ارتفع حجم العمليات التجارية الإلكترونية عبر الأجهزة المحمولة خلال الفترة الماضية كون أن الهواتف الذكية أصبحت بديلا شبه كامل لأجهزة الكمبيوتر، وبالمقابل ازدادت المخاطر الأمنية المهددة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتي بدورها ستؤثر على مستقبل عمليات التسوق والدفع الإلكتروني عبر الهواتف الذكية. ويؤكد خبراء تقنيون أن كل هاتف ذكي أو جهاز لوحي يحتوي على بعض الثغرات الأمنية التي يتم من خلالها اختراق نظام التشغيل من قبل القراصنة باستخدام الفيروسات أو أي نوع آخر من أنواع البرامج الخبيثة المخصصة للاختراق والسيطرة على الهواتف أو الأجهزة اللوحية، وأكثر الأشخاص المستهدفين في الاختراقات الأمنية هم الأشخاص الذي يقومون بتصفح الإنترنت عبر هواتفهم، حيث يسبب هذا الاختراق مشاكل مزعجة مثل بطء حركة التصفح وانقطاعه على فترات منتظمة، حيث يتعذر الدخول إلى البيانات وفي أسوأ الأحوال يمكن اختراق المعلومات الشخصية والبيانات المتداولة ضمن عمليات البيع الإلكتروني عبرها. وقال الخبير التقني ثامر العنزي: إن أغلب المنافذ التي يسهل على القراصنة اختراق الهواتف الذكية عبرها هي عبارة عن تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي غير الرسمية، فالكثير من المستخدمين يقومون بالدخول عبر الهاتف إلى حساباتهم في الفيسبوك وتويتر وغيرها للتواصل مع الأصدقاء عبر تطبيقات غير رسمية، مما يجعلهم هدفا سهلا للاختراق من قبل قراصنة الهواتف، وذلك لأن الهواتف الذكية حالها كحال أجهزة الكمبيوتر تعتمد في اتصالها بشبكة الإنترنت عبر بروتوكول الإنترنت «IP». وأشار الى أن بعض أنواع هذه الهجمات تتم بتركيب صفحة وهمية لها نفس تصميم مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع البنوك والمتاجر الإلكترونية متظاهرة أنها الصفحة الرسمية للموقع من خلال التطبيق، لكي يقوم المستخدم بإدخال بياناته على أمل الدخول للموقع عبرها، وقد يقدم التطبيق أيضا قسائم مجانية كاذبة لإغراء المستخدمين على تحميل التطبيق بنية نشر العدوى بينهم، ومن ثم يقوم القراصنة المطورون لهذا التطبيق بالكشف عن معلوماتهم الشخصية، وأفضل وسائل الحماية من هذه التطبيقات هي اعتماد البرامج والتطبيقات الرسمية عبر المتاجر أو مواقع البنوك المعتمدة وعدم محاولة تحميلها عبر المواقع أو وسائل كسر حماية الهواتف. ويشير خبراء إلى أن بعض الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة اتجهت إلى تقديم خدماتها عبر تطبيقات مخصصة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية نظراً لتعدد جوانب وأوجه هذه التطبيقات، فبعض العاملين في مجال التسوق الرقمي يؤمنون أنهم يمثلون التوجه المستقبلي للإنترنت، من خلال الانتقال من تقديم الخدمات عبر المواقع الإلكترونية والتوجه إلى تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، لكنهم أشاروا الى وجود بعض الشركات والمؤسسات التي لم تستغل حتى الآن هذه الثورة الداعمة للتكنولوجيا المتقدمة. وأكد الخبير التقني عبدالرحمن القحطاني أن حلول الدفع عبر الأجهزة المحمولة تساهم إيجابيًا في قيادة عملية نمو «التجارة المحمولة»، وتمكن من إنشاء رابط مباشر بين العلامات التجارية والمستهلكين، وهذا الرابط هو نفسه الذي يُنتهج بواسطة بعض التطبيقات والخدمات، كتطبيق Passbook من آبل و«محفظة جوجل». وأشار إلى أن التجارة الإلكترونية واجهت تحديين أساسيين، الأول هو زيادة حركة مرور البيانات من وإلى المستهلك، والثاني هو التأثير على قرار المستهلك بالشراء. ولفت التقرير الانتباه إلى أنه عن طريق استهداف المواقع، يمكن جذب المتسوقين إلى المتاجر وعرض المواد التي يبحثون عنها، وانه مع خدمة التسوق عبر الأجهزة المحمولة التي تظهر جميع مواد المتجر وتتيح عملية الشراء عبرها، تساعد المتسوقين المترددين في اتخاذ قرارهم النهائي لشراء إحدى المواد المتوفرة في المتجر. وفي سياق متصل كشف موقع «Business Insider» عن تقريره حول التجارة الإلكترونية التي تتم عبر الأجهزة المحمولة «Mobile Commerce»، كالهواتف والحاسبات اللوحية. وأكد التقرير أن المتسوقين أصبحوا يحملون أجهزتهم المحمولة أينما ذهبوا، وانهم يلجؤون هذه الأيام إلى هواتفهم لتسديد أسعار القسائم، أو البحث عن المنتجات، أو دفع مستحقاتهم إلكترونيًا عبر الإنترنت، وأصبحوا يستخدمون هواتفهم من لحظة البحث عن المنتج الذي يرغبون به، إلى لحظة الشراء. وأشار التقرير إلى أن «التجارة المحمولة» في تزايد مستمر، حيث إن نسبة 29 بالمائة من مستخدمي الأجهزة المحمولة يستعينون بهواتفهم الذكية في إجراء عمليات الشراء. إذ بلغت نسبة المبيعات عبر الأجهزة المحمولة، بحسب التقرير، 6.6 بالمائة من نسبة مبيعات التجارة الإلكترونية في عام 2011، لترتفع النسبة من 3.9 بالمائة في عام 2010. وقال التقرير: إنه من المعلوم أن الحاسبات اللوحية تُستخدم في عملية البحث عن المنتجات، ولكنها الآن أضحت تُستخدم لإتمام عمليات الشراء أيضًا، كما هو الحال مع الهواتف الذكية، إضافة إلى أن حركة مرور البيانات بين المستهلكين ومتاجر البيع بالتجزئة على الإنترنت هي أعلى من الهواتف الذكية، وأشار إلى أن المستهلكين ينفقون عبر الحاسبات اللوحية أكثر من الحاسبات الشخصية، وتوقع التقرير أن السنوات القادمة ستشهد زيادة ضخمة في حجم المبيعات عبر الحاسبات اللوحية، دون أي تراجع أو نقصان. كما تنبأ البنك الأمريكي أن تصل إيرادات الشراء عبر الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية إلى 67.1 مليار دولار في أوروبا وأمريكا بحلول 2015، وتوقع زيادة ضخمة في مجال التجارة المحمولة استنادًا إلى حجم بيانات المرور بين الحاسبات اللوحية ومواقع متاجر بيع التجزئة على الإنترنت. ***(كابشن)... التجارة الإلكترونية واجهت تحديين أساسيين، الأول هو زيادة حركة مرور البيانات من وإلى المستهلك، والثاني هو التأثير على قرار المستهلك بالشراء.