المدينة - السعودية (القنوات الفضائية السعودية) غَيّرت من هويتها وفواصلها بأكثر من (أربعين مليون ريال)، فهل حجزت لها مكانةً بين وسائل الإعلام الأخرى؟ وهل استطاعت استمالة المواطنين نحو شاشاتها؟! أعتقد أن البحث عن إجابات لتلك التساؤلات وغيرها؛ ممّا يكشف عن عشوائية كثير من القرارات والخطوات التي تحيط بإعلامنا السعودي؛ والتي جعلته مُتأخِّرًا في قائمة الحضور والتأثير، صعوباتٌ وتحدياتٌ تواجه وزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عبدالعزيز الخضيري! فالحديث عن الأهمية التي أصبح يُمثِّلها الإعلام اليوم؛ بمختلف صوره وقنواته التقليدية والجديدة مِن فَضْلَة القول؛ فيكفي التأكيد بأنه الأداة أو الوسيلة الأبرز (اليوم) في إدارة الحروب والصراعات السياسية والفكرية، وقيادة الحِرَاك الاجتماعي؛ ولذا (فالإعلام السعودي) ينشُد من معالي الدكتور عبدالعزيز الخضيري، وهو الإعلامي والكاتب قبل أن يكون متخصصًا في الإدارة والتخطيط، معالجةَ جملة من الملفات الساخنة ومنها: * نعم الجميع مع (حُرّية الرأي واختلاف الرؤى)؛ لكن بصورتها المحمودة التي تجمع أبناء الوطن الواحد ولا تُفرّقهم؛ والوصول لتلك المُسَلَّمَة لن يأتي إلاّ بمواجهة الأقلام والأصوات والأطروحات التي لا هَمّ لها إلاّ مهاجمة الثّوابت الدينية، والعَزْف على أوتار العَصَبِيّات القَبَلِيّة والطائفية والمناطقية والفكرية! * تطوير قنوات الإعلام الرّسمي؛ من إذاعة وتلفاز ووكالة، بمنهجية تتجاوز الشكليات، وتَتَسَلّل للعمق من خلال: الاقتراب أكثر من هموم المواطن وحاجياته، وكذا بالبرامج الحديثة، والإفادة من التقنيات الحديثة، والأهم الرفع من مستوى الكوادر العاملة؛ بالتدريب والتحفِيز المعنوي والمادي، وتثبيت المتعاونين ومَن هُم على البنود في الوزارة وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وكذلك بالحدّ من هجرة الإعلاميين السعوديين المتميّزين! * تجديد دماء القيادات الإعلامية، وفتح المجال لشباب الوطن المُؤهّلين لكي يقوموا بدورهم في خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم برؤية عصرية، تناسب لغة العصر وإيقاعه! * حكومتنا الرشيدة تدرك تمامًا دور الإعلام في بناء الوطن وتنميته، والملك عبدالله بن عبدالعزيز أصدر أمره الكريم للمؤسسات الحكومية بالتفاعل مع ما تطرحه وسائل الإعلام؛ وهذا ينادي معالي الوزير بزيادة المساحات التي يتنفّس من خلالها الإعلام الوطني الذي هدفه البناء! أخيرًا.. هناك لجنة في وزارة الإعلام مهمّتها الفصل في الشكاوى المقدمة من الجهات الحكومية الخدمية تجاه ما تراه تجاوزًا من المؤسسات الإعلامية ومُحرّريها وكُتّابها؛ ولكن مَن يُنصِف الإعلام من تجاهل بعض مسؤولي تلك الجهات الحكومية لما يثار حولها إعلاميًّا؟! [email protected]