أبدى عدد من المقاولين عدم إمكانية تنفيذ القرار بأي حال من الأحوال. مبدين تخوفهم من اضطرارهم لتوقف إكمال وتنفيذ عدد من المشاريع قيد التنفيذ والاكتفاء بدفع رسوم غرامات التأخير لعدم جدواها ربحياً بعد القرار . وبينوا في مؤتمر صحفي عقد الاحد الماضي بغرفة الرياض وشارك به أكثر من 20 مقاولاً يمثلون قطاعات مختلفة في الطرق والإنشاءات ومشاريع المياه والأعمال الكهربائية وأعمال المباني والطرق، لتبيان آثار القرار على قطاع المقاولات، بأن القرار لا يمكن التسليم به قياساً بأوضاع العمالة وطبقاً لنفور السعوديين بشكل عام عن العمل في هذه المجالات، وقالوا مخاطبين وزارة العمل « أحضروا سعوديين للعمل في المقاولات إن كنتم تؤمنون بإمكانية تطبيق قراركم «. وطالب المقاولين وزارة العمل بتقديم خطتها العملية واستراتيجيتها فيما يخص قرارها برفع رسوم العمالة من مائتي ريال، وقالوا: إن ما يؤكد سوء تقدير الوزارة للقرار افتقاره لأي بيانات أو دراسات وافية أو حيثيات تشير لمكامن انعكاسه الإيجابي في تحقيق أي من أهداف السعودة . وكشف المقاولون أنهم راسلوا وزير العمل ثلاث مرات في ثلاث خطابات موثقة موزعة على كامل أشهر العام الماضي 1433، بهدف استيضاح تطبيق قرارات سابقه تدعم القطاع منها القرار رقم 23، الذي صدر منذ خمس سنوات وقرارات رقم 155 الذي نص على قيام وزارة العمل تخفيض شروط الاستقدام وألا يتعدى البت في طلبات الاستقدام اسبوعين من تاريخ الطلب وان تكون نسبة السعودة في لا نريد أن ندخل في جدال حول أوامر وطنية من الواجب علينا تنفيذها، لكن كيف السبيل لتحقيقها، وإذا كان للوزارة أي حلول حول كيفية رفع نسبة قطاع المقاولات إلى 50 بالمائة فسنرحب بها ونشكره عليها، مشيراً أن قطاع المقاولات ليس بقدرته في الوقت الحالي سوى التوقف عن التنفيذ وتحمل الغرامات حتى ينظر في حلول عملية قابلة للتنفيذقطاع المقاولات 5 بالمائة . ويتساءل أحد المقاولين ممن حقق النطاق الأخضر ضمن برنامج نطاقات « هل هذه هي الحوافز التي وعدنا بها وزير العمل عند تحقيق النطاق الأخضر، وهل إعطاء الحوافز بنظر وزارة العمل هي المزيد من التضييق «. وأوضحوا أن ما يؤكد ارتجالية القرار هي وعوده بأن من يحقق 50 بالمائة من السعودة في منشأته فيتم إعفاؤه من الرسوم، وأضافوا « بحسب نوايا ووعود وزارة العمل، لو حققت كل شركة هذه النسبة كما تزعم الوزارة لاستغنينا عن 3 ملايين عامل ولتوظف 3 ملايين سعودي، وهو ما لا يمكن أن يتحقق نهائياً على الأقل خلال عشر سنوات قادمة . وأوضج فهد الحمادي عضو مجلس إدارة غرفة الرياض ورئيس لجنة المقاولين أن المعضلة التي يعيشها قطاع المقاولات الآن هي في ارتباطه بالأعمال والعقود الحكومية والتي اعتمد تسعيرها قبل القرار مما يجعلها عرضة للتوقف عن العمل، وقال: إن هذا التوقف لا يرتبط نهائياً بما قد يتبادر لذهن البعض بأنه عصيان عن تنفيذ قرار أهدافه وطنية، إلا أن الحقيقة تؤكد بأن هناك تعثرات منتظرة لا محالة مع الإصرار على تنفيذ قرار جاء إقراره من البداية دون مشاورات وغير مدروس . وأضاف الحمادي « لا نريد أن ندخل في جدال حول أوامر وطنية من الواجب علينا تنفيذها، لكن كيف السبيل لتحقيقها، وإذا كان للوزارة أي حلول حول كيفية رفع نسبة قطاع المقاولات إلى 50 بالمائة فسنرحب بها ونشكره عليها، مشيراً أن قطاع المقاولات ليس بقدرته في الوقت الحالي سوى التوقف عن التنفيذ وتحمل الغرامات حتى ينظر في حلول عملية قابلة للتنفيذ «. وأشار المهندس مهند عزاوي نائب رئيس لجنة المقاولين الى انه لديه ثلاثة خطابات رسمية تم إرسالها لمكتب الوزير وتحوي كافة الأضرار المتوقعة عن القرار الذي أصدر قبل سنتين بخصوص رفع رسوم العمالة، ولم يستجب مما يعني أن النية كانت مبيتة للتنفيذ دون حتى مناقشتنا، وأضاف « قبل عشر سنوات تقريباً ومع بداية نشأة صندوق تنمية الموارد البشرية تم استقطاع 150 ريالاً كرسوم يدعم بها الصندوق ولم يحدث تذمر يذكر كون ظروف القرار وحجم الأعمال في ذلك الوقت كانت تسمح بالاستقطاع « . وقال متسائلاً « منذ بداية نشأة صندوق تنمية الموارد البشرية ونحن ندعم الصندوق ب 150 ريالا دون أن نستفيد منه نهائياً، بل إن أعمال المقاولات والتي تعد من المهن الشاقة لا يوجد لها في صندوق الموارد أي بند أو مسميات أو توجيه بسبب عدم الإقبال عليها من الصندوق، فلماذا ندعم الصندوق، وأضاف «على الصندوق أن يبين حصيلة المبالغ التي تلقاها منذ نشأته وحتى الآن وهل تمت الاستفادة منها بالشكل الصحيح؟» . وقال المهندس فهد النصبان عضو لجنة التشغيل والصيانة إن المعضلة الآن ليست في تطبيق القرار بل في موعده القاتل، وقال موجهاً سؤاله لوزير العمل: « هل يعلم الوزير عن حجم المشاريع والعقود التي يتم تنفيذها الآن؟، وهل يعلم عن أي سعودي لديه الرغبة لارتداء بدلة الأعمال الشاقة أو بدلة النظافة للانخراط فيها، إذا فلينقذ القطاع ويمدنا بهم ولدينا استعداد لقبول القرار» . وأوضح أحمد الفالح عضو لجنة التشغيل والصيانة أنه نتيجة لعدم وجود آليّة تعويض واضحة لزيادة الرسوم الحكوميّة فسينشأ مطالبات ماليّة متعثّرة و تستغرق فترة زمنيّة طويلة ستسهم في عدم قدرة منشآت المقاولات على الدخول في مشاريع جديدة، ومواكبة الطلب المتزايد على المشاريع ، مطالباً وزير العمل بالإسراع بوقف القرار محذراً من أن هناك الكثيرين ممن ينتظرون أي قرارات من هذا النوع ليحققوا بها مبتغاهم في رفع الأسعار، مشيراً أن آلية عمل الأسواق مع ضعف المتابعة تؤكد بأن الأسعار التي ترتفع لن تعود لسابق عهدها.