنة. منطقة جبل شهدان تعد الأقرب حدوديا وتقابلها قرية المنبه اليمنية، وللوصول لتلك المنطقة استغرقت الرحلة التي قطعتها «مكة» من وسط جازان إليها نحو ست ساعات ذهابا وإيابا، عبر طرق وعرة وطرق معبدة وغير معبدة. في هذه الأثناء التقت «مكة» عددا من المتطوعين، منهم العريف المتقاعد جبران علي المالكي الذي خدم نحو 25 سنة في حرس الحدود. وقال «منذ أول ليلة في العاصفة بدأت استعداداتنا للمشاركة في حماية الحدود جنبا إلى جنب مع حرس الحدود والقوات المسلحة، وبالرغم من وجود القوات إلا أننا رفضنا أن نقف مكتوفي الأيدي، فنحن نشعر بواجب وطني يحتم علينا الوقوف مع الوطن على المستويات كافة». ويكمل وكيل رقيب حيان جبران المالكي وهو متقاعد من وزارة الدفاع: «عملنا على أن نقسم الشباب إلى عدة مجموعات، وكل واحدة لها وقت استلام مواقع معينة تتواجد فيها كدعم تطوعي للقوات العسكرية والأمنية»، وتمتد خدمة حيان العسكرية إلى 18 سنة، وهو من اللواء الرابع من القوات المسلحة. وحول التنسيق مع الجهات الأخرى، أكدوا أنهم على تواصل مستمر مع الجهات المعنية لتمرير أي معلومة أو ملاحظة تستحق القلق بشأنها بالتنسيق مع شيخ القبيلة، نافين رصدهم أي تحركات مشبوهة خلال فترة مرابطتهم، أو أي محاولة تسلل، مرجعين الفضل في ذلك إلى يقظة رجال الأمن والقوات المسلحة. من جانبها، أصدرت إمارة جازان توجيهات بأن على المواطنين البقاء في منازلهم والإبلاغ عن أي مشاهدات مشبوهة وتمرير المعلومات وعدم التجول بالأسلحة حفاظا على سلامتهم، مشيرة إلى أن حرس الحدود والقوات المساندة تقدر تعاونهم وتعاون مشايخهم وكل أفراد القبائل الحدودية.