افغانستان – وتعني بالفارسية بلاد البشتون (افغان – البشتون) (ستان - بلاد) مقبرة الغزاة وقاهرة الجبابرة ، استعصت جبالها الابية عبر التاريخ على المحتلين فلم يستطع الاسكندر المقدوني اخضاعها ، وفي ذروة مجدها، اضطرت الامبراطورية البريطانية (والتى كانت لا تغيب عنها الشمس) إلى التخلي عن جزء من سيادتها للمقاتلين البشتون ، بعد ان فشلت في اخضاعهم بشكل تام . افغانستان التى دحرت الاتحاد السوفيتي وجيشه الاحمر وكانت سببا في انهياره ومنظومته الشيوعية، تستعد لتكرار سيناريو جديد ولكن من نوع آخر مع الجيش الأمريكي وحلفائه ، حيث بدأ انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف الأطلسي بعد 13 عاما من احتلال بغيض لم يستمع صناع قراره لتحذيرات الباحثين والصحافيين في الغرب من أن الحرب على أفغانستان محكومة سلفا بالهزيمة والفشل . هل يعني فتح مكتب طالبان في الدوحة بدء مرحلة جديدة تعني قناعة الطرفين الامريكي و(الطالباني) باستحالة الحسم العسكري وبالتالي لابد من اخذ خيار التفاوض والحل السلمي ؟ وهل يمكن تحقيق السلام المستدام من خلال تسوية سياسية ؟ ومن سيكون المستفيد الاول من المفاوضات الامريكية (الطالبانية) ؟ فهل بدأت مرحله التخلى عن افغانستان غربيا وامريكيا ؟ وما الاسباب ؟ وهل قلت اهمية افغانستان الاستراتيجية بعد نجاح الاستخبارات الامريكية في قتل زعيم تنظيم القاعدة (اسامة بن لادن) في 2 مايو 2011م ؟ الكثير من الأسئلة المقلقة للنخبة الحاكمة في كابول - وعلى رأسهم الرئيس الافغاني حامد كرزائي والذي يميل البعض الى ان الوقت قد حان للتخلص منه امريكيا ، والاسئلة الصعبة بدأت بعد فتح حركة طالبان مكتبا رسميا لها في العاصمة القطرية الدوحة ، تمهيدا لإجراء مفاوضات مباشرة مع الامريكيين ، مما دفع العديد من المحللين السياسيين للتساؤل : ما دلالات (توقيت) التفاوض مع طالبان وما الثمن الذي ينبغي لأمريكا دفعه لكسب السلام مع طالبان والعكس ؟ وهل يعني فتح مكتب طالبان في الدوحة بدء مرحلة جديدة تعني قناعة الطرفين الامريكي و(الطالباني) باستحالة الحسم العسكري وبالتالي لابد من اخذ خيار التفاوض والحل السلمي ؟ وهل يمكن تحقيق السلام المستدام من خلال تسوية سياسية ؟ ومن سيكون المستفيد الاول من المفاوضات الامريكية (الطالبانية) ؟ ولماذا ؟ القرار الامريكي بالانسحاب اتخذ منذ سنوات لكن التحدى الاكبر هو كيف سيتمكن الغرب من ضمان الاستقرار في افغانستان بعد انسحاب قواته بداية العام 2014م ، وسط اصرار القادة العسكريين الامريكيين خاصة ، على الانسحاب البطيء وان يكون انسحابا مستندا على الظروف ،مع ضرورة التوازن بين الاحتياجات العسكرية للتواجد والضغوط السياسية المطالبة بسرعة الانسحاب . البعض تفاءل بعودة رئيس الوزراء الباكستاني (نواز شريف) للحكم باعتبار ذلك قد يساهم في تحسين العلاقات الافغانية الباكستانية وهى علاقات ابدية مدعومة بالتشابه العرقي (7 ملايين بشتوني في افغانستان و14 مليونا في باكستان) الا ان تصريحات الرئيس الافغاني فى مؤتمر صحفى مشترك فى قصره مع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون قبل يومين بقوله «لدينا تقارير تفيد بأنه في باكستان جهود جارية لتحويل أفغانستان إلى إقطاعيات . لا أدرى ما الذى تجنيه باكستان من اتباع مثل هذه الأجندة”، ويجب ان تعلم باكستان انها السبب وراء “ضعف نظام الحكم فى أفغانستان» ، تجعل المتفائلين بإعادة روح التعاون الاقليمي في وضع صعب ، خاصه في ظل استفادة ايران والهند من غياب باكستان طوال العقد عن افغانستان. العارفون بخبايا الملف الافغاني يرون ان ابرز التحديات التى تواجه افغانستان في عقد التحول 2014- 2024 هي الامن والحكم وتعزيز المؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وصولا الى المصالحة والحكم الرشيد وكذلك محاربة الفساد ومكافحة الارهاب وتهريب المخدرات ونشاطات تجارة السلاح. نتمنى لافغانستان مستقبلا افضل .. abdulahalshamri@ تويتر