نائب رئيس غرفة أبها يدشن معرض عسير للعقار والبناء والمنتجات التمويلية    أمير المدينة يستقبل سفير إندونيسيا لدى المملكة    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    سمو وزير الخارجية يشارك بالإجتماع الوزاري بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية.    أمير الرياض يعتمد ترقية 238 موظفاً من منسوبي الإمارة    توقيع مذكرتي تفاهم لتعزيز استدامة إدارة النفايات وتشجيع المبادرات التوعوية    النيابة العامة: التستر وغسل الأموال يطيح بوافد و3 مواطنين لإخفائهم 200 مليون ريال    أمير المدينة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب بالجامعة الإسلامية    المنتدى العالمي للتمويل الإسلامي يدعو لتعزيز التنمية المستدامة    القبض على 8 أشخاص لقيامهم بالسرقة وسلب المارة تحت تهديد السلاح    «الفضاء السعودية» تنشئ مركزاً عالمياً متخصصاً في مجالات الفضاء بالشراكة مع «المنتدى الاقتصادي العالمي»    "جائزة الأميرة صيتة" تُعلن أسماء الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة    رصد 54 مخالفة في منشآت التدريب الأهلية في شهر مارس    سياسيان ل«عكاظ»: السعودية تطوع علاقاتها السياسية لخدمة القضية الفلسطينية    افتتاح الملتقى السنوي الثاني للأطباء السعوديين في إيرلندا    أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة    «مطار الملك خالد»: انحراف طائرة قادمة من الدوحة عن المدرج الرئيسي أثناء هبوطها    وزيرا الإعلام والعمل الأرميني يبحثان التعاون المشترك    فيصل بن فرحان: الوضع في غزة كارثي    لتحديد الأولويات وصقل الرؤى.. انطلاق ملتقى مستقبل السياحة الصحية    عبدالله خالد الحاتم.. أول من أصدر مجلة كويتية ساخرة    الأهلي بطلاً لكأس بطولة الغطس للأندية    النصر والنهضة والعدالة أبطال الجولة الماسية للمبارزة    تتضمن ضم " باريوس" مقابل "فيجا".. صفقة تبادلية منتظرة بين الأهلي وأتلتيكو مدريد    دولة ملهمة    نائب أمير مكة يطلع على تمويلات التنمية الاجتماعية    فيصل بن بندر يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر ويستقبل مجلس جمعية كبار السن    رابطة العالم الإسلامي تُعرِب عن بالغ قلقها جرّاء تصاعد التوترات العسكرية في شمال دارفور    اللواء الزهراني يحتفل بزفاف نجله صلاح الدين    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    منصور يحتفل بزواجه في الدمام    اللجنة الوزارية العربية تبحث تنفيذ حل الدولتين    " ميلانو" تعتزم حظر البيتزا بعد منتصف الليل    منتدى الرياض يناقش الاستدامة.. السعودية تتفوق في الأمن المائي رغم الندرة    الفيحاء يتوّج بدوري الدرجة الأولى للشباب    ديوانية الراجحي الثقافيه تستعرض التراث العريق للمملكة    النقد وعصبية المسؤول    مهنة مستباحة    فئران ذكية مثل البشر    إستشاري يدعو للتفاعل مع حملة «التطعيم التنفسي»    شوبير: صلاح يقترب من الدوري السعودي    ميتروفيتش ومالكوم يشاركان في التدريبات    جامعة «نورة» تفتتح منافسات الدورة الرياضية لطالبات الجامعات الخليجية    منجزات البلدية خلال الربع الأول بحاضرة الدمام    اكتمال جاهزية كانتي.. وبنزيما انتظار    المصاعد تقصر العمر والسلالم بديلا أفضل    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    صحن طائر بسماء نيويورك    أول صورة للحطام الفضائي في العالم    ذكاء اصطناعي يتنبأ بخصائص النبات    تطبيق علمي لعبارة أنا وأنت واحد    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    المسلسل    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



#تحقيق ل "مكة" يلقي الضوء على محيطنا الملتهب : طبول الحرب المذهبية في اليمن
نشر في أنباؤكم يوم 20 - 07 - 2014

لم تعد الحرب في سوريا مجرد خبر في شريط الأخبار بعد أن اعتاد الناس على الكوارث الإنسانية وأعداد الضحايا، فالنيران تمتد إلى لبنان ثم العراق، ففي لبنان تفجيرات ومحاولات اغتيال بهدف جرها إلى محرقة الاضطرابات، وفي العراق اشتعلت النار التي كانت تتوقد من تحت الرماد طيلة السنوات الماضية، وإيران تستعمل ضغوطها الظاهرة والخفية في الخليج ودعمها العسكري في العراق وسوريا وتمويلها في اليمن والسودان وغيرها.
