كنت ولاأزال أتابع ما تمخضت عنه جهود الفنانة هيفاء المنصور وهي أول مخرجة سينمائية سعودية خاضت هذا الفن بدراية وشجاعة معهودتين فيها قبل مرحلة الموافقة على انشاء دور للسينما بالمملكة وتشجيع السينمائيين السعوديين على خوض غمار فن السينما العريق، وكانت للمنصور تجارب ناجحة يشار اليها بالبنان نظير معالجاتها الصائبة للعديد من القضايا داخل المجتمع السعودي الناهض، وأظن أنها تخصصت من خلال ما أخرجته من أفلام سابقة في تلك المعالجات وكيفية عرضها أمام المشاهدين. وهي تستعد اليوم لخوض غمار تجربة جديدة أظن أنها ستكون ناجحة لتضاف الى تجاربها السابقة الناجحة في هذا المضمار بتصوير واخراج فيلمها الجديد «المرشحة المثالية» إذ تعتزم المخرجة الشابة إدراج الفيلم في الدورة القادمة لمهرجان «كان» السينمائي المقرر انعقاده في شهر مايو المقبل. وهي تجربة جديرة بالتشجيع نظير ما أولته المنصور لهذا العمل من جهد كبير ومثابرة في العمل مشهودة. والتجربة الجديدة تعد استكمالا لتجارب سابقة رائعة أثبتت المنصور من خلالها أنها تحمل موهبة جديرة بالعناية والرعاية. الفيلم الجديد للمنصور له طابع كوميدي صرف، ولعلها تجربة جديدة تخوضها المخرجة فأعمالها السابقة، رغم ميلها الى شيء من فن الكوميديا، الا أنها كانت تعالج من خلالها قضايا اجتماعية جادة. والتجربة الجديدة تدور أحداثها حول طبيبة شابة ممارسة تخوض الانتخابات البلدية، وتفاصيل وجزئيات هذا الخوض تدور بشكل كوميدي ساخر سوف تنجح المنصور في اظهاره للمشاهدين بصورة خاصة عرفت عنها أثناء اخراجها لكل التجارب السابقة التي برزت فيها أيما بروز بشهادة السينمائيين السعوديين وغيرهم من السينمائيين العرب والأجانب. ولاشك أن المنصور من خلال أعمالها السابقة وعملها الجديد المنتظر تدخل في دائرة الصناعة السينمائية الوليدة بالمملكة، وسوف تضيف من خلال ارهاصاتها الفنية أبعادا جديدة لقضايا المجتمع السعودي لا سيما فيما له علاقة بالمرأة التي نجحت المخرجة الشابة أيما نجاح في التركيز عليها ومعالجتها بمصداقية وواقعية واضحتين. وتلك الأبعاد سوف تضيف للفن السينمائي بالمملكة أشياء جديدة يمكن الأخذ بها للانطلاق نحو ترسيخ الصناعة السينمائية بالمملكة ودعمها. صحيح السينما السعودية لاتزال في بداياتها الأولى غيرأنها حققت قفزة نوعية ملحوظة، في زمن قياسي، تمكنت معه من فرض شخصيتها المتميزة في المحافل الفنية الدولية كمهرجان «كان». والمخرجة المنصور من أهم الأسماء في صناعة السينما السعودية، وكما نجحت من قبل في اخراجها لعدة أفلام هامة كفيلمها الرائع «أنا والآخر» وفيلمها «وجدة» الذي ترشح لجائزة الأوسكار وحازعلى جائزة المهر الذهبي لأفضل فيلم روائي عربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي. كما نجحت تلك الأعمال نجاحا منقطع النظير فانني أظن ظنا لا يساوره الشك بأن تجربتها الجديدة سوف تحقق نجاحا ساحقا وكبيرا.