فاصلة: ((ليس في وسع أحد أن يرتاح في ظلّه)) - حكمة عالمية - متى بالفعل سننتقل من النقاش حول هل ستنقرض الصحافة الورقية إلى كيف تنجح الصحافة الرقمية؟ أقول ذلك وأنا أقرأ خبر توقف جريدة «نيوزويك» عن الطبع بعد مسيرة 80 عاما وتحولها إلى النسخة الإلكترونية، فقد أعلن القائمون على المجلة الشهيرة بشجاعة أنها ستصدر آخر نسخها المطبوعة يوم 31 (ديسمبر) المقبل، لتصبح ابتداء من عام 2013 مجلة رقمية بشكل كامل. هذا القرار بلا شك مدروس وسوف يحقق أهداف المجلة من كل النواحي سواء الانتشار أو الأرباح. قبل هذا الإعلان بعامين كانت هوية «نيوزويك» قد تغيّرت حين بيعت إلى الناشر «سيدني هارمن»، مالك موقع «ذا ديلي بيست» الإخباري الإلكتروني، ليدمج الوسيلتين ويحصل على 15 مليون قارئ شهرياً. موضوع اقتناعنا بهيمنة الصحافة الرقمية وموت الصحافة الورقية لا يتعلق بالمهنة تماما، بمعنى تظل قناعاتنا الشخصية تتحكم في فهمنا وحكمنا للأشياء من حولنا. القراء المتشبثون بقراءة الصحف الورقية والصحفيون المقدسون للصحافة الورقية هم في دواخلهم لا يؤمنون بقوة الجديد، لأنهم لم يتركوا فرصة لأنفسهم للتعرف عليه ينطبق ذلك في مناحي حياتهم بأكملها. حتى الذين يتواصلون في مواقع التواصل الاجتماعي وهم مضطرون لفعل ذلك دون إدراك منهم لخطورة وسلطة هذه التقنية لا يحققون استفادة قصوى من تعاطيهم التقنية، مع ان المؤشرات من حولنا تدل على تحكم التقنية في حياتنا بأكملها وبالتالي من المنطقي ان تحتل التقنية مساحة واسعة في تعاطينا مع المعلومة التي يتبنى الإعلام ووسائله نشرها. إذا كانت مجلة «نيوزويك» التي اندمجت مع موقع «ديلي بيست» في 2010 قد تمكنت من جذب القراء بشكل أكبر ويعود الفضل للتقنية حيث شعبية استخدام أجهزة إلكترونية محمولة مثل الجهاز اللوحي «كيندل» « وجهاز «آي باد». والسؤال المهم لأي صحيفة ورقية تملك موقعا إليكترونيا هو كم نسبة السعوديين الذين يحصلون على الأخبار من خلال مواقع شبكة الإنترنت؟ ومن هي الفئة الأكثر متابعة للصحيفة عبر موقعها لارتباط ذلك بالقدرة على استخدام تقنية الأجهزة الإليكترونية؟ اعتقد ان صناع القرار في عالم الصحافة بحاجة إلى تحديث شخصياتهم المهنية لاستقبال المستقبل الجديد، كما ان على الصحافيين إدراك ان المستقبل لن يشابه الماضي أو الحاضر بأي حال من الأحوال بل سيكون قفزة تقنية، فإن ظلت أحلامهم أرضية فلن يطيروا في سماء التقنية.