تابعوا تحقيق "مكة أون لاين" التالي:
في جميع الأحوال دقت طبول الحرب علنا لدرجة أن أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي دعا للاستعداد للحرب لأن عاشوراء وكربلاء أخريين في الطريق. وفي اليمن توسع الحوثيون حتى احتلوا عمران وأصبحوا على مشارف العاصمة صنعاء في ظل ضعف الحكومة المركزية، والقاعدة تسرح وتمرح في جهات مختلفة منها، والصومال ما زالت تضربها الفوضى الأمنية والسياسية، والسودان لم يحل الانفصال مشاكله بل زادها سوءا، ومصر بدأت تتعافى بعد تداعيات الثورة، والوضع في فلسطين المحتلة كارثي وهناك أعلام محدودة لداعش بدأت ترتفع في الأردن. والسعودية أحكمت حدودها مع جيرانها ووفرت سبل الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين، واعتبرت ذلك خطا أحمر وكان هذا محور تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده وزير الدفاع الأمير سلمان وولي ولي العهد الأمير مقرن، وأكد عليها مجلس الوزراء ومجلس الأمن الوطني ووزير الداخلية ووزير الحرس الوطني.
وهذا لا يعني ألا نستشعر الخطر في المحيط الملتهب حولنا، وأن هناك محاولات مستميتة ومستمرة من عناصر في الداخل وجهات إقليمية ودولية لزعزعة الأمن وتهديد استقرار هذا البلد الأمين. وفي هذا الملف سوف نستعرض أوضاع محيطنا الملتهب حتى نكون أكثر وعيا واستعدادا وندرك الخطورة التي حولنا، ونعد لهم ما استطعنا من قوة.
تتجه أنظار جماعة الحوثيين الشيعية المنشقة عن المذهب الزيدي صوب العاصمة اليمنية صنعاء، التي يشرفون على أجزاء منها بعد أن تمكنوا من السيطرة على مدينة عمران بشمال اليمن، الواقعة على بعد نحو 50 كيلو مترا من صنعاء.
وفرض مسلحو الجماعة سيطرتهم الكاملة على المدينة وانتشروا في جميع الشوارع والأحياء والمباني الحكومية فيها، بعد مواجهات عنيفة مع قوات الجيش والجماعات المسلحة الموالية له، استمرت طوال الشهرين الماضيين، سقط فيها عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.
وتمكن المسلحون الحوثيون من السيطرة الكاملة على مقر اللواء 310 المرابط بعمران بقيادة اللواء حميد القشيبي الذي استشهد في المعركة.
واستولى الحوثيون على أسلحة ومعدات ثقيلة من اللواء 310، بجانب السيطرة على معسكر قوات الأمن الخاصة ومبنى المحافظة.
ووفقا لمصادر أمنية، عمد الحوثيون إلى نقل أكثر من 50 دبابة وسيارة مدرعة من اللواء 310 إلى أماكن أخرى، إلا أنهم أبدوا استعدادا لتسليم اللواء إلى الدولة بعد بيان مجلس الأمن، الذي أدان سيطرتهم على عمران.
