البدء في انحسار الفساد، زيادة الرقابة والشفافية، تطبيق القانون، إصلاحات ستؤدي إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي، تلك هي الآثار الإيجابية التي توقعها رجل الأعمال والخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن الزامل، رئيس مجلس إدارة شركة الزامل للاستثمار الصناعي، بعد التغيرات التي طرأت على الدول العربية. واعتبر الزامل جميع التغييرات في الدول العربية إيجابية للاقتصاد الإقليمي والوطني، وأن أهم الآثار التي ستنجم عنها هو خروج "الفاسدين"، وتغير اللاعبين، وظهور وجوه جديدة ودور أكبر للجهود الحكومية، مضيفاً: "أتمنى أن يكون ذلك درس لنا في الخليج". كما توقع رجل الأعمال السعودي اقتراب تجربة الدول العربية القادمة من التجربة التركية، مؤكدا أن الدول التي لم يصلها "الدور" بدأت تستوعب الدروس، وعمدت إلى توزيع الثروة والإصلاح، موضحا أنه بدأ الاهتمام بالفقراء بعد أن أثبتوا قدرتهم على التحرك، ومؤكداً أن هذه العوامل ستساعد رجال الأعمال على التوسع. وفي كلمته في الملتقى الاقتصادي السعودي أمس الأربعاء وجه الزامل انتقادات حادة إلى المؤسسات الاقتصادية، والخبراء والمنظرين ووكاللات التصنيف مشيرا إلى أنهم لم يتنبأوا بالأزمة المالية العالمية، وحتى الاضطرابات السياسية التي حدثت في الدول العربية وتأثيرها في الاقتصاد العالمي، قائلا "أتحدى أي خبير يستطيع أن يدعي أنه توقع جزءا مما حدث". وأكد الزامل أن التغيير الجذري حصل في الدول العربية وأن آثاره "ستكون بعيدة وقريبة"، وأن هناك "12 شهراً قادما سيؤثر سلباً حتى على الاقتصاد العالمي" إلى جانب استمرار الفوضى السياسية، و"هروب الاستثمارات الأجنبية من الدول العربية، وجمود الاستثمارات المحلية". ووفقا لما أوردته صحيفة "الاقتصادية" السعودية جاءت كلمات الزامل ارتجالية ما أجبر الحضور على التصفيق، والضحك في أحيان أخرى بالنظر إلى حدة صراحتها وبالتحديد في وجه مؤسسات التصنيف، والمؤسسات الدولية الأخرى، والخبراء والذي اعتبر أن وقت تنظيرهم وتقاريرهم انتهى في هذه المرحلة، وأن الكلمة بات يحكمها "الواقع".