عكاظ - السعودية الذين سبق لهم أن اكتووا بما يصدر عن بعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من تجاوزات لم يستغربوا مطلقا أن ينبري عضو في الهيئة للنيل من الرئيس العام للهيئات دون أن يكترث ذلك العضو بحرمة المسجد الذي جمع بينهما أو التلطف في الحديث الذي كان الرئيس يطالب به ذلك العضو. فضلا عن اتباع النظام فيما ينبغي اتخاذه من خطوات عند الاعتراض على قرار أو التظلم من قرار، الذين عانوا من تجاوزات بعض رجال الهيئة والذين تابعوا تلك التجاوزات على مدار سنوات مضت لم يستغربوا أن يصدر من عضو منتسب للهيئة مثل ذلك التصرف والذي يحدد موضع الإشكال مع الهيئة وطبيعة الخلاف مع بعض أعضائها، فما كان يحدث من بعض رجال الهيئة تجاه المواطنين والمقيمين من تجاوز أصبح يحدث مع الرئيس العام للهيئات حين أراد إلزام أولئك المتجاوزين بالنظام أو محاسبتهم على ما صدر منهم من تجاوز للنظام، ذلك أن جهاز الهيئة لا يزال يحتفظ من بين منتسبيه من يعتقد أنه فوق النظام وأنه مطلق الصلاحيات يتصرف بما يملي عليه اعتقاده وما يفرض عليه تصوره فهو مأجور مثاب سواء أخطأ أو أصاب، وإذا ما ارتكب خطأ في حق أحد لم يجز لأحد أن يسأله عما صدر منه أو يحاسبه بما اقترفت يداه. هذا الوهم المتمثل في أن صلاحيات عضو الهيئة مطلقة وأنه لا يخضع لنظام ولا يلتزم بقانون هو ما أغرى ذلك العضو بالتطاول على رئيس الهيئات وأغرى أعضاء آخرين بالتجاوز في حق عباد الله وممارسة ما لا يمكن اعتباره إلا ظلما وعدوانا تجاه مواطنين وضعتهم الظروف والملابسات في طريق أعضاء في الهيئة يشعرون أن تلك العضوية منحتهم حقا لا ينازعهم فيه أحد ولا يحاسبهم بعده مسؤول مهما تجاوزوا وتطاولوا واعتدوا.