حرب مذهبية
-------------
وبموازاة مع ما حدث في عمران، تتبنى جماعة الحوثي خطابا مزدوجا، الشق الأول فيه سياسي يعبر عن رغبتهم في وجود واستمرار الدولة، فيما تتبنى في الشق الثاني تحركا دينيا مذهبيا كحركة إحيائية جهادية ترفع شعار الموت لأمريكا وإسرائيل، بينما أفعالها على أرض الواقع نقيض ذلك، فالجماعة تسعى إلى التوسع والقضاء على كل من يخالفها بالمذهب، كما حدث في دماج وصعدة وحجة وعمران، والدليل ماثل للعيان، فبعد أن أنجز الحوثيون مهمتهم في السيطرة على عمران بدؤوا كعادتهم في النفي لأي استهداف للدولة أو محاولة لاقتحام العاصمة صنعاء.
وقال الحوثي في بيان أسماه "بيان توضيحي" إنه كان لزاما على أبناء عمران الدفاع عن أنفسهم مما وصفه بظلم وغطرسة قائد اللواء 310 المرابط بالمدينة حميد القشيبي"، وممن وصفها بالميليشيات التكفيرية التابعة لتجمع الإصلاح (الإخوان المسلمين).
في الوقت نفس أصدر التجمع اليمني للإصلاح بيانا بشأن أحداث عمران وما تتعرض له مقراته الحزبية ومراكز تحفيظ القرآن من تدمير ممنهج على يد الحوثيين.
تجاذبات إيرانية
----------------
يقول المحلل العسكري مسعود القرشي إنه من الصعب الجزم بالمرامي النهائية للمشروع الحوثي وأهدافه الاستراتيجية، وفي أي المسارات سيمضي.
وحقيقة الوضع الراهن بعدما حصل في عمران من قبل الحوثيين من سيطرة كاملة على المحافظة والاستيلاء على أسلحة الدولة من معسكرات الجيش، تدل على أن مسار السيطرة العسكرية وفرض قوة السلاح هو المهيمن على ما سواه من مسارات سياسية أو مسار الاندماج في الدولة المدنية القادمة، المرتكزة على مخرجات الحوار الوطني الذي شاركت فيه والمبني على روح المبادرة الخليجية.
وأوضح أن ما حصل في عمران من قبل الحوثيين يشكل سابقة خطيرة تدل على التجاذبات الإقليمية المستمدة من إيران، والسعي لإضعاف هيبة الدولة اليمنية مما يهدد استقرارها، بل ويقوض وينهي مخرجات الحوار الوطني.
التمدد في 5 محافظات
------------------
أظهر الاقتتال وسيطرة الحوثيين على محافظة عمران المطلة على العاصمة صنعاء عن بروز تطورات وأبعاد جديدة لحركة الحوثي، حيث بات نموها كظاهرة مسلحة تستمد سلاحها من إيران ومن أطراف داخلية يمنية، بل وصل بها الحال للسيطرة على معسكرات وأسلحة ثقيلة، كما حصل في عمران وقبل ذلك في صعدة خلال الحروب الماضية..كل هذه التطورات في مشهد جماعة الحوثي تثير قلق الدولة اليمنية من كونها انتقلت من استخدام قوتها العسكرية من وسيلة للدفاع حسب شعارها عن مظلوميتها إلى أداة للسيطرة وللتوسع والانتشار من مركزها الرئيسي في صعدة إلى خمس محافظات يمنية، مستفيدة من انشغال الدولة بوضعها الانتقالي، والتحديات السياسية والاقتصادية العميقة التي تواجهها، فاستطاعت خلال وقت قصير تحقيق تمدد كبير وصل حتى الأماكن المطلة على العاصمة صنعاء.
تطهير مذهبي
------------
استطاعت جماعة الحوثي منذ انطلاق ثورة الشباب عام2011 توسيع انتشارها المذهبي حتى وصلت إلى خمس محافظات شمال اليمن.
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية خاض الحوثيون حربا طائفية ومذهبية في كتاف ودماج على السلفيين والقوى القبلية المتحالفة معهم، أفضت إلى إخراج سلفيي دماج من صعدة.
