ودع الشعر الشعبي والأدب والفن رائد الشعر الشعبي في المملكة والخليج العربي حجاب بن عبدالله بن نحيت المزيني الحربي يوم أمس الإثنين بمدينة الرياض، بعد أن وافته المنية أمس الأول الأحد عن عمر ناهز 74 عامًا. ولد الراحل في مركز الفوارة في القصيم عام 1363ه الموافق لسنة 1944، وعرف عن الفقيد بأنه كان ملهمًا بالشعر وحب البادية، ما جعله يصبح رائد الفن الشعبي في نجد والخليج العربي خلال ثمانينات القرن الرابع عشر الهجري؛ وذلك لما يملكه من مواهب متعددة في الشعر والتلحين والغناء جعلته يتسيد الساحة الفنية الشعبية الخليجية في وقت لم تكن قد تشكلت فيه بعد ملامح الفن، لذلك أُطلق عليه لقب «رائد الفن»، وتميز شعره بتوظيف الحوار في قصائده توظيفًا يجبر المتلقي على التعمق في القصيدة والتفاعل نفسيًا معها. ونعى عدد من الشعراء والنقاد رحيل الشاعر حجاب بن نحيت، واصفين رحيله بالخسارة الكبيرة للساحة الشعرية في الوطن. شاعر مجدد وفي البداية قال الشاعر الحميدي الحربي: إن الحديث عن الراحل يحتاج إلى مجلدات، فهو من الشعراء المجددين في الكلمة، مؤكدًا أن نجاح بن نحيت كان لأسباب عدة أهمها مواظبته على الصلاة وبره بوالديه. تطويع المفردات من جهته قال الشاعر والناقد نايف الرشدان: يعتبر الراحل علامة مميزة في التاريخ الشعري في السبعينات والثمانينات والتسعينات، حيث تميز بقدرته على تطويع المفردات بما يتناسب مع الإيقاع الفني الذي يناسب لغة العصر في ذلك الوقت، كما أن إبداعه لم يتوقف حتى مع ابتعاده عن الساحة، حيث استمر عطاؤه بتقديمه لأبنائه المميزين على مستوى الشعر والعلم والعمل العسكري والاستثمار والتجارة. وختم الرشدان حديثه بالقول: الراحل ودع هذه الحياة بتقديمه لوطنه وأمته كل ما يملك، فرحم الله حجاب بن نحيت، واقدم التعازي إلى الوسط الفني وإلى أبنائه الذين يواصلون مسيرة والدهم في خدمة الوطن. قدوة في التواضع فيما قال الشاعر الهاب بن عوض الوسيدي: الشاعر حجاب بن نحيت فقيد غالٍ على الوطن والمجتمع الخليجي بأكمله، ورحيله يعتبر مصابًا جللًا وجرحًا عميقًا في جسد الساحة الأدبية، فقد عرفته عن قرب فوجدته معلمًا فاضلًا يجمع بين أصالة الشعر وقوة النقد، بالإضافة إلى انه قدوة بالتواضع وسمو الأخلاق، فهو أستاذ تخرج من مدرسة الحياة ليصبح معلمًا فيها، ولديه الكثير من أعمال الخير، رحم الله أبا ناصر، ونتقدم بأصدق التعازي لأبنائه وجميع أفراد أسرته وإنا لله وإنا إليه راجعون. هندسة المفردة من جانبه، قال الشاعر جوهر غالب: يعد الراحل من كبار الشعراء الذين تركوا بصمة خاصة من حيث كتابة القصيدة النبطية والفصيحة على حد سواء، إذ انه يتميز بهندسة خاصة للمفردة لوجود حس فني خاص، وكان هذا النهج جليًا في شعره وفنه معًا.وأضاف: ومن الأمور التي يتميز بها الراحل قدرته على الاعتماد الكامل على ذاته من خلال كتابته للشعر وتلحينه لنفسه رغم قلة الامكانات في ذلك الوقت،. مدرسة فنية الباحث خالد الخالدي قال عن الراحل: لقد فقدت الساحة الشعبية في المملكة والخليج علمًا من أعلامها البارزين الذين خدموا الأدب والفن والشعر الشعبي النبطي بشكل عام والكلمة النجدية البدوية بشكل خاص، وذلك منذ بدايات الثمانينات الهجرية -الستينات الميلادية، فهو من الذين اضافوا لهذا المجال الكثير من الإبداعات، حيث يعتبر مدرسةً خاصة طورت هذا المجال في وقته حتى شاع صيته في كافة دول الخليج. العزاء للوطن وبحزن نعى الشاعر فايز الحربي الراحل بن نحيت واصفًا إياه بمدرسة الأدب والشعر، حيث تمكن من ربط الشعر العامي والفصيح وايصالهما لعامة الناس بسلاسة واحترافية، ليحقق بذلك جماهيرية كبيرة على مستوى الوطن العربي. وقال: بدأ الراحل حياته بالإبداع الأدبي وانتهت بالأعمال الإنسانية الجليلة، لذلك أعزي الوطن بهذا الرمز الأدبي والإنساني .
