ذكرت الإذاعة الإسرائيلية امس الأحد أن رئيس الأركان الإسرائيلي أصدر تعليماته إلى قادة قوات الجيش لاستكمال «الاستعدادات الضرورية تحسبا لتدهور الأوضاع أمنيا في الضفة الغربية». وأضافت أن بيني جانتس أصدر تعليمات لقادة الجيش «تحسبا لاستمرار أعمال الشغب التي يقوم بها فلسطينيون وتدهور الأوضاع أمنيا في الضفة الغربية». وكشفت مصادر اسرائيلية في هذا السياق, ان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو اوفد المحامي المفاوض اسحق مولخو برسالة واضحة وحاسمة للقيادة الفلسطينية يطلب خلالها وقف المواجهات الميدانية في ساحات الضفة الغربية خشية اندلاع انتفاضة ثالثة. وأكد موفد نتنياهو ان اسرائيل ستنقل بسرعة اموال الضرائب الفلسطينية لرام الله عن شهر يناير الماضي دون تأخير!! وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث: «لا اعتقد ان احدا في القيادة الفلسطينية يخطط لانتفاضة ثالثة، لكن ما تقوم به اسرائيل يفجر الغضب في كل مكان في العالم ويجر المنطقة الى دوامة عنف دموية». فإسرائيل قادرة على جرنا الى سفك الدماء يقول شعث، «لكننا نرى ان الحراك الفلسطيني يجب ان يكون سلميا ومنظما على شاكلة ما جرى من اقامة مدن رمزية كباب الشمس, إلى جانب الحراك الدولي والتصالح مع حماس». غير أن شعث اشار الى انه لا يستطيع احد ان يتنبأ بما ستؤول إليه الامور، وما إذا كنا قادرين على ضبط الاوضاع اذا استمرت اسرائيل في افعالها العدائية». «هناك فرق بين ما نريد وما يحدث.. هل مطلوب منا ان نعمل حراسا لاسرائيل؟» ويضيف شعث «ينبغي على الرئيس الامريكي ان يفهم ذلك». وشهدت الأيام الماضية اشتباكات أصيب خلالها العشرات من الفلسطينيين أثناء مشاركتهم في مظاهرات للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي. من جهته, شدد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على ضرورة الكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة الأسير عرفات جرادات في السجون الإسرائيلية وعلى وجه السرعة. بوادر حسن نية من جانبها ، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أمنية قولها إن السلطة الفلسطينية لن تسمح بتصعيد الموقف قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المقررة لإسرائيل الشهر القادم. وأضافت أن الحكومة تستعد للإعلان عن سلسلة بوادر حسن نية إزاء الجانب الفلسطيني عشية هذه الزيارة بما في ذلك تقديم تسهيلات وتحويل أموال والإفراج عن بعض السجناء. كشف اسباب الوفاة من جهته, شدد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على ضرورة الكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة الأسير عرفات جرادات في السجون الإسرائيلية وعلى وجه السرعة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينة (وفا) عنه التأكيد أنه، في كل الأحوال، لا يمكن إعفاء الاحتلال من المسؤولية «حيث لا يمكن فصل واقعة الوفاة عن كونها وقعت في ظروف اعتقال، وفي سجون الاحتلال داخل إسرائيل، الأمر الذي يشكل بحد ذاته مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة». وحث فياض المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لإلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي والاستجابة لضرورة المعالجة الفورية لملف الأسرى، خاصة المضربين عن الطعام والأسرى المرضى وضرورة الإفراج الفوري عنهم، وكذلك إطلاق سراح جميع الأسرى خاصة الأطفال والمعتقلين إداريا والأسرى القدامى وأعضاء المجلس التشريعي. اضراب شامل وأعلنت «الحركة الأسيرة» في سجون الاحتلال الإسرائيلي امس الإضراب الشامل عن الطعام عقب استشهاد الأسير عرفات جرادات من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة. وبين مدير مركز «أحرار» لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن الحركة الأسيرة قررت الإضراب الشامل بعد استشهاد الأسير جرادات لمدة يوم واحد. ولفت إلى أن توترًا كبيرًا يسود جميع السجون عقب استشهاد جرادات، وهناك خوف كبير على حياة الأسرى المضربين عن الطعام والمرضى في ظل تعنت الاحتلال بالإفراج عنهم. وأفاد الخفش أن الوقفة الجماهيرية بالضفة المحتلة للتضامن مع الأسرى تعد الأولى منذ 8 أشهر، مؤكدا أن هناك حراكا واسعا معهم، وتخوفا واضحا من قبل الاحتلال من هذه المواجهات المباشرة. من جانبه، حذر عضو الكنيست بنيامين بن أليعزر من أن الأوضاع تسير باتجاه انتفاضة ثالثة، مرجحا أن تكون «أكثر دموية من سابقتيها». وأكد في مقابلة مع إذاعة إسرائيل أن على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن «يقود عملية سياسية في المنطقة قبل أن يملى عليه القيام بذلك».