وفي جبهة حاشد خاضت حروبا مع آل الأحمر ودمرت منازلهم وكذلك في أرحب وهمذان القريبتين من العاصمة تم تدمير عدد من المنازل ودور تحفيظ القرآن وبعض مقرات التجمع اليمني للإصلاح، واستطاعت الوصول لمسقط رأسهم في حوث والخمري، وتدمير منزل الشيخ فيها.
وبالتوازي، خاضت الحركة حربا في منطقة أرحب القريبة من العاصمة مع قبائل موالية لحزب الإصلاح الإسلامي، وكذلك في محافظة الجوف القريبة من الحدود السعودية، انتهت بتوقيع اتفاق صلح توسطت فيه الدولة، ولكن بعد سيطرتهم على عمران دخل الحوثيون في حرب جديدة.
ففي محافظة الجوف الحدودية مع السعودية تدور معارك واشتباكات عنيفة بين الحوثيين ومسلحين قبليين موالين لجماعة الإصلاح المنتمية للإخوان المسلمين في منطقة الصفراء، التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها.
وأسفرت تلك المواجهات التي وقعت في مناطق حدودية بين محافظتي مأرب والجوف شمال شرق اليمن، عن مقتل نحو 30 شخصا وإصابة العشرات من الطرفين.
السيطرة على اليمن
-----------------
يرى المراقبون أن تطور القوة العسكرية لجماعة الحوثي التي بدت واضحة بالسيطرة الكاملة على عمران، ترمي إلى تحقيق سيطرة سياسية وعسكرية ليس على العاصمة فقط، بل على اليمن كاملا، مستعينة بالعلاقة الجديدة والجيدة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح والتقاء مصلحة الطرفين في إفشال العملية الانتقالية عبر تأجيج الفوضى وإشعال فتيل الحروب في أكثر من منطقة.
وعبر المراقبون عن اعتقادهم بأن المصلحة المشتركة بين الحوثيين وأنصار صالح يتوقع أن تؤدي إلى إرباك المشهد الداخلي ونظام الرئيس عبدربه منصور هادي، وبالتالي التنصل من مخرجات الحوار الوطني الشامل، كما تتيح أعمال العنف فرصة ذهبية للحوثيين لبسط نفوذهم على الأرض وتحقيق هدفهم الأساس، وهو نشر مذهبهم الشيعي وتوجهاتهم الفكرية والمذهبية.
واستند المراقبون إلى ما ارتكبه الحوثيون في حروبهم الأخيرة من تدمير مراكز تحفيظ القرآن الكريم والمدارس الدينية والمساجد التابعة لجماعة الإصلاح الإخوانية والسلفيين، فضلا عن التمكين لمشروعها الإمامي السلالي المذهبي المرفوض من قبل الشعب اليمني.
هادي يستنفر
-------------
على ضوء هذه التطورات الخطيرة من جانب الحوثيين وسقوط عمران والاقتتال الدائر في أرحب وبني مطر وهمدان القريبتين من العاصمة، وجه الرئيس عبد ربه منصور هادي القوات المسلحة والأمن برفع درجة الاستعداد القتالي بالوحدات العسكرية والأمنية في إطار أمانة العاصمة والمحافظات المجاورة.
وبرر هادي هذه التوجيهات بأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها عمران فرضت واقعا جديدا، وكشفت النوايا الحقيقية للحوثيين وخروجهم عن إجماع الشعب ومخرجات الحوار الوطني مما يتطلب التعامل معهم بجدية ومسؤولية.
ولفت هادي إلى أن مخرجات الحوار هي الفيصل والمرجعية ولن يُسمح إطلاقا لأية قوى أو جماعات تجاوزها أو فرض إرادتها بالقوة.
أمن الوطن
-----------
وأكد هادي أن ما حدث في عمران لا يمثل تهديدا لطرف أو حزب أو قوى بعينها بقدر ما يمثل تهديدا لاستقرار وأمن الوطن بصورة شاملة، مشددا على أن استخدام السلاح والعنف لا يمكن أن يحقق أي غرض خارج عن الإجماع الوطني المتمثل في مخرجات الحوار الوطني الشامل، ولا يمكن لأي جماعة أو حزب أو جهة أو قبلية أن تفرض على الوطن أي شيء غير ذلك.
