استطاعت «منطقة نجران» وبذكاء أميرها الشَّاب مشعل بن عبدالله بن عبد العزيز ونباهة أهليها الأشاوس الكرام أن يتفننوا في نسج سربال العشق اللازوردي الحالم الجميل في أبهى صوره وأزين حُلله وأن ينشروهُ مُزَرْكشا بالولاء مرقَّشا بالوفاء في ذكرى اليوم الوطني الثاني والثمانين ويغطي بتلابيبه كافة ارجاء البلد حينما استضاف الأمير الشاب كوكبة موطنية متباينة الأطياف ومتعددة المشارب من مثقفي الوطن من الجنسين ممن يتباينون في الرؤى الفكرية والاتجاهات الفنية والمآرب الثقافية ويجتمعوا في عشق الوطن خلال أربعة أيام في منطقة نجران التراث وعبق التاريخ وإرث الحضارات ليشهدوا احتفالات نجران ومباهجها في يوم الوطن وكأنَّ الوطن يومها قد تمخَّض في الجنوب واحتضنته نجران بكافَّة أبعاده فتبلورت الصورة واضحة المعالم زاهية الألوان مترامية الأطراف كنت اردد ذلك المفهوم مع نفسي وأنا أحضر فعالياتهم واستشعرتهُ جليَّا في نظرات ضيفات الحفل الذي شهدته حرم أمير المنطقة الأميرة اليافعة نوف بنت بندر بن عبدالله ومثقفات واكاديميات وتربويات واعلاميات المملكة وانا احلق في سماوات حفاوتهم وأنثر عبق رياحين أبيات قصيدتي الوطنية ليلة الثلاثاء المنصرم كنت أعيش حالة اللاشعور وفقدان الوعي لم أدرك ساعتها غير كنه ابتسامة الأميرة وترحيبها وايماءات الصديقة الأنيقة الروح صاحبة البحريات أميمة الخميس وتشجيعات الدكتورة وفاء التويجري الايحائية عبر لحظات أعينها التي تشعُّ ليلتها بوهج الحب لكل الآدميين من بني البشر .. أجل حضر الوطن شامخا بين النجرانيين وضيوف نجران ومع جولاتنا السياحية عبر مواقع التاريخ الأثرية التي تشبعت فيها أراضي الأخدود وقلاع التراث وحصون الحضارات وقصور الإمارة وفي هدايا الأمير مشعل لضيوف المنطقة والتي اصطبغت بألوان نجرانية ونقوش جنوبية ولمسات عربية سعودية أصيلة ترجمت وعي أهل نجران بثقافة اليوم الوطني وضرورة استحضاره عبر الأدب والأدباء ومن خلال الثقافة والمثقفين وعن طريق الوفاء للأرض وحُمَاتها فكانت رحلة نجران رحلة باسم الوطن وفيه ومنه ولأجله وفي طريقه فاكتملت رؤية الوطنية وتماثلت اضدادها في تقاربها عبر حدود حبه وعند ملتقى زواياه وأطراف خاصرته الجنوبية ومن بين ردهات مسالكه ومنافذ حضارته وفضاءات ثقافته ومن بين آفاق ذاكرته المُستحضرة مع سنوات العمر وأحقاب القرون . تلك هي نجران الوطن وأولئك هم النجرانيون الوطنيون الذين استخلصوا من صافي زلال الحب أعذب النواهل وأعطر النفحات والتي منها انتعشت القلوب الصادية في يوم سعدٍ صاغهُ المجد الأثيل وتلقفته الأماني العِذاب بأكفِّ اليوم للغد الجميل .