المدينة - السعودية آلمني خبر جريدة المدينة مؤخرًا، عن نظر المحاكم ل62 قضية لعان خلال 6 أشهر فقط!. بعبارة أخرى، يقف كلّ شهر تقريبًا 10 أزواج أمام القُضاة، مُتّهمين زوجاتهم باقتراف الخطيئة مع غيرهم، ويطالب كلٌّ منهم بتنفيذ حدّ (الرجم) على زوجته، ويا له من موقفٍ صعبٍ وصعيبٍ!. ليبدأ اللعان بعدها، بأن يحلف الزوج على صدق اتّهامه 4 مرّات، والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، وإذا أنكرت الزوجة تحلف على كذب اتّهامه 4 مرّات لتنجو من الحدّ، ويُفرّقها القاضي عنه للأبد، والخامسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصادقين!. إنه موقفٌ يقشعرّ له البدن، لكنه حُكم الله العزيز الحكيم لأخطر قضية تحصل بين الزوجين، دون وجود شهود بينهما، وقد انفرد الإسلام به من بين كلّ الأديان، وهذا من عظمته وصلاحه لكلّ العصور والأزمان!. والموضوع بحق شائك وحسّاس، ولا يجب الخوض فيه إلّا من قِبل العلماء المتخصّصين، ولست كفؤًا لأضيف عليه شيئًا سوى أنّ آثارنا تزخر بقصص واقعية عن معالجة كثيرٍ من الأزواج الأقدمين لمثل هذه القضايا بأفضل من التقاضي، أي بكظم الغيظ، والعفو، والإحسان، وفضّلوا الستر، وطلب الأجر على سعيهم وراء حقهم الشرعي، واكتفوا بتطليق زوجاتهم دون جلبة أو ضوضاء، وأوكلوا أمرهم لله الذي دبّرهم بعدها بأحسن تدبير، وكان ديدنهم أنّ كلمة (ارحمها) أفضل من كلمة (ارجمها)، رغم أنّ الفارق هو نقطة، وهذا بالطبع إذا كانوا صادقين في اتّهامهم، أمّا إذا كانوا كاذبين فهم في قاع النذالة والحقارة واللا إنسانية، ولا أدري كيف يسكن لهم ليل، ويطيب لهم نهار وهم قد قذفوا زوجاتهم بالكذب والزور؟!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، تضرّعت إلى ربّ السماء بأن يُوفّق الأسر لما يحبّ ويرضى، وأن يُجنّبها حبائل الشيطان الرجيم، الذي لا تقرّ عينه الخبيثة إلاّ بمشاهدة البيوت وهي تتفكّك وتصبح خاويةً على عروشها من الثقة والحب والعِفّة والستر!. @T_algashgari [email protected]