العلم والتطور التقني أخذا مجريات الحياة إلى نظريات وقوانين جديدة، ولكن هذه القوانين سطرها الله جل وعلا في كتابه الكريم منذ أكثر من 1400 سنة إذ قال في محكم آياته (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ . لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مّسْحُورُونَ) «الآيتان 14، 15 من سورة الحجر». إذا فالسماء كانت ولازالت محصنة، ولو فتح الله (جل وعلا)مصاريع السماء لظل هنالك من ينكر ويتكبر كما فعل كفار قريش مع النبي الأكرم بتكذيبهم بعثته وتشكيكهم في الوحي. اختراق الفضاء كان خيالاً تحول إلى حلم بريء ثم إلى واقع جميل غير من مجريات وأحداث الكون الكثير، ولكن مازال العلم الحديث قطرة من بحور العلم التي خلقها وأبدعها الله (عز وجل) (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) «الآية 85 من سورة الإسراء» وعن حادثة الفضاء واختراقه والنزول منه بسلام فقد سبق الخالق (عز وجل) الجميع (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) «الآية 1 من سورة الإسراء وبالتفاصيل بينت الآيات بأن الوحيد الذي استطاع أن يصل إلى أعلى السماوات هو الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى . فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) «الآيتان 8 و 9 من سورة النجم». فما بين إسراء ومعراج خير البشر ووصوله إلى أعلى السماوات و قفزة فيليكس والتي تعتبر أبرز إنجاز بشري في العصر الحديث اختلف المغردون كل بجمالية حرفه وإبداعه. لا تليق مقارنة فقفزة فيليكس بالمعراج، هذا ما بدأ به بندر المحياني والذي يجزم بأن المعراج أمر أعظم وأكبر من ذلك مذكراً: فالرسول بعث لأمر أعظم من المنافسة على الدنيا وأرقامها القياسية، فلنعظم الرسول ولنحفظ له مكانته. وعلى عكسه تماماً أخذ «كلمات انجليزية» يندد بأن فيليكس ليس أول شخص وصل إلى هذا الارتفاع بل إن سيدنا محمدا وصل إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة. فيما ذهب عبدالكريم العبدالكريم إلى أبعد من القفزة بذاتها مركزاً على القنوات التليفزيونية التي رعت ونقلت الحدث على مستوى العالم مستغرباً: صمود القنوات عن الإعلانات لمدة ساعتين ونصف هو الحدث الحقيقي التاريخي واستغرب مالك نجر ما يتداوله البعض من شائعات بأن قفزة فيليكس ألغت قانون نيوتن قائلا: هذا غير صحيح، قفزته أصلا ماكانت لتتم إلا بفهم قوانين الجاذبية، «فيليكس صنع المستحيل في ثلاث ساعات» قالها بدر السنيد متعجباً ممن ضحك على حلم القفزة التاريخية ستة أيام متواصلة. وبأسلوب ساخر بعيد عن العلمية أراد نوفل الوحيد أن يلطف الجو العام والذي تمحور مابين مشدد على الإسراء والمعراج ومابين مفسر للعلوم الفضائية فقال: حقا من أفضع الأغلاط التي صنعتها في حياتي هي متابعة فيليكس، الذي صعد في ثلاث ساعات ونزل في سبع دقائق وأضاف ممازحاً، وين نودي وجهنا من المريخيين؟. محمد الملحم بين مدى اعجابه بفيليكس وعقليته حيث إن الإعجاز البشري باستطاعته تحويل اللاشيء إلى شيء ولكن يلزم الأمر تفكير عميق وتخطيط سليم لإنجازه: أحترم العقلية البشرية التي يمتلكها فيليكس، خطط لهذه العملية 5 سنوات متواصلة وحطم رقما قياسيا عالميا كما تمنى، حدد له هدفا وعمل عليه حتى وصل إلى مراده. ومازال العلم يثبت التفوق البشري يوما بعد يوم، اختزال الخيال إلى واقع محض يحتاج إلى الكثير والكثير من التفكير والتخطيط والجهد، وبغرابة يسأل المغردون أين العرب من هذا؟