بحمد الله هطلت أمطار متفرقة مع بداية هذا الاسبوع على المنطقة الشرقية جعلها الله أمطار خير، وهطول الامطار مع نهاية الشهر التاسع أمر يبشر بالخير بمولود شتوي ماطر وربيع يشرح الخاطر! ونحن نستقبل موسم الشتاء، موسم الديوانيات و(شبات) الضوء وجلسات السمر، سنكون على موعد مع أيام ضبابية خطرة على السائقين تنحسر فيها الرؤية او تكاد تنعدم أحيانا وقد تسبب في وقوع حوادث مرورية. مع وجود الضباب وبداية رشات المطر الاولى سيكون شبه انعدام في الرؤية مع انزلاقات خطرة على الطريق يفقد السائق السيطرة على التحكم بمقود القيادة وكلما زاد في سرعته زادت احتمالية وقوع التصادم او الانقلاب لا قدر الله، لأن ما يتجمع على الطريق من شحوم وبقع زيت التي تتساقط من الشاحنات وغيرها من المركبات طوال العام يجعل لزوجة الطريق عالية، وهنا نجد ان قائد المركبة امام معضلتين، كلاهما أخطر من الاخرى فمعضلة انزلاق الطريق لا تقل خطورة عن مشكلة الضباب. هذا ما يخص ضباب وانزلاق الطرق، وماذا عن ضبابية وانزلاق عقول السائقين؟ العالم كله دون استثناء يمر بنفس المواسم والطقوس التي نمر بها ولديهم نظام مروري ولوائح وارشادات خاصة لمثل هذه الاجواء ونحن كذلك لدينا نفس النظام والارشادات، ولكن الفرق بيننا وبينهم، ان السائق هناك لا وجود للضبابية في عقله، فقد حرصت مدارس القيادة وإجراءات استخراج رخص القيادة على ازالة ضباب العقول وانزلاق السلوك. لدينا معضلة اخرى، تكمن في تغطية حوادث السير في وسائل الاعلام بأنواعها، المرئي والمسموع والمقروء، مثال بسيط لا اظنه يخفى عليكم، لكنه غاب عن بعض من يكتب اخبار الحوادث المرورية او من يتناقله!! عندما يقع حادث سير في الاجواء الضبابية لعدد من السيارات، نطالع في اليوم التالي الخبر بالخط العريض على صفحات الجرائد وعلى الشاشات، صيغة الخبر كما يلي: (حدث تصادم لعشرات المركبات على خط الجبيلالدمام او الاحساء او العقير او اي طريق نتيجة لسوء الاحوال الجوية وانعدام الرؤية!!) ولا ننسى كذلك (بلوى) بعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي! اتمنى ان يتقبل الاعلاميون وخاصة المعنيين بصياغة اخبار الحوادث المرورية هذا المقترح بحيث يتم استبدال هذه الصيغة التي تتهم الضباب، بالصيغ التالية (نتيجة لعدم تقيد السائقين بالسرعة المحددة في الاجواء الضبابية وعدم ترك مسافات كافية بين المركبات واخفاقهم في التقيد بالنظام في مثل هذه الاجواء نتج عنه اصطدام عدد من المركبات، مع ذكر عدد الوفيات او الاصابات البليغة في الخبر) وبهذا نكون ذكرنا المتسبب الرئيس في الحوادث فالضباب بريء من دماء شبابنا براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. من كثرة التفكير في السلامة المرورية، أصبح ابليس يعرف رغبتي!!، لأن فكرة المقال بصراحة، جاءتني أمس على طبق شيطاني في الركعة الثالثة من صلاة المغرب و(زبدة) كل ما سبق بأن ضباب الأجواء امره (هين) وسرعان ما ينجلي وتعود الرؤية عشرة على عشرة، بلانا من ضباب العقول وانزلاقاتها السلوكية.