مكة أون لاين - السعودية اعترافا بمكانة الموهبة وقدرها وانطلاقا من مسؤولية رعاية الموهوبين ذكورا وإناثا، تنظم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» على مستوى الوطن بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» الذي يسعى في المجمل لصياغة عقل الباحث العلمي المفكر ويقوم من حيث الفكرة على تنمية روح الإبداع في مسارات البحوث العلمية والابتكارات سواء كانت الأعمال فردية أو جماعية. الأولمبياد يفتح باب التنافس في مسار البحث العلمي أو مسار الابتكار بين المشاركين ويمنحهم مساحة كافية لعرض أعمالهم وأفكارهم للتنافس من خلال مراحل محكمة أولها مرحلة التنافس على مستوى المدارس (بنين وبنات) في كل منطقة - المرحلة الأولى، تليها مرحلة تصفيات على مستوى كل منطقة يشارك فيها المتأهلون وهذه هي المرحلة الثانية في مسار التنافس، وهي المرحلة التي تمهد للمشاركة في التصفية النهائية للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» على مستوى المملكة في مرحلته الأخيرة التي يشارك فيها المتأهلون والمتأهلات من أولمبياد تصفيات كل المناطق. هذا الأولمبياد وقد تحمل مسؤولية تحريك عوامل المنافسة يعني في الشكل والمضمون حقيقة ثبات خطوات المسير في طريق رعاية الموهبة والإبداع وهل ثمة ما هو أجمل من هذه الرعاية؟ التاريخ في كل مراحله ومحطاته يقول صراحة إن الأوطان تقوم على سواعد أبنائها وتتقدم بفضل تميزهم وما يصلون إليه في المجال المعرفي، هذا يقودنا إلى الاعتراف بفضل العلم وقيمة التميز، ويقودنا أيضا إلى التسليم بضرورة تلاحم الدولة والمجتمع في رعاية الموهبة ودعم الإبداع. المال وحده لا يكفي لضمان استمرار تقدم أي دولة حتى وإن كان له من الثقل والبريق ما يملأ العيون ويلفت الانتباه، المال قد يشكل الاسمنت ويأخذ المباني الاسمنتية إلى آفاق السماء وقد يؤسس بنية تحتية وقد... وقد ....، غير أنه بلا قيمة وبلا معنى وقد أخطأ طريقه إلى تنمية عقل الإنسان ورعاية الموهبة هذه هي الحقيقة. الشواهد كل الشواهد تقول إن الدول والشعوب التي أخذت بسياسة رعاية ودعم المواهب وتنمية الإبداع وصلت مبكرا إلى أبواب النهضة، عبرتها وسارت في طريق التقدم وحققت من التقدم ما تصبو إليه. باختصار، تم افتتاح معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بمساريه – البحث العلمي والابتكار في نجران وكان ثمة حضور بارز ومشرف للمنجز الإبداعي في ظل غياب واضح لرجال أعمال المنطقة، بشكل عام.. ما قيمة المال في أيادي رجال الأعمال وهم يتقهقرون عن دعم الإبداع الفكري في أوطانهم، هذا سؤال يمكن طرحه في وجه بيوت المال والأعمال على خلفية أن رعاية الموهبة مهمة تكاملية لا مهمة خصوصية. ختاما، إذا كان الإبداع حالة تسكن الروح والقلب حتى تجد المناخ الذي يطلق حريتها يبقى من المؤسف أن مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» تمارس نشاطها في نجران بلا مقر رسمي والمفاجأة أن الأرض موفرة وفي مكان مناسب.