وجاء الموعد السنوي مع معرض الرياض الدولي للكتاب، جاء ليقول حتى لو أخذتكم وسائل التواصل الاجتماعي يبقى للكتاب حضوره وأهميته، وصدق من قال العولمة لا تغنيكم عن متعة ملامسة الكتاب. الاحتفاء بالمعرض هو احتفاء بأحد أهم نوافذ الوعي لأنه رسالة ثقافية فيها غذاء الروح والعقل، كذلك يوجد جسور التواصل بين المبدع والقارئ. القراءة مفتاح المعرفة وبناء عقول المجتمع وجميل هو شعار «أمة تقرأ.. أمة ترقى» اذا كان هناك من يستهويه الكتاب الإلكتروني فان الكتاب الورقي هو ارتباط عاطفي بينه وبين الكثيرين من الناس. في معارض الكتاب تجد الأذواق المتنوعة، هذا يريد الكتب الدينية وآخر يريد الروايات وثالث ضالته الأشعار الرومانسية ورابع أول ما يسأل عن كتب التاريخ، وخامس يشتري القصص وفي النهاية تخرج بانطباع أن المعرض ليس سلعة ترفيهية، وحده له جاذبية خاصة يسافر بمرتاديه إلى آفاق العلم والنور والانسانية. الذين يأتون إلى معرض الكتاب يشعرون عند خروجهم من بواباته أنه في حضرة الكتاب يحضر الابتهاج، وأنهم ما زالوا أحياء وليسوا مجرد تماثيل من الشمع لا يتحركون.