أمير الجوف يشدد على إيجاد بيئة عمل جاذبة للكوادر    المملكة تدين اقتحام عدد من المسؤولين في حكومة الاحتلال وأعضاء الكنيست ومستوطنين متطرفين للمسجد الأقصى    مسلح يطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت    الأخضر للابتعاد بالصدارة وإبطال المفاجأة    وزير التجارة: الأنظمة تمنع الاحتكار.. وهناك مؤشرات ستكون معلنة على وكالات السيارات    المحكمة العليا تدعو لتحري رؤية هلال شهر ذي الحجة    أمير تبوك يرعى حفل جائزة فهد بن سلطان للتفوق العلمي    أرماح الرياضية تفتتح فرعين نادي بي فت بجدة    ظروف «مروِّعة» في المواصي    وزير الاسكان يدشن اول الضواحي بالعاصمة المقدسة    القيادة تهنئ ملك الدنمارك    اعتماد إستراتيجية «الأولمبية والبارالمبية السعودية» ل 7 سنوات    فيصل بن فرحان يستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي ووزير الخارجية الكويتي    «مسام»: إتلاف 659 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في باب المندب    ضبط 9 مخالفين لأنظمة الحج لنقلهم 49 مخالفا ليس لديهم تصريح    حرارة الأرض ترتفع بشكل غير مسبوق    الخريف: المملكة والمغرب يساهمان ب40% من الإنتاج العالمي للأسمدة الفوسفاتية    مبادرة لترقيم الأشجار المعمرة    آل سلامة وآل باناجة يستقبلان المعزين في لطيفة    شقيق المواطن هتان شطا يعلن وفاته.. ويشكر السفارة السعودية في القاهرة والجهات الأمنية المصرية    المخلافي: حضور السعودية من أجل التنمية والإعمار.. ومشاريع إستراتيجية في مواجهة الخراب    لأول مرة في الحج.. نظام ذكي لرصد تساقط الصخور على عقبة الهدا    إجراء أول عملية قلب مفتوح بالروبوت الجراحي بمستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر    سفير المملكة لدى كوت ديفوار يتفقّد الصالة المخصصة لمبادرة "طريق مكة"    متوسطة ابن المظفر بالظهران تحتفي بتخريج الدفعة 30    "مركزي" القطيف ينقذ عين وافد ثلاثيني بعملية جراحة معقدة    فعالية "اليوم العالمي لمكافحة التدخين"    الأمن الأردني يحبط تهريب تهريب 9.5 ملايين حبة مخدرة متجهة للمملكة    إي اف جي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي لمجموعة «فقيه للرعاية الصحية»،    ثغرة أمنية واختراق حسابات شهيرة ب"تيك توك"    استمرار توافد ضيوف الرحمن إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة    رونالدو بحاجة لتمريرتين حاسمتين ليعادل الرقم القياسي للاعب الأكثر صناعة للأهداف    صندوق الاستثمارات العامة يعلن تسعيراً ناجحاً لأول عرض سندات بالجنيه الإسترليني    النفط يتراجع لليوم السادس والذهب يرتفع    «نمّور» يلهم الشباب والأطفال بأهمية الحفاظ على البيئة    «الأرصاد»: طقس مكة والمشاعر في الحج حار إلى شديد الحرارة    النسخة5 من برنامج "جسور" لتأهيل المبتعثين بالولايات المتحدة    الإسباني "هييرو" يتولى منصب المدير الرياضي في النصر    تستمر 3 أيام.. والرزيزاء: احتفالنا ليس للصعود    انطلاقة مشرقة لتعليم عسكري احترافي.. الأمير خالد بن سلمان يدشن جامعة الدفاع الوطني    الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف بمنفذ الوديعة الحدودي    السعودية واحة فريدة للأمن والأمان ( 1 2 )    صدق أرسطو وكذب مسيلمة    الحسيني وحصاد السنين في الصحافة والتربية "2"    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. مؤتمر دولي عن البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة    «لا تضيّقها وهي واسعة» !    وزير الشؤون الإسلامية يناقش تهيئة المساجد ومتابعة احتياجاتها    تعزيز مبادرة أنسنة الخدمات بتوفير مصاحف «برايل» لذوي الهمم من ضيوف الرحمن    جمعية تعظيم تطلق مبادرة تعطير مساجد المشاعر المقدسة    عالم عطور الشرق !    كيف يمكننا أن نتخذ قراراتنا بموضوعية؟    من أعلام جازان… فضيلة الشيخ الدكتور علي بن محمد الفقيهي    تخصيص منزل لأبناء متوفية بالسرطان    بعد انتشار قطع ملوثة دعوة لغسل الملابس قبل الارتداء    أمير تبوك يشيد بجهود المتطوعين لخدمة الحجاج    أمير نجران يُثمِّن جاهزية التعليم للاختبارات    أمير تبوك يستعرض الجهود والإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن    رئيس هيئة الأركان العامة : جامعة الدفاع الوطني تؤسس لمرحلة جديدة وانطلاقة مشرقة لمستقبل تعليمي عسكري احترافي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل الإرهاب نبتة سلفية؟
نشر في أنباؤكم يوم 24 - 08 - 2014


الرياض - السعودية
في كل مرة نرى فيها شبّاك الفتن يجترف شباباً كالأغصان اليانعة من أبنائنا، وتخطفهم خيوطه إلى هاوية سحيقة لا يخرجون منها إلا بأنياب تقطر دمًا، نقول وقد عضضنا أصابع الندم: من أين جاءنا هذا؟ وكيف وقعوا فيه؟ وكأنه لم يكن بمقدورنا أن نفعل شيئاً قبل ذلك، بل قد يكون الجزء الأكبر من انحرافهم سببه إهمالنا، وأعني بضمير الجمع جيل الآباء، ووجوه المجتمع من العلماء والمعلمين والخطباء والفقهاء والشخصيات الاجتماعية ذات الصلة المباشرة بالمجتمع، ولا أنسى الإعلام بكل وسائله المسموعة والمقروءة والمرئية، بما يقدمه أولئك من كلمة، أو كتابة، أو خطبة، أو دراما، أو أي إبداع فني، وارتباط حيوي من شأنه أن يقرأ أفكار الشباب ويساهم في توازنها، مُستَثنيًا أولئك القلة القليلة الذين بحّت أصواتهم وهم يحذرون من منهج الغلو والتطرف المنسوب إلى السلفية.
