أثارت عبارة مدونة على الأفلام العربية التي بدأت ببث إعلانات لها مع حلول العام الجديد، حفيظة العديد من العلماء والمختصين الاجتماعيين والأهالي ، كما أثارت امتعاض المشاهدين الذين اعتبروها أنها "كالأفلام الغربية"، وكانت العبارة وهي (للكبار فقط)، قد رفعت من حدة غضب الشارع العربي، فالعديد اتجه لتدوين رسائل قصيرة إلى المشرفين على تلك القنوات، احتجاجا منهم على بث مقاطع منها دعائية للإعلان عن وصولها إلى دور السينما. ولم تخل الرسائل التي دونها الآلاف المشاهدين من الفتاوى والأحكام، حيث اعتبرها العديد أنها "أفلام اغرائية جنسية تتنافي مع الشريعة الإسلامية وطبيعة المجتمعات العربية"، كما أثارت جدلا في الأوساط الدينية لاعتبارها "فسادا في الأرض وإثارة للفتن"، حيث باتت العديد من القنوات تدون هذه العبارة، بعد أن بدأت الأفلام العربية تتجرأ في عرض مقاطع جنسية جريئة، لا تراعي فيها أخلاقية المشاهد العربي واحترام مبادئ الدين الإسلامي. .. الشيخ يوسف الدوسري، ذكر ل "عناوين" أن "تدوين عبارة للكبار فقط، على الأفلام دلالة على بدأ تقليد الأفلام الغربية التي تضع تلك العبارة على أفلامها، وهذا محرم لأنه يوجد مقاطع مثير للفتن والشهوات، وتدخل المشاهدين في باب الحرمات والشهوات والزنا، وهذا الأمر يعتبر حرام شرعا وهناك أدلة شرعية واضحة على ذلك، سواء في القران والسنة". مضيفا : "العبارة أثارت جدلا واسعا، في الرأي العام، وحاولنا متابعتها لمعرفة الردود من الشارع السعودي، إلا أنها أثارت جدلا أوسع في مصر، ولم تعلن بشكل مباشر، لغياب الرقابة السينمائية والتركيز على تصوير مقاطع الفاحشة والجنس .. ، والدين الإسلامي لا يسمح بذلك لأنه يتوجب علينا درء المفاسد ومنع الفواحش".
الأخصائي الاجتماعي، سعيد فهاد، يشير إلى أن تحويل الأفلام العربية من قصص كانت تحاكي الواقع وتروي قصصا عن الحب، إلى أفلام جنسية، تروي كيفية المعاشرة المحرمة والعلاقات الآثمة ، علما أنها قد تجسد فئة بحذ ذاتها، إلا أن الأضرار قد تطال الجميع بحكم المشاهدة، .. والأفلام حاليا تسعى إلى كسب مادي وتحقيق أعلى نسبة مشاهدة وشراء التذاكر في دور السينما، عبر الجنس ومفاتن الجسد لتصبح مسلكا لتجميع الأموال وتحقيق أعلى نسبة أرباح وكسب رهان المنافسة بين الفنانين وهذا فعليا هو الفن الهابط". أولياء أمور تابعت "عناوين" معهم، أصداء القضية التي أصبحت "مدوية"، وتشغل تفكيرهم، خصوصا أن القنوات التي تقدم ذلك هي "عربية"، وغير مشفرة، فينقل عطوان عبدالله، ما يفكر به مليا، لحماية أبنائه من المقاطع الإباحية التي تبث عبر الأفلام العربية موضحا : "لم نتصور أن الجنس يصبح هو المسلك للطريق الفني، خصوصا بين صفوف الفنانين الجدد، وهذا يعني أن التجارة أصبحت بالبشر وليس مخاطبة للعقل البشري ورصدا الواقع الاجتماعي"، معتبرا أن من حق ساحة الرأي العام أن تدلي برأيها، "لان ذلك استهتارا اعقلية المشاهد العربي" . إحدى الأمهات التي لازالت تلوم نفسها عندما قام طفلها الذي يبلغ من العمر أربعة أعوام بتصرفات جنسية !! مع إخوته في المنزل بعد أن تم عرض دعاية لفيلم سيعرض في دور السينما بمصر، مدون في أسفل الشاشة للكبار فقط، لأن التصوير مخل تماما ، فالتعري والسلوكيات، الجنسية المثيرة طغت على الفيلم لان عنوانه دلالة على ذلك". وكانت قد نقل عن العديد من الفنانات عبر وسائل الإعلام تصريحاتهن برفضهن تصوير مقاطع مخلة.. حيث أعلنت مؤخرا الفنانة ريم البارودي أنها بريئة من المشاهد التي اعترضت عليها الرقابة في مصر، لفيلم (...) للمنتج والمخرج هاني فوزي. واعترفت الفنانة أنها لو وافقت على تلك المشاهد المخلة، لكان في رصيدها الآن أدوار بطولة لثلاثة أفلام، لكنها عندما تشارك في عمل يضم مشاهد مخلة لفنانة أخرى فإنها لا تكون مسؤولة عن ذلك. .. وهذا ما تناقشه أيضا الإعلامية وفاء الكيلاني على قناة ال بي سي في برنامجها بدون رقابة يوم الأربعاء القادم، مع الفنانة غادة عبد الرازق، التي ستكشف عن حقيقة مقاطع الجنس ومدى تأثرها وكيفية انسجامها حيال ما تقوم به من مقاطع تعتبر "مخلة بالآداب"، وحول أسباب ترددها إلى عيادات الأطباء النفسيين، للتخلص من بعض الأمور عقب تصوير تلك المشاهد. كما ستتناول الحلقة بحث المفاوضات التي تدور مابين المنتجين والرقابة وطرق الإفراج عن السيناريو وكيفية السماح بعرض تلك الأفلام الإباحية.
يذكر أن عدد القنوات الفضائية العربية المصرح لها بالبث ارتفعت إلى 696 قناة بين حكومية وخاصة، وكان تقرير وزعه اتحاد إذاعات الدول العربية، وصادر عن اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية قد أكد على ذلك.