تهاوت أسعار النفط الأسبوع الماضي على غير المتوقع حيث نزلت من 70 دولارا لتلامس 59 دولارا للبرميل حتى وقت كتابة هذا المقال. وهذا كان عكس ما كان يتوقعه بعض المحللين باستمرار صعود اسعار النفط الى مستويات تفوق 80 دولارا للبرميل خلال بضعة أشهر، خصوصا مع تجديد اتفاقية دول منظمة أوبك ومجموعة من المنتجين المستقلين بقيادة روسيا على تمديد اتفاقية خفض الإنتاج النفطي المشترك البالغ حوالي 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية سنة 2018، وكان لهذا الاتفاق مفعول السحر على أسعار النفط، حيث شهدت أسعار النفط تزايدا مستمرا بوتيرة سريعة حتى وصلت توقعات بعض المحللين أن تسجل أسعار النفط مستويات فوق 100 دولار للبرميل خلال السنتين القادمتين. وصرح أحد المسئولين الكبار في منظمة أوبك بتراجع مخزونات النفط العالمية بنسبة 50% بعد سريان الاتفاق بين المنتجين. لكن ماذا حصل الأسبوع الماضي لتتهاوى أسعار النفط بهذا الشكل السريع؟.. يحلل الكثيرون أن هذا التراجع أسبابه فنية بحتة، حيث تأثرت اسعار النفط بالبيانات التي أعلنتها الصين عن تباطؤ وتيرة النمو، يضاف الى ذلك ما أعلنته الولاياتالمتحدة عن ارتفاع مخزون النفط الأمريكي بأكثر من المتوقع. وتعتبر هذه المؤشرات من أهم العوامل التي تؤثر على أسعار النفط، خصوصا أننا اقتربنا من نهاية فصل الشتاء الذي يزيد فيه الطلب على وقود التدفئة في الدول الغربية، ولكن مع ذلك أعتقد أن موجة الانخفاضات ستتوقف قريبا وتعاود أسعار النفط الصعود مرة أخرى، واذكر انني كتبت مقالًا يوم 5 نوفمبر 2017م أن أسعار النفط ستكون في متوسط السبعين دولارا للبرميل في سنة 2018، واذا استمرت الأسعار بعيدا عن التقلبات السياسية العالمية فهي ستواصل الارتفاع كما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة، أن أسعار النفط سوف ترتفع ارتفاعا حادا بعد سنة 2021، وبذلك نستطيع أن نقول ان خلاصة الانخفاض الحالي لا تتعدى كونه موجة مؤقتة لجني الأرباح.