نعم إنها نبتةٌ نبتت في دمنةِ المتجاوزين في الأحكام على الآخرين، ويسمون أنفسهم ادعاءً "سلفية"، فكم كفّروا! وكم ضللوا، وكم بدّعوا، وكم فسّقوا، وكأن الساحة قد خلت لهم، فلا لائم يلومهم! ولا قاض يأخذ على أيديهم! بل قوبلوا بالتوقير والتعظيم الزائف، وفُتحت لهم الساحات يغرسون في أذهان شبابنا أن ذاك ضال، وهذا مبتدع، وذاك مميع للدين، لم يسلم من قدحهم حتى أكابر علماء الماضي والحاضر! ينشرون المبادئ الإسلامية بصورة مشوهة تجعل الرؤية منعدمة، أو مشوشة، وهي تحفظ نواقض الإسلام، وتزن الحاكم والعالم وطالب العلم، بل حتى عامة الناس بما حفظت ولم تعيها، وترى أن من حقها أن تحكم بردتهم وأن تقيم عليهم حدود الله التي عطلت، وتعيد للتوحيد رونقه وبهاءه!
هذه الفئة التي لا ترى غيرها ومن يساندها منبعا للخير وحاميا لجناب التوحيد، الذي رضعت منذ الصغر أن عامة المسلمين في بقاع الأرض كلها لا يعرفونه، ولا يوحدون الله، بل هم مشركون، يعبدون القبور، ويتوسلون بالصالحين، ويتبركون بالآثار، ولا عالم حق سوى علمائهم ومن يتبعهم!
فالعالم الذي يحبون ويتبعون، وله يسمعون ويطيعون، وبأقواله يجرحون ويعدلون هو وحده فقط من يملك الحق، ومن يتبع منهج السلف الصالح، وحامل راية التصحيح ومجدد العصر وبقية السلف... الخ.
هؤلاء ينتشرون، ويتكاثرون على مسمع ومرأى من الجميع، يدعون إلى اتباع الشيخ الفلاني والى أخذ كلامه جملة، وتفصيلا، وشرعوا في تصنيف الناس والدعاة والعلماء ، فذاك الشيخ لا يُسمع له لأنه أخبث من اليهود والنصارى، وهذه الفتوى شاذة ومن يتبناها لا يصلى خلفه، ولا يجالس، ولا يؤاكل ولا كرامة، وطفقوا يشوهون حملة المنهج المتسامح، ويحيلون بين الشباب وبين العلماء الربانيين العارفين بما يؤول إليه أمر أولئك وما سيسببونه للأمة من متاعب.
وفي الواقع العلمي لا ارتباط بين منهج أولئك الغلاة، وبين منهج السلف، فمنهج السلف سماحة، ورفق ولين ولا مكان للغلو والتزمت فيه، وهو منهج ينشر المحبة والإخاء وقبول الآخر بين المسلمين، والتعايش مع غير المسلمين، لكنّ الشأن كل الشأن في فهمه وتطبيقه واقعاً لا ادّعاءً، تطبيقا متناغمًا متجانساً بين عراقة الماضي ومتطلبات الحاضر.
إن المقام مقام تقديم رؤية لإصلاح الأفكار وليس مقام عتاب ولوم، وردود ومساجلات، تنظر إلى العَرَض وتتعامى عن المَرَض! فلا يزال في الوقت متسع لإعادة تأهيل أولئك نظرياً وعملياً، والحيلولة دون تقسيم المجتمع إلى أطياف وفرق تتبع أعيانًا تحيطهم بهالة من العصمة والتقديس، وكل فرقة ترى أن لها الحق في توجيه الأمة واستيعاب شبابها.
إن النبتة لا تكون إلا كأصلها، فإن أردناها نبتة صالحة نافعة فيتوجب على الجميع العناية بأصلها، من حيث منبع ريها، وتمدد أغصانها وخصوبة أرضها، وذود ما يؤذيها من الأفكار واللقاحات التي تجعل ثمرتها وبذورها سموماً تتجرعها الأجيال، وينشأ عليها الصغار، وتنبت نابتة لا مكان للرحمة فيها، ولا ذكر للمحبة والألفة في قواميسها، ونخشى أن نسمع مَن يتمثل فينا قولَ بشر بن عوانة:
تِلك العصا من هذه العصيّة
هَل تلد الحيةُ إلا حيّة؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.