تعاني الطفلة سارة ذات التسعة أعوام, إعاقة لم تتوارثها بسبب زواج الأقارب أو حادث سير, بل بسبب خطأ طبي أفقدها قدرتها الكلية على الحركة والنوم والتفكير، ورغم مرور تسعة أعوام هي عمرها, فإن والدتها ما زالت تحلم باليوم الذي تغادر فيه (سارة) فراش المرض، حتى لو بجسد حطمه المرض وأهلك زرعه خطأ طبي منذ ولادتها. فسارة جفونها الهزيلة لا تغمض إلا بأدوية وحقن وصفها لها الأطباء، فبحسب الأم, فإن ما أصاب ابنتها مرض لا شفاء منه، قائلة: "سارة لديها إعاقة كاملة ذهنيا وحركيا وجسديا، وهذا ما يسمى بالضمور الكامل في خلايا الدماغ". وتضيف: "هي لا تدرك من حولها، وأصبح بكاؤها علامة على ما تشكو منه, وألازمها ليلا ونهارا"، مبينة: "سارة لا تستطيع النوم، لأن المركز الرئيسي في الدماغ لا يعطي لها مؤشرات للنوم, ولها تسعة أعوام تنام بمنوّمات وأدوية". ونوهت الأم بأن تقدم سارة بالعمر خفّف من مفعول الأدوية، موضحة: "وهذا ما يضطرني إلى الجلوس بجانبها لساعات طويلة", وتقلب الأم ذاكرتها لترى الأيام والسنين التي أصبحت مبرمجة بحسب يوميات سارة: "خروجنا من المنزل قليل جدا، لأنها تمرض بسهولة ويصعب شفاؤها من نزلات البرد، وارتفاع الحرارة". فسارة التي قد لا تعي ما حولها, لا تعرف من كان سببا فيما حصل، ولكن عذابها تنقله والدتها "كلما تمعنت بعيونها وفي يديها النحيفتين وجسدها الذي لا يملك حولا ولا قوة، أشعر بالقهر". وتشير الأم إلى أن حملها ب (سارة) كان طبيعياً، وكان الجميع ينتظر ويستعد لاستقبال المولود الجديد، وحين جاءت ساعة الصفر لم يحدث حينها (طلق طبيعي)، ما دفع الأطباء إلى إجراء عملية قيصرية بعدما تعرضت الأم إلى انفجار في الرحم، ولم تستجب إلى المحرضات الطبيعية, ودخلت الأم في غيبوبة. وأضافت الأم: "بقيت سارة تصارع البقاء لتخرج إلى عالم الشقاء، الذي دق أبواب الحزن عليها.. حملي في سارة كان طبيعيا، ولكن تأخر الأطباء في إجراء الولادة سبّب إعاقة كاملة لها، جعلنا نعاني بسببها حتى يومنا".