وحذر الرئيس من أن البعض ربما قد فهم صبر حكومة الوفاق وتعقلها في التعامل مع قضية عمران على أنه ضعف أو تخل عن المسؤولية وخرجوا عن المنطق وعن الحلول السلمية بالميل إلى العدوان والحرب.
وأشار إلى أن ما يحدث في اليمن ليس بمعزل عما يدور من صراع في المنطقة، خصوصا في العراق وسوريا، فهناك قوى إقليمية تدفع بكل قوتها لجعل البلد ساحات صراع إقليمية.
وقال "نحن هنا لن نسمح بذلك، لأن الشعب اليمني ومؤسسات الدولة ستكون هي الضحية"، مؤكدا أن المطلوب الآن ودون مواربة خروج كل الجماعات المسلحة من غير أبناء محافظة عمران وعودة الحوثيين إلى صعدة مع تسليم كل الأسلحة والمعدات وإخلاء كل المباني والمعسكرات التي تم الاستيلاء عليها من جماعة الحوثي، والعمل بكل ما هو ممكن من أجل تجاوز الأحداث المؤلمة بمزيد من التلاحم والوحدة والاصطفاف الوطني ورفع الوعي المجتمعي بمخاطر الصراعات ذات النزعات الجهوية والطائفية والمناطقية أو الحزبية باعتبارها مسؤولية تقع على كل القوى السياسية بكل مكوناتها.
وكرر الرئيس هادي تحذيره بأنه لا يمكن التهاون أمام استمرار هذا الصراع، وسيتم العمل بكل حزم وقوة للبدء في استرجاع أسلحة الدولة ونزع كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كل الأطراف دون استثناء، وسيتم العمل على إخلاء كل المواقع خاصة من جماعة الحوثيين.
بيان دولي
----------
عبر أعضاء مجلس الأمن في بيان عن بالغ قلقهم إزاء التدهور الخطير للوضع الأمني في اليمن، وفي ضوء استمرار العنف في عمران، وأبدوا أسفهم العميق لوقوع عدد كبير من الإصابات نتيجة العنف.
وطلب أعضاء مجلس الأمن انسحاب الحوثيين وجميع المجموعات المسلحة والأطراف المشاركة في العنف من عمران والتخلي عن السيطرة عليها، وتسليم الأسلحة والذخائر التي نهبت من عمران إلى السلطات الوطنية الموالية للحكومة.
كما طلبوا نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة والأطراف الأخرى المشاركة في العنف الحالي، وحثوا على تطبيق اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة سريعا، فيما طلبوا من الوحدات العسكرية مواصلة التزامها الحياد خدمة لمصلحة الدولة.
وشجع مجلس الأمن جميع الأطراف، تماشيا مع المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، على اتخاذ هذه الخطوات والمشاركة السلمية في العملية الانتقالية، محذرا من توسيع الاضطرابات الحالية إلى مناطق أخرى من البلاد، بما فيها صنعاء.
توعد المعرقلين
--------------
وأشار أعضاء مجلس الأمن بقلق إلى استمرار المعرقلين تغذية النزاع في الشمال في محاولة لعرقلة العملية الانتقالية.
وذكروا بالعقوبات المشار إليها في القرار رقم 2140 لعام 2014 الموجهة ضد أفراد أو جماعات مشاركة أو توفر دعما لأعمال تهدد سلم اليمن وأمنه واستقراره.
وحث المجلس لجنة الخبراء، التي تتولى مهامها وفق القرار، على النظر سريعا في قضية هؤلاء المعرقلين وتقديم توصيات عاجلة إلى لجنة العقوبات التي شكلها القرار 2140.
كما ذكر أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف بإيفاء التزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وشددوا على ضرورة تسهيل جميع الأطراف وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومن دون عرقلة، من أجل إجلاء الجرحى وضمان مساعدة جميع السكان المحتاجين.
