شهد قطاع الطاقة العالمي في الاسبوع الاخير قرارات سياسية جعلت أسعار النفط والغاز أكثر تذبذبا ما أدى الى تزايد القلق بشأن الإمدادات التي تتأثر بما يجري في العالم، خاصة إذا كانت هناك دولة مشرفة على الممرات المائية طرفاً في هذه المشاكل، وقفزت أسعار النفط في الأسواق العالمية على وقع القرار الأميركي بتسليح مقاتلي المعارضة السورية، وهو ما يبدو أنه تسبب في قلق لدى المستثمرين والوسطاء بشأن الامدادات أسهم في دفع الأسعار للارتفاع. وبدأت أسعار النفط موجة من الصعود منذ أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، البدء بتسليح المقاتلين السوريين الأسبوع الماضي، حيث تجاوز سعر الخام الأميركي في تداولات الاثنين مستويات ال «98» دولارا مقتربا من 99 دولارا، فيما تجاوز خام «برنت» مستويات 106 دولارات، وهي أعلى المستويات لكلا الخامين منذ عدة شهور، وشهدت أسعار النفط تراجع أكثر من دولار بعد بيانات صينية وخطط الاحتياطي الفيدرالي، وتراجعت أسعار النفط أكثر من دولار يوم الخميس الماضي في أكبر انخفاض يومي لها في نحو ثلاثة أسابيع، إذ ان تباطؤ نشاط الصناعات التحويلية في الصين أقلق المستثمرين الذين كانوا متأثرين أصلا بخطة الاحتياطي الفيدرالي لسحب إجراءات التحفيز في وقت لاحق هذا العام، التصعيد السياسي في سوريا والقرصنة في نيجيريا وتأثر الإنتاج في عدد من بلدان النفط سواء خارج منظمة الدول المصدرة للبترول أو خارجها مثل ايران بسبب الحظر على مبيعات النفط الايراني وليبيا التي هبط الانتاج نتيجة الظروف السياسية وتراجع خام برنت الخميس الماضي 1.54 دولار إلى 104.58 دولار للبرميل، بينما هبط الخام الأمريكي بمقدار 1.74 دولار إلى 96.50 دولار، وسجل كلا الخامين أكبر انخفاض لهما بالنسبة المئوية منذ أواخر مايو، وأوضح خبير نفطي الانخفاض الملحوظ في أسعار النفط بأسواق النفط العالمية الى عوامل عدة أهمها تراجع أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عامين ونصف العام في لندن، وتوقع الخبير محمد الشطي حسب مصادر صحفية ان تدور أسعار النفط الخام (مزيج برنت) حول المئة دولار للبرميل خلال النصف الثاني من عام 2013، مضيفا ان هناك عوامل عدة أسهمت في هبوط الاسعار مؤخرا منها تراجع أسعار الذهب بعد تصريح رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) بن برنانكى بان برنامج (شراء الأصول) سيقلص في وقت لاحق هذا العام مادام الاقتصاد الأمريكي يشهد تحسنا، وقال الشطي: إن الذهب تراجع بنسبة 22 بالمائة هذا العام وسط توقعات بأن يقلص مجلس الاحتياطي سياسته للتيسير الكمي، لافتا الى تأكيد برنانكى ان البنك المركزي الأمريكي الذي يقوم حاليا بشراء سندات خزانة وديون عقارية كل شهر بقيمة 85 مليار دولار قد يبدأ في خفض مشترياته هذا العام وينهى البرنامج في العام المقبل إذا ما واصل الاقتصاد تحسنه، وقال: إن من العوامل الرئيسة في انخفاض أسعار النفط ارتفاع إنتاج النفط الامريكي الى 7.3 مليون برميل يوميا خلال شهر مايو وتزامنه مع انخفاض في واردات النفط لتصل الى 7.9 مليون برميل يوميا، وأضاف ان التصعيد السياسي في سوريا والقرصنة في نيجيريا وتأثر الإنتاج في عدد من بلدان النفط سواء خارج منظمة الدول المصدرة للبترول أو خارجها مثل ايران بسبب الحظر على مبيعات النفط الايراني وليبيا التي هبط الانتاج نتيجة الظروف السياسية فيها مازال يسهم بشكل فاعل في دعم مستويات الأسعار المقبولة من الهبوط الى دون مائة دولار للبرميل لنفط خام برنت الذي هبط من 105.52 دولار للبرميل الى 102.72 دولار، وقد تراجعت تعاقدات خام برنت لاقل من 101 دولار للبرميل أمس نتيجة ارتفاع الدولار ومخاوف من بطء النمو في الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة والصين، وهبط خام القياس الاوروبي نحو خمسة بالمائة الأسبوع الماضي في أكبر تراجع أسبوعي له منذ بداية ابريل بعد ان وضع بن برنانكي رئيس المجلس الاتحادي الامريكي(البنك المركزي الامريكي) استراتيجية لتقليص الحوافز المالية تقوض بشكل كبير الطلب على السلع الأولية، وأدت هذه الخطوة ايضا من جانب البنك المركزي الامريكي الى ارتفاع الدولار ما يجعل شراء النفط المقوم بالدولار أكثر تكلفة، وهبط برنت 25 سنتا الى 100.66 دولار للبرميل بحلول الساعة 0241 بتوقيت جرينتش أمس، في حين تراجع النفط الامريكي تسعة سنتات الى 93.60 دولار للبرميل.