عبدالله عمر خياط عكاظ - السعودية .. لا بد من البت في العنجهية التي تتعامل بها بعض الجهات في القطاع الخاص أو في غير القطاع الخاص حين يتعرض الضعفاء أو الذين لا يجدون حيلة إلى تخفيض رواتبهم فيقبلون بذلك رغما عنهم لأنهم لا يجدون في بلادهم بديلا وهم قد هاجروا وخسروا كل ما يملكون وما اقترضوه من أجل الفوز بتأشيرة عمل، ويعلمون أنهم قد يقضون سنة أو ربما سنتين أو أكثر لسداد ما دفعوه لهذه التأشيرة، وبعدها للحصول على ما يقيهم هم ومن وارءهم ذل السؤال. أكتب هذا بعد أن قرأت ما كتبه أخي الأستاذ عبدالله منور الجميلي في جريدة «المدينة» يوم الاثنين 9/2/2015م بعنوان: (المساكين ومصاصو الدماء) .. فقد روى أنه التقى بأحد عمال النظافة في جهة حكومية وأخبره العامل والدموع تترقرق في عينيه قوله : مؤسستنا خفضت رواتبنا من 700 ريال إلى 500 ريال)، ثم أضاف وهو ينتحِب: وألزمونا بمغادرة السكن المتواضع الذي وفروه لنا بحسب العقد معهم؛ ومن يرفض منا فمصيره المغادرة النهائية، بعدها رفع صوته: هذا الراتب الهزيل الذي يتأخر كثيرا؛ هل سيكفي للعيش؟! وهل نستطيع التوفير منه للصرف على أهلنا في بلدنا؟! ماذا نفعل؟ هل يريدون منا أن نسرق، أو نعمل بصورة غير نظامية؟!. قصة هذا المسكين وزملائه يبدو لها ارتباط بالقرار الذي صدر مؤخرا بفتح أبواب الاستقدام من (دولة بنجلاديش) التي تتميز بقلة رواتب عمالتها في ظل قدرتها على التعويض من هنا أو هناك؛ فتلك المؤسسة وغيرها سارت في طريق الضغط على مكفوليها؛ فإما أن يقبلوا برواتب أقل، أو يستبدلوا بغيرهم. إننا نؤمن يقينا بأن الله سبحانه هو الخالق وهو الرازق وأن ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، ولكننا نؤمن أيضا بقوله تعالى : (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) فالخسارة في نهاية الأمر ستقع على هذا الظالم الذي يقتطع من رواتب مساكين لا يملكون أن يذهبوا إلى المحاكم وما يحتاجه التقاضي من أسابيع وربما شهور .. فليس أمامهم سوى الإذعان لتخفيض الراتب ونقض شروط تعاقدية متفق عليها.. لكن يا حسرة الضعيف من القوي. ونذكر أرباب العمل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الراحِمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء». السطر الأخير : ورد في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «اشتد غضب الله على ظلم من لا يجد له ناصرا غير الله».. [email protected]