وأبدى المجلس دعمه للرئيس هادي الذي يقود العملية الانتقالية، وشجع على مواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي سلمي للنزاع في الشمال بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وحث جميع الأطراف على مواصلة العمل معا من أجل المضي قدما بالعملية الانتقالية في اليمن.
إدانة أمريكية
-------------
كما دانت حكومة الولايات المتحدة بشدة أعمال العنف والمواجهات المسلحة التي وقعت في عمران وأسفرت عن خسائر في الأرواح في أوساط منتسبي القوات المسلحة والمدنيين الأبرياء، وأدت إلى نزوح وتشريد المدنيين من ديارهم.
ودعت الخارجية الأمريكية في بيان صحفي تلته المتحدثة باسمها جين بيساكي، الحوثيين إلى الوقف الفوري لكل التحركات المسلحة ووقف تقدمهم نحو العاصمة صنعاء.
كما دعت كل الأطراف إلى تجنب الانزلاق في النشاطات المسلحة ذات الطبيعة الهجومية أو الانتقامية.
ودعت أيضا جميع الأطراف إلى الامتناع عن إقامة المظاهرات السياسية، معتبرة أن تلك المظاهرات لن تؤدي إلا للمزيد من توتير الأوضاع المؤججة في الأصل.
وأثنت الخارجية الأمريكية في بيانها على العزيمة الراسخة للرئيس هادي في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مؤكدة دعم جهود الحكومة اليمنية في سبيل وقف الصراع المسلح والتفاوض بهدف تحقيق مصالحة سلمية بين كل الأطراف.
وحث البيان كل الأطراف على احترام سيادة الحكومة اليمنية والإقرار بصلاحياتها وسلطاتها السياسية والأمنية، موجها الدعوة للحوثيين وكل الأطراف إلى نزع السلاح والمشاركة سلميا في العملية الانتقالية السياسية.
شجب أوروبي
---------------
كما شجب الاتحاد الأوروبي وأدان بشدة العنف الذي هز مدينة عمران والمناطق المحيطة بها في الأيام الماضية، وحث جميع الأطراف على الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار، خاصة الاتفاق المبرم في 22 يونيو الماضي، وعلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية فورا ودون أي عرقلة إلى المناطق المتضررة.
وشدد الاتحاد الأوروبي على أهمية احترام كل الأطراف المعنية لسلطة الدولة، مؤكدا أن الأعمال الرامية إلى إيقاد العنف في الشمال تقوض عملية الانتقال في اليمن.
وأشار إلى ضرورة تسليم كل الأطراف للأسلحة والذخيرة إلى السلطات الوطنية بما ينسجم مع توصيات مؤتمر الحوار الوطني والمشاركة الكاملة في العملية السياسية تحت قيادة الرئيس هادي، منوها إلى قرار مجلس الأمن برقم 2140 والذي يُعد إشارة واضحة إلى أي معرقل يهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن.
الوضع الإنساني
---------------
تعيش محافظة عمران وضعا إنسانيا صعبا نتيجة أعمال العنف التي وقعت في الأيام الأخيرة، وتسببت في قتل وإصابة العشرات بجانب نزوح وتشريد الآلاف من قراهم ومنازلهم.
وأعرب يوهانس فان دير منسق الشؤون الإنسانية في اليمن عن بالغ انزعاجه إزاء التصعيد الأخير للنزاع في عمران، مبينا أن العنف تسبب في نزوح وتشريد آلاف الأسر وأضر بالكثير من الأسر الأخرى.
وأفادت تقارير عن مقتل أكثر من 220 شخصا مدنيا، بينهم نساء وأطفال، وأن آلاف الأشخاص أصبحوا محاصرين داخل مناطق النزاع وغير قادرين على الفرار من القتال الدائر في مدينة عمران.
يذكر أن جميع الاحتمالات ستظل مفتوحة على كل الصعد، وأن عدم الثقة هو المهيمن على توجهات كل القوى المتصارعة في اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.